محور السعودية-الجزائر "سد منيع" ضد تدخلات تركيا
خبراء جزائريون يكشفون دلالات أهمية وتوقيت زيارة وزير الخارجية السعودي للجزائر بالتوزاي مع التكالب التركي في المنطقة
أكد خبراء أن الزيارة الثانية لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إلى الجزائر، تجسد "سداً منيعاً" ضد تدخلات أطراف إقليمية في المنطقة العربية وعلى رأسها التدخل التركي.
وشددوا على أن الزيارة تحمل في مضمونها رسائل على عودة التنسيق العربي بين العواصم العربية الفاعلة لحماية الأمن القومي للمنطقة، في الوقت الذي تحتل فيه تركيا أراضي من 3 دول عربية.
- السعودية والجزائر تشددان على حماية ليبيا من التدخلات الخارجية
- الأزمة الليبية تقود وزير الخارجية السعودي إلى الجزائر للمرة الثانية
وجرت، الثلاثاء، مباحثات موسعة بين وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم ونظيره السعودي، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها والأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
دلالات عميقة
وقال الدكتور لزهر ماروك، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر لـ"العين الإخبارية" إن زيارة وزير الخارجية السعودي في هذا التوقيت تأتي في "ظل تراجع التضامن والتنسيق العربي الذي فتح المجال أمام التدخلات الخارجية في شؤون المنطقة، حيث أصبحت المنطقة العربية مسرحاً لأطراف إقليمية (تركيا وإيران) ما يهدد الأمن القومي للدول العربية
وأوضح أن "السعودية بموقعها الجيواستراتيجي والتاريخي ووزنها الاقتصادي، والجزائر فإنهما يعدان بلدين محوريين في المنطقة ويتمتعان بمزايا من شأن التعاون والتنسيق بينهما أن يعطي دفعاً كبيراً للقضايا الإقليمية والأمنية والاقتصادية،.
واعتبر المحلل السياسي أن الوضع في ليبيا "بات يشكل تهديداً لكل دول المنطقة خاصة بعد تدخل تركيا بالسلاح والمرتزقة للاستحواذ على الثروات الليبية.
سد منيع
أما الأكاديمي الدكتور لزهر ماروك، فأكد أن "محور الجزائر – الرياض "من المحاور الضرورية والمهمة من أجل غلق الباب أمام تدخلات الأطراف والقوى الإقليمية في شؤون الدول العربية، التي وصلت إلى احتلال أراضيها والاستحواذ على ثرواتها وتحويلها إلى بؤر توتر للمرتزقة والإرهابيين وكل أنواع الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية".
ونوه إلى أن "الرياض بثقلها ووزنها وأهميتها ودورها المؤثر باستطاعتها أن تلعب دوراً في توحيد الصف العربي ومساعدة الدول العربية على تجاوز خلافاتها لأن المنطقة العربية تحولت إلى مستنقع لمغامرات أطراف إقليمية سواء من احتلال تركيا لأجزاء من العراق وسوريا وليبيا وكذلك سد النهضة الذي يهدد الأمن المائي لمصر والسودان، والوضع في ليبيا الذي يهدد أمن 3 دول عربية.
الخطر التركي
ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الدكتور إسماعيل دبش، إن الوضع في ليبيا يزداد تأزماً، والأوراق التركية بدأت تتضاعف، وعندما نتحدث عن الورقتين التركية والقطرية فإنها "بإيعاز من القوى الكبرى على رأسها الولايات المتحدة، ولا أتصور أن دولاً مثل قطر أو تركيا يمكنها أن تتصرف بمفردها بدون إيعاز".
وأشار، في تصريح لـ"العين الإخبارية" إلى أن السعودية "يهمها أمن واستقرار مصر ووحدتها، والرياض تعلم جيداً أن أي انعكاس للأزمة الليبية على مصر سينعكس على كل الدول العربية، وبالتالي فإن التنسيق بين الجزائر والسعودية يهدف لاحتواء هذا الوضع المتصاعد في ليبيا.
وأضاف دبش أن "حروب الوكالة بدأت تتجسد في الأراضي الليبية بنفس النمط الذي تم في سوريا، مؤكداً أن الجزائر والسعودية لهما مقاربات متكاملة حول الوضع في ليبيا، والبلدان لا يريدان أي تدخل عسكري من أي طرف في ليبيا، كما تعملان على إبعاد تركيا، وتجنيب مصر أن يطال أمنها القومي أي تهديد.
ونوه المحلل السياسي بأن "الرياض تسعى لأن تبعد أطرافاً إقليمية تعمل لصالح قوى كبرى من الصراع الليبي، وفي النهاية تركيا لن تكون لها الكلمة العليا في المنطقة، بل الدول التي فتحت الحرب على ليبيا في 2011 المتمثلة في الناتو والولايات المتحدة سيكون لهم اليد العليا"، وفق تعبيره.
وشدد "دبش" على أن الاهتمام الوحيد للجزائر والسعودية ودول الجوار الليبي هو أن تبقى ليبيا موحدة خصوصاً بعد أن بدأت تتكشف "معالم تقسيم هذا البلد العربي إلى 3 مناطق وهذا هو الخطر الكبير".
كما يرى المحلل السياسي إسماعيل دبش، أن التحرك السعودي والجزائري يهدف "لوقف وإبعاد شبح التصعيد في المنطقة.