ارتفعت حصيلة ضحايا الإعصار الذي ضرب البرازيل إلى 36 قتيلا على الأقل، فيما تستعد المنطقة لمزيد من الظواهر المناخية المتطرفة.
وقال مسؤولون محليون، إن إعصارا قويا اجتاح جنوب البرازيل، ما أسفر عن مقتل 36 شخصا على الأقل وتشريد المئات، ما يرفع عدد القتلى مع اكتشاف المزيد من الضحايا.
ووقعت معظم الوفيات في ولاية ريو غراندي دو سول الجنوبية، مع العثور على ضحية في سانتا كاتارينا المجاورة.
وضرب الإعصار المنطقة بداية من ليلة الإثنين، وتسببت الرياح العاتية في أضرار جسيمة وفر المئات من الأنهار إلى مناطق مرتفعة.
وحذر المعهد الوطني للأرصاد الجوية في البرازيل من هطول المزيد من الأمطار في الطريق، مع توقعات بحدوث المزيد من الفيضانات.
وأطلقت السلطات عملية إنقاذ واسعة النطاق مع إجبار مياه الفيضانات السكان على الصعود إلى أسطح منازلهم، حيث قال أحد المسؤولين إن أكثر من ألف شخص لا يزالون عالقين وينتظرون المساعدة.
وتسببت العواصف في غمر أحياء بكاملها في ولاية ريو غراندي دو سول الجنوبية بالمياه.
واجتاحت الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية مساحات شاسعة من الأراضي، مخلفة وراءها حطام المنازل المدمرة والمياه الموحلة.
وغمرت مياه الفيضانات معظم بلدة موكوم التي يبلغ عدد سكانها خمسة آلاف نسمة، حيث عُثر فيها على 14 جثة بعد أن كان قد أُبلغ سابقا عن 15.
وقالت وسائل إعلام محلية إن السلطات هناك وفي منطقة روكا سايلز المجاورة اضطرت إلى استخدام شاحنة مبرّدة لنقل جثث الضحايا.
وهذه الكارثة هي الأحدث في سلسلة من الكوارث الطبيعية المميتة التي تضرب البرازيل ويرجح خبراء أن تتفاقم بسبب التغيّر المناخي.
وقال حاكم الولاية إدواردو ليتي الذي توجه إلى المناطق المتضررة إن آلاف الأشخاص ينتظرون إنقاذهم، مضيفا أن "عائلات كثيرة لا تزال عالقة على أسطح منازلها".
ووصف الحاكم الذي أعلن حالة الطوارئ هذه الكارثة بأنها الأكثر عنفا على الإطلاق التي ضربت ريو غراندي دو سول.
بينما واصل مئات من عمال الإنقاذ والشرطة والمتطوعين جهودهم للوصول إلى المناطق المعزولة بسبب الفيضانات.
وأفادت السلطات أن أكثر من 5,300 شخص أجبروا على ترك منازلهم، وتأثر ما لا يقل عن 52 ألفا و70 بلدة.
وحذر ليتي من أن الوضع قد يتفاقم مع توقع هطول المزيد من الأمطار في وقت متأخر الأربعاء وحتى الخميس، اليوم الذي تحتفل في البرازيل باستقلالها.
وتوسعت جهود الإنقاذ إلى الغرب يوم الأربعاء حيث توجهت مروحيات إلى وادي ريو باردو. وتركز فرق البحث والإنقاذ حول وادي تاكواري، على بعد حوالي 150 كيلومتراً شمال غربي بورتو أليغري عاصمة الولاية، حيث تم تسجيل معظم الضحايا والأضرار.
وكانت الفيضانات في ريو غراندي دو سول هي الأحدث في سلسلة من هذه الكوارث التي ضربت البرازيل مؤخراً، حيث قُتل أكثر من 50 شخصاً في ولاية ساو باولو في وقت سابق من هذا العام بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث انهيارات أرضية وفيضانات.
ومن المتوقع أن يهطل المزيد من الأمطار الغزيرة على المنطقة الوسطى والجنوبية بالولاية، ولكن من المحتمل أن تتجنب المناطق الأكثر تضررا.
وقال الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا إنه تحدث إلى لايت ليعرض دعم الحكومة الفيدرالية الكامل للدولة “لمواجهة هذه الأزمة”.
وأرسل لولا وزيرين إلى الولاية للإشراف على جهود البحث والإنقاذ، وقال إن نائب الرئيس جيرالدو ألكمين سيكون أيضًا "على أهبة الاستعداد" للسفر إلى هناك.
وحافظت السلطات على 3 تحذيرات من الفيضانات يوم الأربعاء، في أنهار جاكوي وكاي وتاكواري.
وأعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أنه تحدث مع الحاكم ووعده بتقديم الدعم لولايته.
وكتب لولا على منصة "إكس": "لقد أكدت مجددا أن الحكومة الفدرالية تحت تصرف مواطني ريو غراندي دو سول لمواجهة هذه الأزمة".
وشهدت البرازيل في السنوات الأخيرة أحوالا جوية سيئة لا يستبعد الخبراء أن تكون لها صلات بالتغيّر المناخي.
ويزيد غياب التنظيم المدني من آثار الكوارث المناخية، إذ يعيش العديد من السكان الفقراء في مساكن غير آمنة على سفوح التلال.
وقضى ما لا يقل عن 65 شخصا في فبراير/ شباط الماضي في فيضانات وانزلاقات أرضية ناجمة عن أمطار طوفانية في ولاية ساو باولو في جنوب شرق البلاد.
ويعيش نحو 9.5 مليون من أصل 203 ملايين من سكان البرازيل في مناطق معرضة لفيضانات وانزلاقات تربة.