ثبات في الرؤى واتفاق في المواقف السياسية أسس ثابتة في العلاقة المشتركة بين أشقاء الدم والمصير
كإيمان والده الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي قال عن السعودية حينما سئل عنها "دولة الإمارات هي مع السعودية قلباً وقالباً ونؤمن بأن المصير واحد وعلينا أن نقف وقفة رجل واحد وأن نتآزر فيما بيننا".. يأتي إيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمتانة العلاقة التاريخية والاستراتيجية التي تربط الإمارات بشقيقتها الكبرى السعودية.
فلا التوتر المحيط ولا الافتراءات وصبيانية بعض الجيران التي تسعى لزعزعة أمن الخليج واستقرار شعوبه لها مكان في ظل يد العزم التي اختارت أن تصافح الحزم فتولد تحالفاً يحسب له ألف حساب في المنطقة والعالم، يقوده آل سعود وآل نهيان، وهو مشهد توثق للرائي في الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي لدولة الإمارات ولقائه ولي عهد أبوظبي وعقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي.
مهما تعددت المصالح المشتركة وتنوعت قطاعات العمل تبقى القوة لتلك المشاعر الصادقة التي يكنها الأخ لأخيه لتتجلى بوضوح بين القائد والقائد والشعب والشعب فيخلقان مثالاً لحسن الجوار ووحدة المصير والدم والتقارب الاجتماعي
ثبات في الرؤى واتفاق في المواقف السياسية أسس ثابتة في العلاقة المشتركة بين أشقاء الدم والمصير التي تقوم على أربع وأربعين شراكة في مختلف مجالات التعاون بين الجانبين، فإن قسناها على مستوى التنسيق الاقتصادي يشكل البلدان أكبر اقتصادين عربيين، إذ يمثل الناتج المحلي الإجمالي بينهما تريليون دولار، كما يعدان القوتان الأحدث تسليحاً وسط نسيج اجتماعي قوي يقف وراءه شعبان يشكل الشباب أغلبيتهما ويطمحان إلى تحقيق قفزات تنموية كبيرة قائمة على الإشراك الفعلي لهذه الفئة في وضع التصورات التنموية المستقبلية، ناهيك عن أن استثمارات البلدين في الخارج تتعدى ٢٥٠ مليار دولار وسط طموحات مؤكدة لحجز مكان في المراتب العشر الأولى عالمياً في الاقتصاد والاستثمار وأسواق المال، وهو ما يعطي قوة لمجلس التعاون الخليجي ككل، ويرسخ دور المنطقة كمركز للمال والأعمال.
ولعل النقطة المحورية التي تدور في فلك العلاقة الإماراتية السعودية هو التكامل الأمني والعسكري الذي أكمل هيبة البلدين بين نظرائهم في المنطقة وسط ارتفاع مهنية جيشي الإمارات والسعودية وتفوقهما في ردع الأطماع والأعمال التخريبية والإرهابية.. الشواهد على ذلك كثيرة ولعل أبرزها على أرض اليمن.
وليس على صعيد التشاور الأمني فحسب تسير اتجاهات التعاون الإماراتي والسعودي بل يأتي التصنيع العسكري ليحجز مكاناً هاماً على خارطة العلاقات، منطلقاً من مبدأ "الاستقرار والأمن خط أحمر"، تشحذ له العدة والعتاد، فنرى تفاهمات في مجال التصنيع المشترك للذخائر التقليدية والأسلحة الخفيفة والعربات والأنظمة المسيرة وأنظمة الرماية الإلكترونية، وغيرها من الصناعات في هذا القطاع الهام، مما يرسخ من مفهوم الأمن القومي العربي.
ومهما تعددت المصالح المشتركة وتنوعت قطاعات العمل تبقى القوة لتلك المشاعر الصادقة التي يكنها الأخ لأخيه، لتتجلى بوضوح بين القائد والقائد والشعب والشعب، فيخلقان مثالاً لحسن الجوار ووحدة المصير والدم والتقارب الاجتماعي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة