بالصور.. الوسط الثقافي المصري يحتفي بالفائزين بجوائز ساويرس 2018
إضاءة على أسباب منح جوائز الدورة الـ13 لـ"ساويرس" الثقافية في الرواية والقصة القصيرة والنص المسرحي والنقد الأدبي.
بعد الإعلان عنها، يتواصل احتفاء الوسط الثقافي المصري بالفائزين بجوائز الدورة الـ13 لجوائز ساويرس الثقافية لعام 2017.
الحفل الذي استضافه المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية مساء الإثنين حضره نخبة من الشخصيات العامة والوزراء والسفراء ورموز المجتمع المصري من مثقفين وفنانين ومبدعين وسياسيين، وتم خلاله تكريم 19 فائزا من كبار وشباب الكتاب والأدباء عن أعمالهم التي تم اختيارها من بين 608 أعمال أدبية مقدمة في مختلف فروع الجائزة.
امتلأ الحفل بالمواقف المؤثرة على المسرح خصوصاً عند تكريم الراحلة شمس الإتربي، مؤسس وعضو مجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية، حيث استهل الحفل ضيف الشرف الفنان أحمد حلمي بكلمة عنها، كما ألقى كل من الدكتور محمد أبوالغار، عضو مجلس أمناء جائزة ساويرس، والمهندس سميح ساويرس، عضو مجلس أمناء مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، كلمات ممزوجة بالتقدير والعرفان لشمس الإتربي عن إسهامتها في دعم الإبداع والثقافة والتراث.
وقال رجل الأعمال المهندس سميح ساويرس، إن شمس الإتربي هى صاحبة فكرة تأسيس جائزة ساويرس الثقافية، وأوضح أن الراحلة هي التي حدثته بشأن عدم اهتمام المؤسسة بإطلاق جائزة للتشجيع على القراءة، فى ظل تردي الوضع الثقافي آنذاك، واعتذر سميح ساويرس عن استكمال حضور الحفل ولم يتمالك نفسه أثناء الحديث، ليغادر خشبة المسرح الكبير باكيا.
وتضمن برنامج الحفل أيضا كلمات لوزير الثقافة المصري حلمي النمنم، وغادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، ورؤساء لجان التحكيم وضيوف الشرف، وقدمت فقرات الحفل الإعلامية جاسمين طه زكي، كما شهد الحفل فقرات غنائية للفنانة نسمة محجوب التي قدمت مجموعة من الأغاني الطربية لأم كلثوم وفيروز ونجاة.
تشكلت لجنة جائزة الرواية فرع كبار الأدباء من القاص سعيد الكفراوي والدكتور أحمد عبدالحميد والكاتب محمد شمروخ والدكتور محمود الضبع والكاتب ياسر عبدالحافظ، وكانت حيثيات اللجنة للأعمال الفائزة كالتالي:
رواية "العشب" للكاتب سعد عبدالفتاح
"العشب" تمثل مغامرة فنية فى اختيار سياق زماني ومكاني غريب على الرواية المصرية المعاصرة، بوصفه موضوعا للتخييل السردي: السودان فى نهاية ستينيات القرن الماضي.. والهجرة إلى التاريخ، هنا لا تسعى لإثارة أسئلة بالمسكوت عنه تاريخيا، أو لطرح إشكاليات الهوية من منظور مغاير، أو ربما لإعادة الاعتبار لأقليات وثقافات همشها التيار المصرى الرئيسي، بل تخوض المغامرة طلبا للذتها الخالصة، وتسعى لإعادة اكتشاف الإنسانى العام في المحلي الخاص.
