بيان سعودي تايلاندي مشترك.. تعاون وتنسيق وإعادة العلاقات الدبلوماسية
بحثت السعودية وتايلاند، الثلاثاء، العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول تايلاندي رفيع منذ 3 عقود.
جاء ذلك خلال لقاء عقده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، ورئيس الوزراء وزير الدفاع التايلاندي الجنرال برايوت تشان أوتشا، في الديوان الملكي بقصر اليمامة، الثلاثاء.
وقد أجريت له مراسم استقبال رسمية، وبعد ذلك عقد ولي العهد السعودي ورئيس وزراء تايلاند، جلسة مباحثات رسمية تم خلالها تبادل وجهات النظر والتشاور والتنسيق حول العديد من القضايا، بما يحقق المصالح ذات الاهتمام المشترك للبلدين الصديقين، ثم أقام ولي العهد، مأدبة غداء تكريماً لدولته.
بيان مشترك يطوي صفحة الخلاف
وفي بيان مشترك، أعقب اللقاء، أكد الطرفان أنهما استعرضا مجمل القضايا الإقليمية والدولية، وبحثا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، واتفقا على تكثيف الاتصالات والتعاون بين المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص في البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وشدد الجانبان على روح التعاون ومشاركة القرارات من أجل إحياء الصداقة والعلاقة الطيبة بين المملكتين وشعبيهما، من خلال الاسترشاد بالقيادة والرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولرئيس الوزراء ووزير الدفاع في تايلاند، والاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالكامل، وتأتي هذه الخطوة التاريخية نتيجة لجهود طويلة الأمد على مختلف المستويات من قبل الجانبين من أجل إعادة الثقة المتبادلة وعلاقات الصداقة.
واتفق الجانبان على الخطوات المهمة التي من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية وتشمل: تعيين السفراء في عاصمتي البلدين في المستقبل القريب، وإنشاء آلية استشارية لتقوية التعاون الثنائي، حيث سيتم تكثيف التواصل في الأشهر القادمة لمناقشة التعاون الثنائي في المجالات الاستراتيجية الرئيسية.
وجرى بحث سبٌل تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين من خلال استكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة 2030، وأولويات التنمية في تايلاند، التي تشمل سياسة الاقتصاد الحيوي - الدائري - الأخضر، بالإضافة إلى اكتشاف مجالات جديدة للتعاون، مثل: الطاقة المتجددة والبيئة، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني.
وشدد الطرفان على أهمية تقوية العلاقات بين الشعبين التي ستكون حجر الأساس لتنمية العلاقات بين البلدين بجانب تعزيز الحوار البناء والتنوع الثقافي.
واتفق الجانبان على مواصلة تبادل الدعم والتنسيق في المنظمات والمحافل الدولية، وشددا على أهمية التزام جميع الدول بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية، والالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام وحدة وسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والسعي لحل النزاعات بالطرق السلمية.
ورحّبا بالأدوار البناءة لكلا البلدين في إقليميهما، وبالتحديد دور تايلاند المؤثر في الآسيان والدور القيادي للسعودية في حفظ السلم والأمن، وما تبذله من جهود إنسانية وتنموية.
وهنأ دولة رئيس وزراء تايلاند، السعودية على نجاحها في تنظيم وعقد اجتماعات قمة مجموعة العشرين، وما تمخض عنها من قرارات إيجابية في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية والبيئية والصحية والطاقة وغيرها.
كما أعرب ولي العهد السعودي عن ثقته بنجاح استضافة تايلاند لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "APEC" ومبادرة خليج البنغال للتعاون التقني والاقتصادي متعدد القطاعات "BIMSTEC" هذا العام 2022 م، وأن ذلك سيٌسهم بشكل كبير في تحقيق نمو مستدام ومتوازن يشمل الاقتصاد الإقليمي والعالمي في حقبة ما بعد جائحة كورونا.
ورحب بمبادرتي (السعودية الخضراء) و (الشرق الأوسط الأخضر) اللتين أطلقهما الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واللتين تعبّران عن الدور القيادي للمملكة تجاه القضايا الدولية المشتركة، ومنها مكافحة أزمة التغيّر المناخي، مشيداً بأثرهما العظيم على المنطقة وسكانها.
ورحّب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بسياسة تايلاند المتمثلة في الاقتصاد الحيوي - الدائري - الأخضر الذي يهدف إلى تعزيز كفاءة توظيف الموارد وتحويل المخلفات إلى ثروة وتجديد التنوع البيولوجي والتخفيف من الآثار السلبية على البيئة.
وفي ختام الزيارة أعرب رئيس وزراء تايلاند عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وعن أطيب تمنياته لهما بموفور الصحة، وللشعب السعودي بالمزيد من الرفاه والتقدم.
وأعرب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن أطيب تمنياته بالصحة والعافية لصاحب الجلالة الملك ماها فاجيرا لونجكورن فرا فاجيراكلاو شاو يوهوا، ولرئيس وزراء تايلاند، وبالتقدم والرقي للشعب التايلاندي الصديق.
صفحة جديدة
وواصلت السعودية منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مد جسور التواصل مع جميع دول العالم وفق سياسة راسخة وواضحة من منطلق الحرص الدائم على بناء أفضل العلاقات مع جميع دول العالم.
