مبادرة السعودية حول اليمن.. أبرز الرسائل ودلالات التوقيت
مبادرة سعودية لإنهاء الأزمة اليمنية عبر التوصل لحل سياسي شامل يراعي الأبعاد السياسية والاقتصادية والإنسانية تحمل رسائل ودلالات عدة.
ويمكن تلخيص تلك الدلالات والرسائل التي تحملها المبادرة من حيث التوقيت أو المضمون أو الأهداف.
فمن حيث التوقيت تأتي المبادرة بالتزامن مع حلول الذكرى السادسة لعاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس/آذار 2015، بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن، لتكون بمثابة إعادة تذكير للمجتمع الدولي بأهداف التحالف وسعيه الدائم والمتواصل لتحقيق السلام.
كما تأتي بعد نحو مرور شهرين على تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم، لتشكل اختبارا حقيقيا للإدارة الأمريكية التي رفعت الحوثيين من قائمة الإرهاب، وتكشف مدى قدرتها والمجتمع الدولي على الضغط على المليشيا للقبول بالمبادرة التي تحقق السلام في اليمن.
كما تثبت حسن النوايا لدى السعودية وتؤكد جديتها في التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية يراعي الأبعاد الإنسانية والسياسية.
أيضا تأتي المبادرة في وقت يحقق فيه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والحكومية الشرعية اليمنية انتصارات عسكرية نوعية في عدة جبهات، تأكيدا من التحالف أنه يطلق المبادرة من موقف قوة الحق، وسعيه الصادق لتحقيق السلام وحقن دماء جميع اليمنيين.
كلك تأتي المبادرة في وقت تتواصل فيه محاولات الاستهداف الحوثية الفاشلة لمرافق نفطية بالمملكة وتهديد الملاحة الدولية، الأمر الذي يثبت حرص السعودية على أمن الطاقة العالمي وعدم تضرر الاقتصاد العالمي من تلك الهجمات.
تفاصيل المبادرة
تفاصيل المبادرة أعلنها وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة.
كما تتضمن أيضا :"إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشان الحديدة ، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية ".
أيضا تدعو المبادرة إلى "بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل".
وأوضح الوزير السعودي أن المبادرة تأتي في إطار الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينغ والدور الإيجابي لسلطنة عمان، ودفع جهود التوصل لحل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان أن "المبادرة تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدم اليمني ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام".
ودعا إلى "إعلاء مصالح الشعب اليمني وحقه في سيادة واستقلال وطنه على أطماع النظام الإيراني في اليمن والمنطقة. وأن يعلنوا قبولهم بالمبادرة ليتم تنفيذها تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة".
كما جدد تأكيد المملكة على حقها الكامل في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها والمقيمين بها من الهجمات الممنهجة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد الأعيان المدنية، والمنشآت الحيوية.
وبين أن تلك الهجمات "لا تستهدف المقدرات الوطنية للمملكة فحسب، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي والممرات المائية الدولية".
وأكد رفض بلاده التام للتدخلات الإيرانية في المنطقة واليمن، مؤكدا أنها السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة اليمنية بدعمها لميليشيات الحوثيين عبر تهريب الصواريخ والأسلحة وتطويرها وتزويدهم بالخبراء، وخرقها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما جدد وزير الخارجية السعودي تأكيد المملكة استمرار دعمها ودول التحالف للشعب اليمني وحكومتة الشرعية، والتزامها بدورها الإنساني في التخفيف من معاناة الشعب اليمني ودعم كل جهود السلام والأمن والاستقرار في اليمن والانتقال إلى مرحلة جديدة لتنمية وتحسين معيشة الشعب اليمني.
رسائل ودلالات وأهداف
وتحمل تلك المبادرة رسائل ودلالات وأهداف هامة ، وهي:
- أبرز تلك الرسائل هي رسالة سعودية للمجتمع الدولي تؤكد حرص المملكة العربية السعودية على أمن واستقرار اليمن والمنطقة وسعيها لتحقيق السلام، ورفع المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، وذلك من خلال مبادرتها بالإعلان عن "وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة"، و" فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية ".
- تتضمن المبادرة تأكيد سعودي على أن رؤيتها لحل السلام تستند على مرجعيات يمنية وطنية وأممية.
ودعمت السعودية الحل السلمي للأزمة اليمنية في أكثر من محفل دولي، ابتداء من مشاورات جنيف والكويت وستوكهولم ، لكن المليشيا الحوثية كانت دائما ما تتربص بكل الاتفاقات وتغدر بها.
