اقتصاديون يكشفون حقيقة "فقاعة" ثروة ساويرس الذهبية
اقتصاديون يصفون إعلان رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس تحويل نصف ثروته إلى ذهب بالقرار الذكي، ويكشفون حقيقة القصة.
أثار إعلان رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، يوم الثلاثاء، عن اتجاهه لتحويل نصف ثروته إلى الذهب، جدلا في مصر خاصة بعد الإفصاح عن أسباب ذلك بأن أزمة خطيرة تحدق بالعالم.
وقال ساويرس في مقابلة مع وكالة بلومبرج الأمريكية: "نعم قمت بتحويل نصف ثروتي إلى الذهب"، معللا ذلك بأن أسعار الذهب ترتفع بصورة كبيرة الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يصل سعر الأوقية إلى 1800 دولار، حيث يسجل حاليا أكثر من 1300 دولار، كما أن أسواق الأسهم باتت تحظى بقيمة مبالغ فيها بكثير، ما يهدد الأسواق العالمية بشكل عام.
ساويرس الذي تبلغ ثروته نحو 5.7 مليار دولار أمريكي، وفقا لمجلة فوربس، قال إن السوق الصيني لن يتوقف عن الاستهلاك، والناس الطبيعيون يميلون إلى الذهب في وقت الأزمات، ونحن نعيش حاليا في أزمات عديدة، ويمكنك أن تنظر إلى الشرق الأوسط وبقية العالم، والرئيس ترامب لا يساعد على الحل أبدا.
والثابت أن ساويرس لم يأخذ بعد خطوات حقيقية نحو تحويل نصف ثروته إلى الذهب، حيث إن بعض الجمود في القوانين المصرية الخاصة بالاستثمار في الذهب قد تعيقه، بحسب ما كشف وصفي أمين واصف رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية في القاهرة.
ويقول وصفي لـ"العين الإخبارية" إن قرار ساويرس ما زال في طور الأمنيات، لحين تعديل قانون المناجم الذي أعلن عنه البرلمان المصري في وقت سابق.
وعن تقييمه للفكرة، قال إن الدول جميعها فتحت آفاقا أوسع للاستثمار في الذهب مثل ساحل العاج وغانا وغينيا، وحسنت من دخلها القومي ودخول الأفراد بسبب الذهب، ومن ثم فإن الذهب هو الاستثمار القادم.
وكشف رئيس شعبة الذهب عن أن ساويرس يستثمر بالفعل في الذهب بإحدى الدول الأفريقية، لكنه رفض الكشف عن هذه الدولة.
"قرار ساويرس ذكي جدا".. هكذا وصف الدكتور شريف الدمرداش خبير الاقتصاد والتمويل، خطوة رجل الأعمال المصري.. معتبرا أن الذهب هو الوعاء الآمن للاستثمار مستقبلا.
واتفق الدمرداش خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية" مع أسباب ساويرس، قائلا إن السياسة العالمية في مرحلة أزمة فعلا، والدول ذات الاقتصاديات الكبيرة مثل السعودية رفعت احتياطاتها من الذهب مقابل الدولار.
وعلى الرغم من تفضيل الكثيرين في الآونة الأخيرة الاحتفاظ بالذهب كاحتياطي أو ملاذ آمن على طريقة ساويرس، غير أن اقتصاديون حذروا من فقاعة قد تطيح بأسعار الذهب.
التحذيرات، وفقا لتقارير اقتصادية، قالت إن تحويل الاحتياطات المالية إلى ذهب قد يقود إلى سيناريوهين كفيلين بمضاعفة آثار الأزمة المالية العالمية، الأول أن يرتفع سعر الذهب بعد إقبال الدول على الشراء مما يؤدي إلى أزمات داخلية في أسواق الذهب، حيث إن ارتفاع أسعار الذهب من شأنه تراجع القوة الشرائية عليه مما يؤثر بدوره على العديد من القطاعات في الدول كما يؤثر على كيانات اقتصادية كبرى في المنطقة من شأنها تسريح العمالة وتخفيض الإنتاج.
أما السيناريو الآخر و هو زيادة إنتاجية الذهب في الكيانات الكبرى في المنطقة مما يؤدي إلى انخفاض سعر الذهب بشكل ملحوظ، و بالتالي انخفاض قيمة الاحتياطي المالي للدول مما يؤثر بشكل سلبي على اقتصاديات الدول .