3 سيناريوهات لنجاح الانتفاضة.. رأس خامنئي يحميها حرسه الثوري
سيناريوهات وضعها متخصصون في الشأن الإيراني رأوا أن المظاهرات تستهدف تغيير نظام الملالي لا الرئيس روحاني.
لليوم الخامس تشتعل المظاهرات الإيرانية، ما دفع محللون ومتابعون للشأن الإيراني إلى وضع سيناريوهات لما ستؤول إليه تلك الانتفاضة التي تتسع دائرتها لتشمل كل مدن إيران.
المراقبون للشأن الإيراني يرون أن تلك المظاهرات لتغيير نظام الملالي وعلى رأسه المرشد علي خامنئي المحتمي بمليشياته المسماه "الحرس الثوري"، وقد تجاوزت غضبة الإيرانيين وهتافاتهم وأبرزها "الموت للديكتاتور" رأس الرئيس الإيراني حسن روحاني.
اختيار مدينة مشهد لتكون نقطة انطلاق المظاهرات، وجد فيه محللون دلالة رمزية قوية بأن المظاهرات تستهدف رحيل ذلك النظام بأكمله.
سيناريوهات الانتفاضة
فشل الاحتجاجات التي تولدت من إحباط الشعب من الوهم الذي باعه روحاني لشعبه، حسب مراقبين، يحمل في طياته خطرا على الشعب الإيراني من انتقام مليشيا الحرس الثوري، حتى في حال استجابة نظام الملالي لمطالب المتظاهرين، وهو ما يعني ضرورة استمرار نبض الانتفاضة وصياغة أهداف واضحة تقود إلى نجاح الانتفاضة.
عن مستقبل تلك المظاهرات في إيران، وإلى أي مدى يتوقع لها النجاح في إحداث ثورة حقيقية في البلاد، قال المحلل الفرنسي برنارد هوركاد "إن هناك عدة سيناريوهات محتملة، ففي حال بقاء النظام الإيراني نفسه فإن مرشد إيران علي خامنئي يدرك أنه سيكون في خطر، ما يدفعه لإعطاء تفويض مطلق لروحاني، للإصلاح والانفتاح".
نتيجة هذا السيناريو خطيرة، حسب هوركارد، حيث سيتظاهر النظام الإيراني بالنضج السياسي بإعطاء الانطباع بأنه استمع إلى غضب الشعب، في المقابل سيعاقب أعضاء الحرس الثوري الإيراني المشاركين في تلك الانتفاضة بعد إخمادها".
واستدل المحلل الفرنسي على هذا السيناريو بخطاب روحاني الأخير لتهدئة المظاهرات، الذي اعترف فيه بتفشي الفساد في بلده، وأحقية الشعب في الاحتجاج، في أول تعليق له على المظاهرات التي اجتاحت البلاد، مخلفة قتلى ومئات المعتقلين.
وقال روحاني، خلال اجتماع مجلس الوزراء، أمس الأحد: إن "جذور بعض المشكلات الاقتصادية ترجع إلى سنوات سابقة، وبعضها الآخر مرتبط بهذه الأيام".
وأكد أنه "على الحكومة والشعب أن يتكاتفا ويساعدا بعضهما.. ويجب أن نعلم أيضا أن نقد الشعب ليس موجها فقط للاقتصاد الحالي، وإنما موجه أيضا للفساد المنتشر فيه، ويريدون أن تتسم كل القضايا الخاصة بالاقتصاد بالشفافية".
السيناريو الثاني.. اعتراف بالفشل
السيناريو الثاني، أن يعترف النظام الإيراني بفشله، لكونه لم يتعظ بعد أحداث عام 2009، ولم يدرك أن هناك مشكلة حقيقية، وأن المعارضة لم تكن من الخارج ولكن من الداخل، ولم يعطِ لشعبه مزيدا من الحرية والاستقلال، ومن ثم مغادرة النظام.
ويرى هوكارد -المدير الفخري "للمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية"، المتخصص في الشأن الإيراني- أن المظاهرات الإيرانية الأخيرة ثمرة إحباط الشعب الإيراني، الذي يندد باهتمام نظام الملالي بالشأن الدولي وحروبه الخارجية وتدخله في شؤون دول الجوار على حساب الشئون الاقصادية والصحية والسياسية لبلاده.
واعتبر هوكارد أن تلك المظاهرات انعكاس للسياسة الخارجية الإيرانية، بصفة خاصة في سوريا، لعبت بطريقة غير مباشرة دوراً في تلك المظاهرات.
وأوضح أن النظام الإيراني، في السنوات الأخيرة، استثمر أموالا طائلة في تمويل الجماعات الإرهابية في سوريا، وجعلها أهم أولوياته.
السيناريو الثالث.. انتخابات مبكرة
المحلل الفرنسي استبعد سناريو اعتراف النظام بفشله وتنحيه نظرا لسطوته وإحاطته بالحرس الثوري الذي يحميه، والذي وفرت له كل الإمكانيات الاقتصادية لتستخدمه كأداه قمع ضد شعبها.
واعتبر هوكارد أنه مع استبعاد اعتراف النظام الإيراني بفشله أمام الاحتجاجات الواسعة، فقد يلجأ إلى إجراء انتخابات مبكرة.
اعتبر المحلل الفرنسي هذا السيناريو محتملا، يتم فيه التضحية بحسن روحاني كمحاولة للتهدئة والحفاظ على نظام الملالي.
سيكون دافع نظام الملالي للتضحية بروحاني أن الحكومة الإيرانية فشلت خلال الفترة في استثمار الرفع الجزئي للعقوبات عقب الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى، كما لم تجرِ حكومة روحاني إصلاحات اقتصادية حقيقية لتعويض الشعب وانعاش الاقتصاد كما وعدهم، حسب ما أشار المحلل الفرنسي، لافتاً إلى أن "روحاني باع لشعبه الوهم بالاتفاق النووي الإيراني".
وأوضح هووركارد أن "ما يحدث هو نتيجة خيبة أمل الشعب الإيراني، الذي يرى قاداته، لا يحرصون سوى على تأمين مصالحهم السياسية، وأنظمة الأمن والمخابرات، على حساب اقتصاد الشعب".
الباحث بالمعهد الدولي للأزمات "علي واعظي" أشار إلى أن هذه المظاهرات ليست بثورة أو حركة سياسية، إنما انفجار نتيجة إحباط الإيرانيين من الركود السياسي والاقتصادي .
فيما أوضح الباحث الفرنسي في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" كليمون تيرم، أن الإيرانيين يشعرون أن الحكومة تسرقهم، حيث إن أسعار السلع ارتفعت إلى أكثر من 5% في أقل من عام"، حسب إحصاءات البنك المركزي الإيراني.
وأضاف كليمون أن "نظام الملالي بعد هذه الاحتجاجات يشعر بمخاوف زوال نظامه "الهش"، وأن التهديدات التي تصرح بها الحكومة ناتجة عن تلك المخاوف".