إجابة حاسمة.. هل تدمر لعنة الصين مشروع الدوري السعودي العالمي؟

صدَّر الدوري السعودي للمحترفين بمشروعه الرياضي الجديد القلق بالنسبة للكثير من الأوساط الكروية الأوروبية.
وباتت فرق الدوري السعودي، المدعومة ماليًا من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، قادرة على التعاقد مع لاعبين من الفئة الأولى عالمياً بالدوريات الأوروبية الخمس الكبرى خلال الفترة الأخيرة.
ودشَّن البرتغالي كريستيانو رونالدو، الهداف التاريخي لريال مدريد الإسباني، حقبة الدوري السعودي الجديدة، بعد انضمامه للنصر في يناير/كانون الثاني الماضي، وتلاه الفرنسي كريم بنزيما بانضمامه إلى الاتحاد في فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
ذلك بالإضافة إلى أسماء كبيرة أخرى مثل ثنائي تشيلسي الإنجليزي، الفرنسي نغولو كانتي والسنغالي كاليدو كوليبالي بانتقالهما إلى الاتحاد والهلال على الترتيب، والبرتغالي روبن نيفيز إلى الهلال قادما من ولفرهامبتون الإنجليزي.
ويقترب المغربي حكيم زياش، لاعب تشيلسي الإنجليزي، من الانتقال للنصر، كما يسعى الأهلي للتوقيع مع الجزائري رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، بخلاف أسماء كبرى أخرى مثل زميله البرتغالي بيرناردو سيلفا، الذي يرغب الهلال في التعاقد معه.
الدوري السعودي يبث الرعب في الكرة الأوروبية
ولذلك، بدا أن مسؤولي الاتحادات والأندية الأوروبية قد بدأوا يشعرون بالرعب من زحف فرق الدوري السعودي للمحترفين على نجوم الكرة العالمية خلال الفترة الأخيرة.
وفي ظل شعور الفرق الأوروبية بهجوم أندية الدوري السعودي على نجومها، خرج ألكسندر تشيفيرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ليصرح: "أعتقد أن كرة القدم السعودية ترتكب خطأ كبيرا، لماذا؟ لأنهم يجب أن يستثمروا في الأكاديميات، ويجب أن يجلبوا مدربين ويطوروا لاعبيهم".
وأضاف في تصريحاته لمحطة "NOS" الهولندية: "نظام شراء اللاعبين، وغالبًا الذي ينهون مسيرتهم، ليس بالنظام الذي يطور كرة القدم، إنه شبيه بخطأ الصين، فقط قاموا بضم لاعبين في نهاية مسيرتهم الكروية".
كما أعرب أولي هونيس، الرئيس السابق لنادي بايرن ميونخ الألماني، عن انزعاجه من طريقة إنفاق الأموال من قبل الأندية الموجودة في الشرق الأوسط والخليج، مؤكدا أن ذلك الإنفاق الضخم يشعره بقلق شديد.
وكان ممن قاموا بمهاجمة مشروع الدوري السعودي غاري نيفيل، أسطورة إنجلترا ومانشستر يونايتد، الذي لم يفوت الفرصة ليُعلق على تحركات الدوري السعودي الناجحة خلال الفترة الأخيرة.
وكتب نيفيل عبر حسابه الشخصي على "إنستغرام": "هل هناك أي فرصة للدوري الإنجليزي للنظر في تعاقدات الدوري السعودي مثل الآن؟ لا بد من إيجاد وسيلة للسيطرة في أسرع وقت ممكن لإيقاف تلك الصفقات، الاستقلال مطلوب الآن وفي أسرع وقت ممكن، الفوضى تسيطر على لعبتنا".
من جانبه، أثار جيمي كاراغر، مدافع ليفربول السابق، الجدل بمطالبته بما وصفه بـ"وقف غسيل السمعة عبر الرياضة" بانتقاده لتعاقد الأندية السعودية مع عدد من لاعبي الدوريات الأوروبية.
وذكر كاراغر عبر حسابه على "تويتر" تعليقا على قرب انتقال بيرناردو سيلفا للدوري السعودي: "لم أكن قلقًا من أن يأخذ الدوري السعودي لاعبين في الثلاثينيات من عمرهم، وكذلك الحال نوعا ما مع لاعبين أقل من لاعبي النخبة (نيفيز)، لكن إذا حدث هذا فسيبدو الأمر وكأنه يغير قواعد اللعبة"
وأضاف: "استحوذت السعودية على لعبة الغولف، ونزالات الملاكمة الكبيرة، والآن يريدون السيطرة على كرة القدم". وختم بتوجيه رسالة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ورابطة المحترفين الإنجليزية قال فيها: "أوقفوا الغسيل الرياضي".
لعنة الصين تراود الدوري السعودي
وبدأ الجميع يتحدث عن فرص نجاح المشروع الرياضي في كرة القدم السعودية، مقارنة بتجارب مماثلة سابقة كتجربة الدوري الصيني.
وسبق أن اجتذب الدوري الصيني الممتاز لفترة وجيزة كثيراً من الاهتمام، بعد دفع مبالغ ضخمة لجذب لاعبين بارزين مثل الأرجنتيني كارلوس تيفيز، مهاجم مانشستر يونايتد مانشستر سيتي السابق، والكولومبي راداميل فالكاو مهاجم أتلتيكو مدريد السابق.
لكن بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن الدوري السعودي للمحترفين مبني على أسس أكثر صلابة من نظيره الصيني، مضيفةً أن استهداف الأسماء الكبرى في الملاعب يؤكد طموح الدوري السعودي في أن يكون أحد الخمسة الأوائل في العالم.
الدوري السعودي ليس مصطنعا
وقال مصدر كبير في الدوري السعودي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "الدوري لدينا راسخ منذ السبعينيات، والأندية لديها قاعدة جماهيرية حقيقية تهتم بكرة القدم مما يجعلها أصلية وليست مصطنعة".
وأضاف المصدر السعودي: "عندما حدث ذلك في الصين، لم يكن الأمر صراحةً من أموال الحكومة، كان الأمر يتعلق بتشجيع رواد الأعمال على القيام بأشياء، ثم توقف ذلك".
واستكمل: "هنا يكون التمويل أكثر أمانًا وجزءًا من خطة طويلة الأجل، الأندية راسخة في المجتمعات المحلية وكرة القدم في جميع أنحاء البلاد هي الرياضة الأولى إلى حد بعيد".
وأكمل: "على الرغم من أن الدوري يضم عددًا لا بأس به من اللاعبين الأجانب، إلا أن النجوم الكبار هم من يحصلون على تغطية تلفزيونية عالمية، وبمجرد قدوم رونالدو، بدأ الدوري يظهر في كل سوق رئيسية، ويحظى بهذا الاهتمام الفوري".
وشدد: "الإعلان عن أن الأندية الأربعة الأولى مملوكة بنسبة 75% لصندوق الاستثمارات العامة، بدلاً من الدولة، يحولها إلى شركة مناسبة، الأمر لا يتعلق فقط بجلب أفضل اللاعبين، بل يتعلق أيضًا بتغيير اقتصاد اللعبة هنا لتحقيق النجاح، وتطوير الأندية والشركات والعلامات التجارية".
وأنهى المصدر السعودي قائلا: "لقد أثبت انتقال رونالدو أنه يمكن أن يحدث، إنه شيء واحد سنقوله وهو (سنوقع مع أفضل اللاعبين في العالم)، ولكن أن يأتي شخص من مكانة رونالدو ويعيش في الرياض ويلعب كل مباراة، كان مفاجأة، وأظهرنا أنه يمكننا جلب أشخاص آخرين ليأتوا هنا".