السعودية: إيران مستمرة في سياساتها العدائية بالمنطقة
السعودية أكدت أيضا أمام اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية
أكدت السعودية أن النظام الإيراني لا يزال يقدم الدعم إلى مليشياته وعملائه في منطقة الشرق الأوسط كحزب الله الإرهابي ومليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، ضارباً بعرض الحائط القرارات الدولية.
جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، أمام اجتماع منظمة التعاون الإسلامي أمس.
- المعلمي: للمرة الأولى في التاريخ تتزامن العمليات الإنسانية مع العسكرية باليمن
- عبدالله المعلمي: الوقت حان للتعامل بجدية مع مليشيا حزب الله الإرهابية
وقال المندوب الدائم لبعثة السعودية لدى الأمم المتحدة إن كثيرا من دولنا الإسلامية عانت ولا تزال تعاني من التدخلات الإيرانية العدائية السافرة في شؤونها الداخلية، ما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
ودعا السفير المعلمي باسم المملكة العربية السعودية جميع الدول في العالم خصوصا الدول الإسلامية إلى الامتناع عن احتضان الإرهاب أو توفير الملاذ الآمن للإرهابيين ومنصاتهم الإعلامية أو تمويل أعمالهم وأقوالهم بأي شكل من الأشكال، مشيرا إلى ما يشهده العالم اليوم من أزمات ومخاطر وتحديات غير مسبوقة وتهديد الإرهاب للسلم والأمن الدوليين.
وثمن السفير تصدي المملكة العربية السعودية وريادتها في مكافحة الاٍرهاب والتطرّف بكل أشكاله وصوره، سواء على أرض الواقع أو من خلال المبادرات أو إنشاء عديد من المراكز والتحالفات المختلفة.
وقال المعلمي: "إن المملكة شريك رئيسي للأمم المتحدة والمجتمع الدولي في التصدي لآفة الإرهاب على جميع الأصعدة، حيث أسهمت المملكة في دعم وتمويل عديد من المبادرات والجهود، ومنها مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNCCT) بـ110 ملايين دولار".
في السياق نفسه، أكدت السعودية مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة الإسلامية والعربية، وعلى الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف، وعلى حق دولـة فلسطين في السيادة على كل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 بمـا فيهـا القدس الشريف.
وأشار السفير، في كلمته، إلى تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على هذا الموقف المبدئي الثابت عندما أعلن في القمة العربية الـ29، قائلاً: "إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
واستعرض أهمية وكالة الأونروا لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وما تعانيه من نقص حاد في مواردها، ما يمثل تهديدا مباشرا للخدمات التي يتلقاها الفلسطينيون ضمن حقهم الأساسي في التعليم والصحة والعيش الكريم.
وأضاف السفير المعلمي أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية السعودية، ولهذا فقد قدمت حكومة المملكة للأونروا مبلغ 50 مليون دولار، عبر إعلان خادم الحرمين الشريفين في قمة القدس المنعقدة في شهر مارس/آذار الماضي، وبإجمالي ما يفوق الـ100 مليون دولار خلال العام الماضي فقط، حيث بلغ مجموع ما قدمته السعودية خلال العقدين الماضيين لهذه الوكالة ما يقارب المليار دولار، بما يضعها في مقدمة الدول المانحة لوكالة الأونروا، كما قدمت أكثر من 6 مليارات دولار للشعب الفلسطيني خلال العقدين الماضيين كمساعدات تنموية وإنسانية وإغاثية.
وأبان السفير المعلمي أن المملكة تدعم كل الجهود الرامية إلى إنهاء هذه الكارثة الإنسانية في سوريا وإيجاد حلٍ سياسي مستدام للأزمة، وفقاً لمقررات جنيف "1" وقرار مجلس الامن رقم "2254".
وحول الشأن اليمني، أشار إلى أن المملكة قدمت مساعدات للجمهورية اليمنية الشقيقة بمبلغ يفوق 13 مليار دولار في مختلف المجالات للمحافظة على قدرات ومكتسبات اليمن، بالمقابل تعرضت المملكة إلى ما يقارب من 200 صاروخ أطلقت من قبل المليشيات الانقلابية على المناطق الآهلة بالسكان، ضاربة بعرض الحائط جميع الاعتبارات والقوانين الدولية، حيث تستمر المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من قبل إيران بتجاهل النداءات الدولية والأممية، وتتعنت بشكل لا يدع مجالا للشك بأنها هي من تسعى لإطالة أمد الأزمة القائمة في اليمن.
وأعرب مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عن إدانة المملكة الشديدة لما يتعرض له المسلمون في ميانمار من الانتهاكات وممارسات التمييز المؤسسي ضدهم، حيث يعاني أكثر من مليون مسلم من الروهينجا من الانتهاكات الحكومية وممارسة أعمال العنف والقتل والاضطهاد والتطهير العرقي من قبل الجيش والأمن في ميانمار.
وأضاف السفير قائلا: "إن المملكة العربية السعودية نجحت بالتعاون مع أشقائها من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في تقديم قرار بالدورة الـ72 للجمعية العامة، من أجل إيقاف الانتهاكات التي تمارس ضد أقلية الروهينجا المسلمة، حيث كان له الأثر الفعال في تعيين مبعوثة الأمين العام لميانمار من أجل الوقوف على الأوضاع المأساوية في ميانمار".
وأعلن أن وفد المملكة بالأمم المتحدة يعمل على تقديم مشروع قرار آخر حول وضع حقوق الإنسان في ماينمار، ودعا جميع الدول الإسلامية إلى دعم هذا القرار والتصويت لصالحه.
واختتم السفير المعلمي كلمته أمام الاجتماع بالتأكيد على استمرار المملكة العربية السعودية في العمل بكل جهد نحو إحلال السلام والأمن في كل أرجاء العالم باعتباره النهج الذي سوف تستمر في المضي على طريقه.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA== جزيرة ام اند امز