رواية "بولو" للكاتب يوسف رخا
تحتفل الرواية بالمغامرة السردية التى يلهث القارئ متتبعا إياها، بين لغة تجريبية تتأبى على التصنيف السهل، تقفز بين الفصحى المعاصرة والفصحى الممزوجة بالعامية، وخيال سردي لا يأبه بتابوهات الجنس والجسد، يستدعي المكبوت السادي والمازوخي ويحيله لحما ودما على الورق، وبناء يتعالى على الفكرة التقليدية عن الحبكة، ويستبدلها بحبكات "انشطارية" صغيرة ما أن يستغرق القارئ فى تتبع الإيهام إزاءها حتى تفاجئه، وتفجعه، على إيقاع السرد اللاهث.
وضمت لجنة تحكيم الرواية (فرع شباب الأدباء) والقصة القصيرة كلا من نبيل عبدالفتاح، والكاتب الروائي عادل عصمت، والكاتب الصحفي علي عطا، والدكتور محمد سليم شوشة، والكاتب الصحفي محمد شعير.. وكانت حيثيات اللجنة للأعمال الفائزة كالتالى:
رواية "أنثى موازية" علي سيد
تتسم الرواية بعدة أبعاد جمالية ناتجة عن لغتها وإحكامها، وتماسك عالمها، وكذلك اقتصاد لغتها وابتعادها عن الترهل أو الزيادات غير الموظفة، فكل مركب أو عنصر فى بنيتها له وظيفته ودوره الفنى، وتتم بقدر كبير من العفوية ومقاربة الواقع بقدر كبير من الاختلاف فى الرؤية، فيتجاوز مجرد نقل الأحداث اليومية أو المعتادة إلى نوع من التدقيق فى الاختيار والانتقاء من هذا الواقع حتى يخدم نصه الأدبي فقط.
رواية "في غرفة العنكبوت" محمد عبدالنبي
تمثل الرواية حالة خاصة، وتقارب عالما يتسم بالغموض النفسي وقد ركز الكاتب على الغوص فى نفوس الشخصيات وبخاصة البطل، ولم يقتصر على المقارنة النفسية المنغقلة على ذاتها بل ارتبطت قصة البطل بالعالم الخارجي وتماست مع قضايا الهوية الجنسية والتباسها وحدود علاقاتها وغيرها من المسائل الإطارية أو السيوسيولجية والثقافية والدينية وغيرها من المسائل النابعة من الإطار الاجتماعي الذى أحاط بهذه الحال الملتبسة التى تطرحها الرواية، كما أن هذا الربط بين الخاص والعام صنع قدرا من التوتر الدرامي وخلق نوعا من الصراع الذى جعل الرواية على قدر كبير من التشويق.
"حكايات الحسن والحزن" للكاتب أحمد شوقي علي
العمل يتجاوز السردية ومجرد البوح أو الإخبار إلى شكل فني فيه قدر كبير من السيطرة على عناصر الحكاية والإحاطة بها بشكل جيد وعرضها وفق كيفيات سردية فيها قدر كبير من التنوع والمرونة.. تحضر في هذه الرواية أجواء صعيد مصر بطريقة مباشرة وخالية من الزخارف، واستخدام الكاتب تقنيات متعددة وحافظ برهافة على إيقاع العمل وتداخل عوالمه.
"مقام غيابك" للكاتب مينا هاني
لغة سردية على قدر كبير من الشعرية والرقي الأدبي، تطرح عالما متكاملا ومكثفا برغم تنوعه وتعدد شخوصه، الرواية تتسم بقدر من الدفء والحميمية والقدرة على الاتصال العميق مع مشاعر القارئ وإيهامه بحقيقة هذا العالم وفرضه عليه.. الرواية إجمالا تعد نصا ثريا بالدلالات والقيم الجمالية، قارب عدة قيم مثل الحب العذري والصداقة وجماليات الفقد والألم وشعريتهما.