- أيضا من أهم الأهداف التي تسعى المبادرة لتحقيقها هي زيادة الضغط الدولي على الحوثيين وإيران الداعمة لهم، حيث قوبلت المبادرة بترحيب دولي وعربي واسع بمجرد الإعلان عنها، ويمكن التعويل على هذا الترحيب الدولي ليكون بمثابة قوة دافعة أن يضطلع المجتمع الدولي بكامل مسؤولياته وتشكيل ضغط على الحوثيين للالتزام بالاتفاقات التي أبرمت معه، وقبول المبادرة.
- كما يعد هذا الترحيب الدولي بمثابة رسالة دعم واضحة للتحالف تعينه في استكمال الأهداف التي انطلق من أجلها، في مواجهة تدخلات إيران، عرقلة جهوده بشتى السبل، في حال رفض الحوثيين المبادرة.
- أيضا حرصت المبادرة على دور بارز للأمم المتحدة في مختلف بنودها، وبالتالي قهي تعد بمثابة اختبار للأمم المتحدة و الولايات المتحدة والدول الغربية بشأن جديتهم في الضغط على الحوثيين للقبول بالمبادرة، وإثبات من الطرف الذي يريد التسوية السياسية وإحلال السلام في اليمن ومن يعرقل تلك الجهود.
وخصوصا أن المبادرة تأتي بعد أيام من رفض مليشيا الحوثي مبادرة المبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندر كينج لوقف إطلاق النار التي تسلمها ناطقها المتواجد في سلطنة عمان محمد عبدالسلام بزعم أنها " لا تلبي طموحات جماعته".
- تسهم المبادرة في إحباط خطط إيران لإيجاد موضع قدم لها في اليمن وعلى البحر الأحمر لزعزعة أمن واستقرار المنطقة وتهديد سلامة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.
- تعد المبادرة فرصة حقيقية للحوثيين فإما أن يكون شركاء في تحقيق السلام بقبول المبادرة، أو يواصلوا تبعيتهم لإيران واستهدافهم مصالح الشعب اليمني وتهديد أمن الطاقة العالمي وحرية الملاحة الدولية.
- تأتي المبادرة بالتزامن مع حلول الذكرى السادسة لعاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس/آذار 2015، بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن، لتكون بمثابة إعادة تذكير للمجتمع الدولي بأهداف التحالف وسعيد الدائم والمتواصل لتحقيق السلام.
وتخوض قوات التحالف العربي حربا ضد مليشيا الحوثي الإيرانية استجابة لنداء ودعوة الحكومة الشرعية في اليمن، ودعما للشعب اليمني.
وعلى مدى 6 أعوام من الحرب في اليمن، نجحت قوات التحالف في تمكين قوات الشرعية من استعادة عدد كبير من المدن والمحافظات اليمنية من سيطرة الحوثيين، إلى جانب تطهير العديد من المدن والقرى من فلول وعناصر تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن.
كما تأتي المبادرة في وقت يحقق فيه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والحكومية الشرعية اليمنية انتصار عسكرية نوعية في عدة جبهات، تأكيدا من التحالف أنه يطلق المبادرة من موقف قوة .
ونجح التحالف العربي بقيادة السعودية، مساء أمس الأحد، في تدمير ورش لتجميع الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار في العاصمة اليمنية صنعاء.
وأوضح التحالف العربي أن عمليات الاستهداف تهدف لتحييد مصادر الهجوم الوشيك من مليشيا الحوثي وتدميرها وحماية المدنيين.
وفي جبهة مأرب، حققت قوات الجيش اليمني، بدعم من التحالف العربي تقدما ميدانيا مهما في محافظة مأرب، شرقي البلاد.
وشن الجيش اليمني ورجال قبائل مأرب هجوما عسكريا مكثفا على مواقع مليشيات الحوثي غربي مديرية صرواح غربي المحافظة النفطية.
كما أعلن التحالف تدمير منظومة دفاع جوي تتبع مليشيا الحوثي الانقلابية بجبهة مأرب.
وتعتبر العمليات العسكرية والجوية للتحالف العربي والجيش اليمني والقبائل ردا على تمادي مليشيات الحوثي ومن خلفها نظام طهران وتصعيدها الحربي وشنها للهجمات الإرهابية والبرية في الداخل اليمني ونحو الأعيان المدنية في السعودية.