وشهد شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 1957 بدء العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين السعودية وتايلاند، حيث تمتعت المملكتان بعلاقات مثمرة منذ تلك الفترة، وأسهمت زيارات المسؤولين والوفود بين المملكتين في تعزيز وتوطيد العلاقات.
وستسهم زيارة رئيس الوزراء وزير الدفاع في تايلاند الجنرال برايوت تشان أوتشا إلى السعودية بدعوة كريمة من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، في فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع مجالات التعاون المشترك، وعودة العلاقات بينهما إلى طبيعتها بما يخدم مصالح المملكتين وشعبيهما.
وتؤكد السعودية الاهتمام المشترك بين البلدين في الأهداف والتوجهات على المحاور الإقليمية والدولية، وتتطلع إلى تحسين وتوطيد العلاقات الدبلوماسية والتجارية والتعاونية مع تايلاند في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
وترحب السعودية بعودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها ورفع مستوى التمثيل بينهما من قائم بالأعمال حاليًا إلى مستوى سفير، مع تمسكها بحقها في القضايا السابقة، المرتبطة بالحوادث المأساوية التي تعرض لها مواطنون سعوديون على الأراضي التايلاندية قبل ثلاثة عقود.
وتتشابه الحوادث المؤسفة التي تعرض لها المواطنون السعوديون في تايلاند قبل 3 عقود مع حوادث وقفت وراءها قوى معروفة بتصديرها للإرهاب ومعاداة السعودية واستهدافها وكذلك استهداف مواطنيها، سعيًا لتحقيق مشروعاتها عبر الانتهاك المستمر لقواعد القانون الدولي.
حرص تايلاندي على حل العلاقات
وتولي الحكومة التايلاندية أهمية قصـوى لروابط الصـداقة مع السعودية، حيث أعربت عن أسفها إزاء الحوادث المأساوية التي وقعت لمواطنين سعوديين في تايلاند بين العامين 1989 و1990 مؤكدة حرصها على بذل الجهود لحل القضايا المتعلقة بتلك الحوادث، ورفعها إلى الجهات المختصة في حال ظهور أدلة جديدة وجيهة ذات صلة بها.
وتمهد عودة العلاقات إلى طبيعتها بين السعودية وتايلاند لإطلاق مشروعات وشراكات بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والصناعية والتجارية والاستثمارية والسياحية والزراعية، وكذلك التعاون في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والمجالات الأخرى المهمة، إضافة إلى تسهيل التنقل والسـفر لأغراض التجارة والسياحة والاستشفاء لمواطني البلدين واستكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء رؤية السعودية 2030 وأولويات التنمية في تايلاند.
ووفقًا لسياسة السعودية الثابتة تجاه مكافحة واستنكار ظاهرة الإرهاب والتطرف بجميع صوره وأشكاله؛ فقد استنكرت الأعمال الإجرامية الإرهابية في جميع دول العالم بما في ذلك إدانتها للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في مملكة تايلاند في العام 2016 .
وامتدادًا لجهود السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم فقد أولت حكومة السعودية اهتمامها بالمسلمين في تايلاند والعناية بهم وتسهيل الحج والعمرة لهم وبناء المساجد والمراكز الإسلامية ودعمها بالمصاحف والكتب وتراجم معاني كلمات القرآن وتنظيم مشاريع التفطير وتوزيع التمور وإيفاد طلبة العلم والأئمة، إضافة إلى مشاريع تنفيذ برامج وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ومن أهمها مشروع خادم الحرمين الشريفين لتفطير الصائمين في تايلاند.
وفي الجانب الاقتصادي فقد بلغت صادرات السعودية إلى تايلاند في عام 2020 ، 4 مليارات دولار أمريكي، مقابل 1,65 مليار دولار صادرات تايلاند إلى السعودية، وتجاوز الفائض التجاري لصالح السعودية قيمة 2,34 مليار دولار.
التعاون الاقتصادي
وقدم الصندوق السعودي للتنمية قرضين تنمويين لتايلاند للمساهمة في تمويل تنفيذ مشروعين في قطاع الطاقة بمبلغ إجمالي 173 مليونًا و 39 ألف ريال، من خلال توقيع اتفاقيتين عام 1401هـ الأولى تمثلت في مشروع " حي مو " لتوليد الطاقة الكهربائية، بمبلغ 105 ملايين و 39 ألف ريال، والثانية مشروع كهربة الريف، بمبلغ (68) مليون ريال.
كما قدمت السعودية دعمًا ماليًا لإنشاء مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مدينة السلام فطاني جنوب مملكة تايلاند.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية وتايلاند أكثر من 18 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث بلغت قيمة صادرات السعودية إلى تايلاند خلال العام 2021 ، 3 مليارات و 849 مليون دولار مقارنة بـ 3 مليارات و 280 مليون دولار في عام 2020.
فيما بلغت واردات تايلاند إلى السعودية عام 2021 نحو (1) مليار و 901 مليون دولار، مقابل (2) مليارين و 274 مليون دولار في العام الذي قبله.
وتضمن ما تصدّره المملكة إلى تايلاند في عام 2020 المنتجات المعدنية، والكيمياوية العضوية، والأسمدة، والألمنيوم ومصنوعاته واللدائن ومصنوعاتها، فيما استوردت المملكة من تايلاند السيارات وأجزائها، والآلات والأدوات الآلية وأجزائها، والخشب ومصنوعاته، والفحم الخشبي، ومحضرات لحوم الأسماك، والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزائها.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS4xNzYg جزيرة ام اند امز