المجموعة القصصية "كشك الأورام" سعيد نوح
فانتازيا تصل حد الواقعية: ملائكة تتحدث، وشموس تتواطأ ليحيط ضياؤها، وخيول مرسومة فى اللوحات تراقب المشاعر الإنسانية، ويختلط ذلك جميعا بشخصيات الواقع التى تئن بالشكوى من حياتها المستلبة والمقهورة، تتجاور وتتحاور العوالم وتستعرض تفاصيلها في دهشة وطرافة، ليصبح الحكي مركزا لتقويض سلطة الواقع التقليدية، وفتح أفق الدلالات لعوالم أرحب، تبنى المجموعة على خيال متوحش ينبع من استغلال كل إمكانية لتنشيط التخييل السردي من تفجير الاستعارات الميتة، وتراسل الحواس، والكتابة، واجتراح المقدس بجرأة شاعرة.
المجموعة القصصية "في بيت مصاص دماء" سمر نور
مرارة ذات نسوية مغتربة فى عالم ضاغط لا تفجع القارئ كمن يتجرع كأسا من السم دفعة واحدة، بل هي مرارة مقطرة، صفاها الخيال النزق، وتجسدت عبر حس تراجيدي ناعس يتخلى عن أى نبرة خطابية.
المجموعة القصصية "خط انتخار" أمير زكي
مجموعة تجريبية لغة وموضوعا وبناء، لكنه التجريب الواعي بما سبقه، بلا قطيعة معرفية مع ما مضى. لسنا أمام حكايات أو سرد بلا هدف، وإنما بوعي فلسفي عميق واطلاع على تجارب أخرى. 12 قصة تحمل رؤية الإنسان في المجتمع الحديث، الإنسان الفرد الوحيد المنعزل عن العالم غير المكترث، أو اللامنتمي، العاجز عن فهم سر الوجود أو الحياة، يطرح اسئلته لا أسئلة الآخرين، كاتب يمتلك صوته الخاص كاشفا عن الحيرة، ليس فقط حيرته الشخصية بقدر ما هي حيرتنا جميعا. في المجموعة خيال متجاوز، ونهايات تفتح النص على قراءات عديدة يبني على الثابت والمتكرر، منشغلا بالإنساني في اتساعه ليكون خطابه قابلا للقراءة في ثقافات أخرى.
المجموعة القصصية موسم الهجرة لأركيديا" محمد علاء الدين
تتميز المجموعة بالإحكام فى البنية، وسلاسة اللغة وملكة السرد، في المجموعة طاقات سردية كبيرة تأتي من الترابط والانتقال السلس والمعلومات التي يقدمها السرد في درجة دقيقة من الإيقاع غير المفتعل بما يسهم بسرد فني ينجسم معه المتلقي ويندمج فيه. تعتمد حبكة القصص على تفاصيل صغيرة، وهو ما أعطى النص حيوية، ومنح فرصة لأن يظهر الحدث الكبير من خلال التفاصيل، تظهر أحداث ثورة 25 يناير في عملين يستخدم فيهما الكاتب تفاصيل صغيرة تمنح الشخصيات حيويتها، وتحررها من النماذج المنسوجة والحكي الاعتيادى".
أما لجنة تحكيم أفضل نص مسرحي فضمت كلا من الدكتور مصطفى رياض، والدكتورة إيمان عز الدين، والمخرج المسرحى خالد جلال، والدكتورة داليا الشيال، والمخرج ناصر عبد المنعم. وكانت حيثيات فوز الأعمال المسرحية كالتالى:
"الساعة الأخيرة من حياة الكولونيل" - عيسى جمال الدين
"المسرحية تجسد الدقائق الأخيرة التي سبقت وفاة الكولونيل المتقاعد توماس ويلسون، قائد عملية إلقاء القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية التى خلفت وراءها مقتل عشرات الآلاف من البشر ودمارا هائلا لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب. ولا يقتصر الحدث الدرامي على الساعة الأخيرة من حياة الكولونيل وحدها وإنما تعرض منذ بدايتها مشاهد تسجيلية من الحرب العالمية الثانية ومشاهد تمثلية من حياة الكولونيل منذ صباه إلى شبابه الذى شهد منافسة بينه وطيار أمريكى من أصل إفريقي اختير ليكون ثاني من يلقي بقنبلة ذرية على ناجاساكي، مما يثري العرض ويدعو المخرج إلى إبداعات بصرية وسمعية وحركية تتراوح بين الماضي والحاضر.
"كان يا مانيكان" تأليف تامر عبدالحميد
"كان يا مانيكان" مسرحية تتسم بالخيال الخصب والابتكار والجدة، حيث تتصارع مجموعة من المانيكانات بعد أن دبت فيها الحياة مع البشر فى صراع يكشف ما يعترى المجتمع من نقائص ورذائل بل وجرائم، والمسرحية مكتوبة بلغة عامية سلسة لا تخلو من فكاهة وطرافة.
"فردة حذاء واحدة تسع الجميع" تأليف ياسمين إمام
النص هو إعادة كتابة لحكاية من عالم الخيال وهي حكاية سندريلا، وتبرع المؤلفة في إعادة صياغة شخصيات الحكاية الأصلية لتقدم لنا شخصيات تعاني من نقائص شخصية لا تأخذها الحكاية الأصلية في الحسبان. ويحسب للمؤلفة إضافتها لشخصيات من العامة أسهمت فى إثراء النقد الاجتماعي بل والسياسي في محيط الأحداث.
وتشكلت لجنة التحكيم من الدكتور هيثم الحاج علي، والدكتور سيد ضيف الله، والدكتور عبد الناصر هلال، والدكتورة فاطمة قنديل والدكتورة هالة فؤاد.. وأعلنوا عن حيثيات فوز الأعمال فرع النقد الأدبي وكانت:
"المواطنة فى الرواية المصرية: إدوار الخراط نموذجا" الدكتور محمود أحمد عبدالله
يتسم العمل بالرصانة لاحتوائه على دراسة جادة متفردة وتحليل واف مستفيض لظاهرة المواطنة فى روايات إدوار الخراط، حيث قدم الكتاب إجابات عن مجموعة من الأهداف، مثل التعرف على البنية السردية والدلالية لأعمال إدوار الخراط والوقوف على مفهوم المواطنة في إطار دراسة النص الروائي عند إدوار الخراط من حيث تكوينه والمؤثرات التي تلافحت في إنتاجه، كما وقف كتاب على صلة مفهوم المواطنة عند إدوار ببنية المجتمع وتحولاته".
كتاب "العائش في السرد" الدكتور رضا عطية إسكندر
تأتى أهمية هذا الكتاب في انحيازه إلى إجراءات قرائية دون الوقوع أو الاستسلام لمناهج السرد التقليدية، فقدم تصورا قرائيا للتحليل السردى لمنتوج نجيب محفوظ واختار المعطيات السردية المخاتلة التي تتوزع بين المقطوعة السردية الصغيرة والمتوالية أو الجدارية السردية الكبرى، ومن خصوصية هذا الكتاب وتفرده تناوله لظاهرة "سرديات الأحلام" التي تؤكد أمن الكتاب قراءة أخرى في سرديات نجيب محفوظ".
وكانت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية قد أعلنت عن فتح باب التقدم للمسابقة في دورتها الثالثة عشرة، خلال الفترة من 17 يوليو تموز حتي 24 أغسطس آب 2017، حيث تلقت أمانة الجائزة 608 أعمال دبية ما بين الرواية والمجموعات القصصية والسيناريو والنصوص المسرحية والنقد الأدبي.
ولأول مرة هذا العام يتصدر فرع كبار الأدباء نسبة المشاركات الأكثر، بواقع 185 رواية ومجموعة قصصية، مقابل 142 رواية ومجموعة قصصية في فرع شباب الأدباء، 106 سيناريوهات في فرع شباب الكتاب، و39 سيناريو في فرع كبار الكتاب، و114 مشاركة في فرع النص المسرحي، و22 مشاركة في فرع النقد الأدبي.