حوار.. "صلاح خارج الملاعب".. مهندس مصري تألق في مانشستر يونايتد
إذا كان محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، قد أسر قلوب المصريين، بمسيرته الأوروبية المميزة داخل الملاعب، فهناك من فعل نفس الأمر لكن خارج المستطيل الأخضر.
سيد فاروق، نائب رئيس قسم التكنولوجيا السابق بنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، أطلقت عليه الجماهير لقب "محمد صلاح خارج الملاعب"، نظرا لما يمتلكه من مسيرة مميزة في مجاله، تضمنت العمل في أكبر المؤسسات الرياضية بالعالم.
"العين الرياضية" التقت خبير تكنولوجيا الملاعب المصري، للتعرف بشكل أكبر على مسيرته المميزة، وآرائه في العديد من القضايا التي تتعلق ببعض الأمور خارج الملاعب، والتي تؤثر بشكل مباشر على ممارسة الكرة بداخلها.
مسيرة صلاح.. ولكن خارج الملاعب
يمتلك سيد فاروق مسيرة مميزة على المستوى المهني خارج الملاعب، تشبه تلك التي حققها مواطنه محمد صلاح، لكن ربما أبرز نقاط الخلاف، أنها كانت مع الغريم التقليدي لليفربول، مانشستر يونايتد.
ويقول فاروق عن بداية تجربته: "تخرجت في كلية الحاسبات والمعلومات، وبدأت العمل في قسم الحاسبات بشركة متخصصة في تنظيم الأحداث الرياضية، حيث كانت تتعاقد مع الاتحادات الدولية الرياضية لتنظيم الدورات الكبري، ومن خلال مشاركتي في المشاريع الرياضية من الناحية التقنية اكتسبت خبرات كبيرة في هذا المجال".
وأضاف: "شاركت في تنظيم العديد من البطولات الكبرى، سواء في كرة القدم أو غيرها، مثل كأس العالم عامي 2006 و2010، وكأس الأمم الأوروبية عامي 2008 و2012، ودورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008 ولندن 2012، وبطولة ويمبلدون للتنس بين عامي 2008 و2012، قبل الانتقال للعمل في مانشستر يونايتد".
وتطرق فاروق للحديث عن النقطة الأبرز في مسيرته، عندما تولى منصب نائب رئيس قسم التكنولوجيا بنادي مانشستر يونايتد عام 2016.
يقول سيد فاروق: "في البداية تواصل معي قسم اكتشاف الكفاءات في مانشستر يونايتد، وأجريت مقابلة مع مسؤولي النادي للحديث عن المنصب وصلاحياته، وتمت المفاوضات بنجاح وانتهت بتعييني نائبا لرئيس قسم التكنولوجيا".
وواصل: "كانت مهمتي تتمثل في تحسين الأنظمة والتحول الرقمي، وشملت مسؤولياتي جميع أنظمة النادي سواء في الأكاديمية أو مركز التدريب أو ملعب أولدترافورد، وكذلك أنظمة المكاتب والبيع والتجزئة، وكذلك باقي مكاتب النادي، وبعدها انتقلت استشاريا عن العديد من المشاريع التقنية الكبرى في مؤسسات وأندية كرة القدم في أوروبا".
الفارق بين الدوريات العربية والعالمية
نائب رئيس قسم التكنولوجيا بنادي مانشستر يونايتد السابق تحدث عن 5 اختلافات رئيسية تجعل الفارق شاسعا بين الدوريات العربية والأوروبية.
وقال فاروق في هذا الصدد: "البداية من التنظيم الإداري، فلا بد من وجود رابطة تدير المسابقة بطريقة منتظمة بدون أي توازنات، الدوري الإنجليزي على سبيل المثال تُعرف مواعيد بدايته ونهايته قبل سنوات، وهو أمر يفيد مستوى المسابقة بشكل كبير، لأن خطط التدريب والإعداد البدني وتسويق التذاكر والنقل التلفزيوني كلها تعتمد على تلك المواعيد".
وتابع: "كما يجب استخدام التقنيات الحديثة، فالأندية الأوروبية تستخدم تقنيات تساعدها على ارتفاع مستواها بشكل كبير، وتستفيد منها سواء في الجانب الرياضي أو التسويقي، وكذلك روابط المسابقات تستخدم التقنيات اللازمة لمساعدتها فى تنفيذ الجدول، وتسهيل الاتصالات بين المسؤوليين فى جميع الملاعب".
وأكمل: "أما على مستوى التسويق والرعاية، فالفارق كبير جدا بين الأندية الأوروبية ونظيراتها العربية بشكل عام والمصرية على وجه الخصوص، ففي مصر هناك راعٍ واحد لكل الأندية، وهذا أمر في غاية السوء، لأنه يحتكر النادي طوال مدة العقد، أما فى إنجلترا مثلا، فكل نادٍ لديه إدارة للرعاية، ويملك رعاة متعددين في كل المجالات، وبالطبع هناك دخل كبير للنادي من عوائد الرعاية".
وأتم: "أخيرا يمثل انتشار المسابقة عاملا مهما من عوامل النجاح، وهذا ما يتضح من انتشار المسابقات العربية، فهي محدودة داخل إطار المحلية، بينما تحظى الدوريات الأوروبية بانتشار عالمي نظرا لارتفاع مستوياتها وقوة المنتج الذي تقدمه".
نماذج عربية تقترب من أوروبا
من ناحية أخرى، امتدح فاروق الدوري السعودي للمحترفين، حيث اعتبر أنه أقرب الدوريات العربية إلى أوروبا، وذلك بسبب تحويل الأندية إلى شركات، وحوكمتها خلال الفترة الماضية.
وقال فاروق: "أعتقد أن الدوري السعودي هو الأقرب للتطوير وتقريب الفارق مع الدوريات الأوروبية، لا سيما في ظل اتجاه تحويل الأندية إلى شركات، وكذلك حوكمة الأندية، مما سيكون له فوائد كبيرة علي الكرة السعودية".
وأوضح: "تحويل الأندية إلى شركات سيضع المسؤوليات علي عاتق القائمين عليها، وسينهي العمل التطوعي ويتيح الفرص للمحترفين للدخول في مجال إدارة الأندية".
واستطرد: "أما الحوكمة، فستضع قيودا علي المناحي المالية والرقابية، وبالتالي سيتحسن الأداء الإداري، وعلى المدى الطويل سينعكس هذا الأمر على مستوى الدوري بشكل عام".
وعلى مستوى الأندية، اختار سيد فاروق نادي الأهلي المصري كأقرب الأندية العربية إلى النموذج الأوروبي، بسبب إدارته المستقرة واستراتيجيته الواضحة.
وقال فاروق: "الأهلي أقرب الأندية إلى أوروبا، فهو يمتلك إدارة مستقرة ولها أهداف واستراتيجية واضحة، وهو ما يساعد كثيرا على تقدم وضع النادي في العموم على المستوى الإداري".
واستدرك: "أما على المستوى الفني، فالأهلي هو أول نادٍ عربي ينشئ قسما خاصا للإحصاء والتحليل، وهذا سيكون له مردود كبير علي الناحية الفنية في السنوات القادمة".
صلاح غير قابل للتكرار
على صعيد آخر، تحدث سيد فاروق عن تجربة المصري محمد صلاح في صفوف ليفربول، مشيرا إلى أنها ستكون لها آثار إيجابية على الكرة المصرية، مؤكدا أنها غير قابلة للتكرار في وقت قريب.
وقال فاروق: "تجربة محمد صلاح سيكون لها تأثير كبير على الكرة المصرية، ولكن يجب أولا تفعيل دور الأكاديميات والاهتمام باللاعبين الصغار والكشف عن المواهب، كما يجب تمهيد الطريق لهم للاحتراف الخارجي، وعدم التمسك باللاعبين وطلب أرقام فلكية لا تتناسب مع قدراتهم".
وأتم: "الكرة المصرية تمتلك مواهب تستحق الاحتراف، ولكن من الصعب أن يتكرر نموذج محمد صلاح في المستقبل القريب".
يُذكر أن محمد صلاح نجح في فرض نفسه كواحد من أبرز النجوم في الدوريات الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، بعدما قاد ليفربول للتتويج ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMDcg
جزيرة ام اند امز