اليوم الوطني السعودي 92.. احتفالات بنكهة خاصة لـ4 أسباب
سويعات قليلة وتدق أجراس يوم الـ23 من سبتمبر/أيلول الجاري، موعد اليوم الوطني السعودي الذي تحتفي فيه المملكة بذكرى تأسيسها الـ92.
ففي سبتمبر/أيلول 1932 صدر مرسوم ملكي يقضي بتوحيد جميع أنحاء المملكة تحت اسم "المملكة العربية السعودية"، واختار لها الملك عبدالعزيز آل سعود علما من شريطين متقاطعين وعلامة بيانات بينهما كرمز للمملكة المنشأة حديثًا.
وما إن يبدأ شهر سبتمبر/أيلول من كل عام، حتى تكون السعودية على أهبة الاستعداد للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية بعدد من الفعاليات، تشاركها فيها الدول الصديقة والشقيقة، إلا أن العام الحالي يحمل ذائقة خاصة لأربعة أسباب؛ فما سبب تميز احتفالات العام الحالي؟
مناسبتان وطنيتان
باحتفاء المملكة العربية السعودية، يوم الجمعة، باليوم الوطني 92، تكون احتفلت للمرة الأولى بمناسبتين وطنيتين في عام واحد، وهما يوم التأسيس واليوم الوطني.
واحتفلت السعودية في فبراير/ شباط الماضي، للمرة الأولى بيوم التأسيس، بعد صدور أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز في 27 يناير/كانون الثاني الماضي بأن يكون يوم (22 فبراير/شباط) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية تحت اسم (يوم التأسيس).
ويختلف يوم التأسيس عن اليوم الوطني، فكلاهما يؤرخ لأيام تاريخية ومحطات مفصلية في تاريخ المملكة؛ فالأول يعد ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل نحو 3 قرون، مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية (تبعد عن مركز الرياض العاصمة 20 كيلو مترًا) منتصف عام 1139هـ (1727).
أما اليوم الوطني فهو ذلك اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية" قبل 9 عقود في شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932، بعد جهود استمرت نحو 3 عقود من بداية تأسيسه للدولة السعودية الثالثة عام 1902.
وإذ يرتبط اليومان بشخصيتين تاريخيتين (بينهما نحو قرنين من الزمان) فإنهما جاءا في وقت كانت تشهد فيه شبه الجزيرة العربية فوضى سياسية وفرقة وتشتتا، فقاد كل منهما البلاد في زمنه من الفوضى إلى الاستقرار، ومن التشتت إلى الوحدة.
مكانة مرموقة
تتزامن احتفالات اليوم الوطني مع نجاح جهود الوساطة السعودية التي قام بها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء في إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، في مبادرة جديدة تكشف تعاظم مكانة المملكة الإقليمية والدولية ودورها المؤثر في دعم الأمن والاستقرار.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان صدر مساء الأربعاء، إن وساطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بين روسيا وأوكرانيا نجحت في الإفراج عن عشرة أسرى من مواطني المملكة المغربية، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، ومملكة السويد، وجمهورية كرواتيا، حيث يأتي الإفراج عنهم في إطار عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا".
وفيما تحتفي السعودية بيومها الوطني الـ92، تتسارع جهودها وتتواصل مبادراتها في اتجاهات عدة لتصفير الأزمات بالمنطقة، أثمرت خلال العام الجاري إنهاء توتر في العلاقات بين المملكة وتايلاند امتد لأكثر من 3 عقود، وتوترا في العلاقات بين المملكة وتركيا استمر عدة سنوات، واختلاف في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن استمر عامين منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم مطلع العام الماضي.
الاحتفالات "الأضخم"
وباحتفالات وصفت بـ"الأضخم" والتي تستمر 9 أيام، بدأت السعودية بالاحتفاء بالمناسبة الوطنية، عبر تنظيم 34 عرضًا جويًا وبحريًا ستنفذها قطاعات عسكرية ومدنية بمجموعة من المقاتلات والمروحيات والطائرات المدنية والسفن والزوارق.
وتنفّذ القوات الجوية الملكية السعودية على مدى عشرة أيام عروضًا جوية بطائرات "تايفون"، و"ف - 15 إس"، و"تورنيدو"، و"ف - 15 سي" في 14 مدينة.
وتغطي العروض الجوية لليوم الوطني، 13 مدينة بالمملكة، لتشمل الرياض وجدة والخبر والدمام والجبيل، وكذلك عروض بالطائرات في مدن الأحساء والطائف وتبوك وأبها، إضافة إلى التحليق في سماء مدن سراة عبيدة وتمنية وخميس مشيط والباحة.
كما تنفذ القوات البحرية الملكية السعودية فعاليات في اليوم الوطني في كل من الواجهة البحرية بجدة وشاطئ الفناتير بالجبيل، حيث سيكون هناك استعراض كبير لزوارق مجموعة الأمن البحرية الخاصة.
وتشهد العاصمة الرياض ومدينة جدة حدثاً مميزاً، يتمثل في انطلاق مسيرة لموكب وخيالة الحرس الملكي بجولة بالطرق الرئيسة، لتشكل موكباً وطنياً مهيباً يشارك المواطنين فرحتهم، بمشاركة الفرقة الموسيقية بالسلام الملكي السعودي والسيارات الكلاسيكية برئاسة الحرس الملكي.
وتتضمن الاحتفالات 6 عروض عسكرية، حيث تشارك وزارة الداخلية في احتفالات اليوم الوطني بمشاركات نوعية، وفعاليات تفاعلية حية، بعنوان (فعاليات عز الوطن)، وتتضمن الفعاليات –كذلك- مسرحًا يحاكي الواقع الافتراضي، ويجسد صورة ذهنية لتضحيات رجال الأمن بمشاركة نخبة من منسوبي القطاعات الأمنية، إضافة إلى بعض العروض العسكرية المصاحبة.
ولأول مرة، يقدم سيرك "دو سوليه" عرضًا مميزًا في واحد من أضخم عروضه العالمية المنفردة والمصممة خصيصاً لليوم الوطني الـ92، وعند التاسعة من مساء يوم الجمعة تنطلق الألعاب النارية في وقت واحد في 18 مدينة؛ لتضيء سماء المملكة باللونين الأخضر والأبيض.
وتحتضن مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية في المدينة المنورة "الأوبريت الوطني" الذي سيروي تاريخ البلاد عبر العصور بمؤثرات وتقنيات مبهرة، فيما ستشهد عدد من مدن المملكة مجموعة من الحفلات للاحتفاء باليوم الوطني في الرياض وأبها والقصيم وجدة والأحساء، يشدو فيها عدد من أبرز الفنانين.
الارتقاء بالخدمات
يأتي الاحتفال باليوم الوطني الـ92، بعد شهرين من نجاح قياسي لموسم حج استثنائي، يعد الأكبر الذي تنظمه السعودية، منذ تفشي جائحة كورونا قبل 3 أعوام.
ويعد موسم الحج الأخير استثنائيا، كونه الأول الذي يتم فيه استقبال حجاج من خارج المملكة بعد تفشي جائحة كورونا، والذي رفعت فيه المملكة عدد الحجاج إلى مليون.
واستكمالا لجهود المملكة في الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أطلق الأمير محمد بن سلمان في 24 أغسطس/ آب الماضي أعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع "رؤى المدينة“، في المنطقة الواقعة شرق المسجد النبوي الشريف، في مشروع يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز