هل أمرت "أصوات غريبة" ابن وزيرة مصرية بالقتل؟.. "العين الإخبارية" تكشف هلاوس مرض الفصام
في 28 ماير/ آيار الماضي، كشفت وزيرة الهجرة المصرية السابقة، نبيلة مكرم، أنها تتعرض لمحنة شديدة، إثر اتهام ابنها بارتكاب جريمة قتل.
الوزيرة المصرية أعلنت ذلك، عبر منشور على صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك"، أثناء توليها حقيبتها الوزارية، طالبة الدعاء لها ولأسرتها وابنها في تلك المحنة، وللضحايا الذين لقوا ربهم.
وفي لقاء تلفزيوني مساء السبت، جددت الوزيرة السابقة الحديث عن قضية ابنها، وقالت إن أصواتا غريبة أمرت ابنها بالقتل، موضحة أنه كان يعاني من مرض نفسي وقرر التوقف عن الأدوية لإيمانه بإمكانية التغلب على المرض بنفسه.
ولفتت إلى أن إيقاف تلك الأدوية يؤدي إلى انتكاسة كبيرة مفاجئة، ويعود المريض لوضع أسوأ من الأول، معقبة على شعور ابنها بعد الجريمة بقولها: "كان يجلس بين زميليه الضحيتين فاقدا للإرادة والإدراك، وارتكب الجريمة دون أن يدري ماذا يفعل".
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من الخبراء، للوقوف على ماهية المرض النفسي وهل يدفع المريض للقتل؟، وهل يسلبه إرادته وإدراكه؟، وما مصيره إذا ثبت عليه ذلك؟.
مرض الفصام
في البداية، يقول الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، إن الهلاوس السمعية أو البصرية أعراض فارقة في تشخيص مرض الفصام، الذي يعكس تفكك الشخصية لدرجة تناثر مكوناتها.
وأوضح الباسوسي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن المريض الفصامي- كما في هذه الحالة- يمكن أن يصدر منه هذا السلوك في حال نشاط الأعراض الفصامية لديه.
وكشف الباسوسي أن انقطاع المريض عن تناول دوائه بانتظام وفق البروتوكول العلاجي الذي وصفه له طبيبه المعالج، وانقطاعه أيضا عن الاستمرار في برنامج التأهيل النفسي الخاص بتغيير نمط حياته وطريقته في التفكير تحت إشراف طبيبه والمعالجين النفسيين، يؤثر على نشاط الأعراض.
وأضاف: "يبدو أن ابن الوزيرة السابقة الذي كان يعيش في أمريكا بمفرده لم يلتزم بتلك الإجراءات الوقائية، فنشطت الأفكار والضلالات والأصوات الهلوسية لديه تجاه أصدقائه وأمرته بقتلهم، وهذا يحدث مع مرض الفصام خاصة النمط البارانويدي منه".
حالة متكررة
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي المصري، أن بعض حالات الفصام الذهاني تصل إلى ما وصلت له حالة ابن الوزيرة نبيلة مكرم.
وأضاف حسين، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أنه يتابع في هذه الفترة حالة مسجون على ذمة قضية قتل والدته وأخيه بسبب أعراض مشابهة.
وأكد حسين أن الشخص المصاب بالفصام ينفصل عن الواقع، فيرى ويسمع أشياء غير موجودة، ويتخيل أن الجميع بحاربه ويتآمر عليه فيقرر قتلهم.
لا يُعدم
ويضيف حسين أن هذه الحالات يتم إيداعها في مكان نفسي جنائي، مقر نفسي يتبع وزارة العدل وتشرف عليه وزارة الصحة، وفي مصر يتم إيداع مثل هذه الحالات في مستشفيات الخانكة أو العباسية، ولا يتم إعدامها، لكنها قد تظل طوال عمرها في المستشفى تتلقى العلاج تحت الحبس.
الموقف القانوني
في سياق متصل، يكشف عباس بكري، محامي مصري بالنقض، كيفية إثبات مرض مريض، موضحا أن محامي المريض يطلب إحالته لمستشفى الأمراض العقلية للكشف عن قواه العقلية والذهنية، حتى يتحدد ما إذا كان ارتكب الجريمة تحت تأثير المرض.
وأشار بكري، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إلى أنه في هذه الحالة لا يعاقب المتهم على فعل لا إرادي، لأنه لم تتحقق في الجريمة شروط نية القتل والقصد والإرادة الكاملة.
وأضاف بكري أنه في بعض الحالات يستشعر القاضي الخلل النفسي لدى المتهم، فيقرر إحالته للطب النفسي، وبحسب تقرير الطب النفسي يتحدد موقفه، لافتا إلى أن التقرير يحدد درجات المرض، وإمكانية أن يعيش المتهم بشكل طبيعي بين الناس أو الإيداع في مصحة نفسية.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز