عالم أزهري يكشف لـ"العين الإخبارية" حكم الشرع في "الطلاق الصامت"
تمر العلاقة الزوجية بعدد من العثرات بين حين وآخر، بحيث تنشب أزمات بين الرجل والمرأة يتفاوت مداها وحدّتها من أسرة لأخرى.
ويضع الزوجان في بعض المواقف في اعتبارهما أولادهما، وما يمكن أن يجنيه طلاقهما عليهما، حتى يسعيا للخروج بحل يضمن لهما الراحة، مع عدم التأثير سلبًا على الأبناء.
في هذا السياق، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، تساؤلات خاصة بما يُسمى بـ"الطلاق الصامت"، وفيه تنقطع الصلات بين الزوجين كليًا، مع الحفاظ على إقامتهما سويًا تحت سقف بيت واحد.
ونفت دار الإفتاء المصرية، في رد على سؤال ورد إليها، وجود ما يُسمى بـ"الطلاق الصامت" في الشريعة الإسلامية، مشددة على أن الطلاق الشرعي في الإسلام هو التلفظ الصريح المتعمد بلفظ الطلاق و يُصدق بقسيمة الطلاق.
الرأي الشرعي
مما سبق، تواصلت "العين الإخبارية" مع الشيخ أحمد مدكور، من علماء الأزهر الشريف في مصر، لتسليط الضوء بشكل أكبر على هذا المصطلح وتبعاته.
قال الشيخ أحمد مدكور إن الطلاق مشروع حينما تستحيل الحياة بين الزوجين، وهو يقوم على أساس أن الزوج يتكفل بنفقة أولاده ما بعد الطلاق والمصاريف وكل شيء.
أضاف "مدكور"، لـ"العين الإخبارية"، أن الزواج الأصل فيه المودة والرحمة والسكنى كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً"، كذلك قال الله في كتابه: "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ"، معلقًا: "هذا ما أمر به القرآن الكريم".
نوه "مدكور" بأنه يضم رأيه إلى دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف فيما يخص الطلاق الصامت، فحال وقوع الطلاق فعليًا بين الزوجين مع استمرارهما في العيش تحت سقف منزل واحد بحجة عدم التأثير سلبًا على الأولاد، فهذا أمر لا يقبله الإسلام.
وعن موقف الشرع من هذا الطلاق أوضح: "الله -سبحان وتعالى- قال: (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)، وهو صيانة المجتمعات بالأنساب واستمرار الحياة الإنسانية بين الزوجين دون تعارض، لكن إذا وصل الأمر بالاتفاق بينهما إلى الانفصال تحت سقف بيت واحد فالإسلام لم يقبل بهذا، وتنطبق عليه الآية الكريمة القائلة: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ"، أي أن السيدة تكون متزوجة أمام الناس وداخل البيت مطلقة".
وحذر "مدكور" من إكمال المطلقين حياتهما بهذا الشكل: "يمكن أن تصير علاقة محرمة فلا يطلع عليهما داخل المنزل أحد إلا الله سبحانه وتعالى، ويمكن أن تحدث فتنة أو زنا".
أما انفصال الزوجين عن بعضهما البعض دون وقوع الطلاق بينهما، فقال عنه "مدكور": "هذا لا يعتبر طلاقًا طالما أنه لم يظهر بشكل صريح".
أشار "مدكور" إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن هذا الشكل من الانفصال، استنادًا للحديث الشريف القائل: "لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث"، كما قال النبي أيضًا: "خيركم من يبدأ أخاه بالسلام"، وتنطبق على الرجل والمرأة أن يبدأ أحدهما بالسلام.
وفي حال استحالة العيش بين الزوجين، ذكر "مدكور": "من الأفضل الانفصال بطلاق رسمي، مع محافظة الرجل على حقوق أولاده".
aXA6IDE4LjIyMi41Ni4yNTEg جزيرة ام اند امز