قائد جديد لأركان إيران.. «موسوي» يخلف «عقل الاستخبارات»

تناثرت شظايا الصواريخ في سماء إيران وعلى الأرض سقطت أسماء ثقيلة معلنة عن قائمة خسائر فادحة بالقيادات العسكرية، في مقدمتهم محمد باقري.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري قتل في الضربات التي شنّتها إسرائيل فجر الجمعة، واستهدفت مدنا عدة ومنشآت نووية.
ولأن جسامة الأحداث لم تكن لتمنح إيران رفاهية الوقت، فقد سارع مرشدها علي خامنئي بإصدار أمر بتعيين الأدميرال حبيب الله سياري رئيسا مؤقتا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري.
لكن بعد وقت قصير، عين خامنئي قائدا جديدا لكل من هيئة الأركان وللحرس الثوري خلفا لمسؤولي الجهازين اللذين قتلا في الضربات الإسرائيلية على إيران الجمعة.
وفي مرسومين منفصلين، عين خامنئي عبد الرحيم موسوي مكان باقري قائدا للهيئة المشتركة للقوات المسلحة، ومحمد باكبور ليحل مكان حسين سلامي قائدا للحرس الثوري الإيراني.
في ما يلي، تستعرض «العين الإخبارية» أهم المحطات في سيرة موسوي:
نشأة ومسيرة
وُلد موسوي العام 1959 في مدينة قم، وهو خريج كلية الضباط التابعة للقوات البرية في الجيش الإيراني، ويحمل شهادة الدكتوراه في العلوم الدفاعية من جامعة الدفاع الوطني العليا في طهران.
انضم إلى صفوف الجيش عام 1979، عقب الثورة الإيرانية، وكان له دور بارز خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية.
شارك الفريق موسوي خلال الحرب في مختلف جبهات القتال، لا سيما في مناطق كردستان ضمن الفرقة 28 التابعة للجيش، وفي الجنوب الغربي ضمن اللواء 33 مدفعية، حيث خدم 96 شهراً (ثماني سنوات) على خطوط المواجهة.
كما شارك في عدة عمليات كبرى مثل «الفجر» 4 و9، «بيت المقدس 5»، «قادر»، «نصر» وغيرها، وتعرض للإصابة خلال المعارك، ما يجعله من الجرحى المحاربين القدامى في صفوف القوات المسلحة.
مناصب وخبرات
بعد انتهاء الحرب، واصل موسوي مسيرته الأكاديمية والعسكرية، حيث أتمّ دورة القيادة والأركان (دافوس) عام 1997، وتخرج من برنامج الدكتوراه النظرية في إدارة الدفاع من جامعة الدفاع الوطني العليا.
تولّى مناصب مهمة في الجيش، أبرزها:
-رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة (1999 – 2005)
-نائب القائد العام للجيش الإيراني (2008 – 2016)
-نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة (2016 – 2017)
وفي 30 أغسطس/ آب 2017، أصدر خامنئي مرسوماً بترقية موسوي إلى رتبة فريق أول وتعيينه قائداً عاماً للجيش الإيراني، خلفاً للفريق عطاء الله صالحي.
وفي 28 مايو/ أيار 2019، تم تعيينه أيضاً قائداً لمقر الدفاع الجوي «خاتم الأنبياء»، مع احتفاظه بمنصبه كقائد عام للجيش.
مناصب أخرى سابقة
-قائد كلية الضباط "الإمام علي (ع)"
-قائد مقر الشمال الشرقي للجيش
-معاون التدريب في القوات البرية
-معاون التخطيط والبرمجة في القوات البرية
-رئيس دائرة العمليات في الجيش
-رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجيش الإيراني (آجا)
وبتعيينه رئيساً لهيئة الأركان العامة، يتولى الفريق موسوي الآن أعلى منصب عسكري في البلاد بعد القائد العام للقوات المسلحة، في وقت تواجه فيه إيران تحديات إقليمية متصاعدة وتوترات أمنية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
«عقل الاستخبارات»
وبتقلده منصبه، يخلف موسوي محمد باقري، والذي يعد أحد أكبر القادة العسكريين الذين جرى استهدافهم في الهجمات الإسرائيلية، ويصفه خبراء بأنه «عقل الاستخبارات» وقائد التنسيق العسكري الإيراني.
وباقري الذي يقود أركان القوات المسلحة الإيرانية منذ يونيو/ حزيران ٢٠١٦، قتل لدوره في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، حيث كان هدفا رئيسيا لإسرائيل والولايات المتحدة، وفق إعلام غربي.
ويمثل مقتله نقطة تحول في التسلسل الهرمي العسكري الإيراني واستراتيجية طهران الإقليمية.
لعب باقري دورًا محوريا في تنسيق القوات المسلحة الإيرانية، وجمع الجيش النظامي والقوات شبه العسكرية، وفي تطوير العقائد العسكرية للنظام.
ويعتبر من أعلى الضباط رتبة في إيران ويرفع تقاريره مباشرة إلى المرشد علي خامنئي.
ومع أنه كان متحفظا وكتوما، إلا أنه كان مهندس العديد من العمليات الإيرانية في سوريا والعراق وأماكن أخرى في المنطقة، حيث تدعم طهران حلفاءها ومليشياتها كجزء من استراتيجية نفوذها.
وُلد باقري عام 1958 في منطقة هريس بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران.
وانضم إلى صفوف الحرس الثوري الإيراني بعد وقت قصير من ثورة عام 1979، حيث لعب دورا بارزا في مواجهة «التمرد» في شمال غرب البلاد خلال سنواته الأولى، وهو ما شكل بدايات خبرته في العمل الاستخباراتي والأمني.
ويعتبر أيضا من أبرز المشاركين خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980–1989) ضمن وحدات الحرس الإيراني.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA=
جزيرة ام اند امز