قفزة نوعية تضع طلبة الإمارات في أفضل 50 جامعة عالميا
الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي يقول إن وزارة التربية والتعليم في الإمارات تعمل على تسخير كل جهودها لإعداد جيل من الكفاءات
أعلنت وزارة التربية والتعليم الإماراتية عن تحقيقها إنجازات نوعية في الارتقاء بمنظومة ابتعاث الطلبة الإماراتيين إلى مؤسسات التعليم العالي خارج الإمارات، التي يأتي في مقدمتها تحقيق قفزة في أعداد الطلبة الإماراتيين المبتعثين إلى أفضل 50 جامعة في العالم، وذلك نتيجة لتطوير معايير الابتعاث وفق مقاربة متطورة تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، والتوجهات المستقبلية لدولة الإمارات.
وجاءت الإنجازات كثمرة لتبني الوزارة إطار عمل تطويري مبتكر يتكون من 3 محاور رئيسية، وهي: رفع معايير ترشح الطلبة، وتطوير آلية اختيار التخصصات، وحصر الابتعاث على جامعات ذات مستوى أعلى، إذ جرى وضع معايير منهجية متقدمة للترشح للبعثات، وتمَّ تحديد التخصصات المطلوبة بناءً على متطلبات المرحلة المستقبلية للإمارات واحتياجات سوق العمل، كما تمَّ حصر الابتعاث لأفضل 200 جامعة حول العالم في كل تخصص بناءً على تصنيف QS العالمي لتصنيف الجامعات.
وقال الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير الدولة الإماراتي لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة: "انطلاقاً من سعيها إلى تجسيد توجهات القيادة الرشيدة في الاستثمار الأمثل بالكوادر الوطنية، تعمل الوزارة على تسخير كل جهودها لإعداد جيل من الكفاءات الوطنية يسهم في صناعة المستقبل وعملية التنمية المستدامة في دولة الإمارات، وتسعى في هذا الإطار إلى تأهيل الكفاءات العلمية الإماراتية للمنافسة ضمن الأوساط العلمية والأكاديمية وسوق العمل محلياً ودولياً، لذا عملت الوزارة على تطوير منظومة متكاملة للنهوض بعملية ابتعاث الطلبة الإماراتيين والارتقاء بمعايير الابتعاث إلى مستويات جديدة رائدة بالشكل الذي يتناسب مع قدرات كل طالب واهتماماته العلمية، بحيث تكون المعايير الجديدة عامل محفز لنجاح كفاءاتنا في رحلة تحصيلهم العلمي والأكاديمي عالمياً".
وأضاف الفلاسي: "يشكل الابتعاث محوراً رئيسياً في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي التي تهدف من خلال مجموعة من أطر العمل الخلاقة إلى بناء كفاءات وكوادر إماراتية متخصصة ضمن مجموعة من القطاعات الحيوية، بهدف النهوض بعمل هذه القطاعات وتطويرها وصولاً لتحقيق رؤية الإمارات 2021 ومئويتها 2071، وفي الوقت نفسه إيجاد البيئة الحاضنة للطلبة الإماراتيين لكي يكونوا نماذج رائدة عالمياً تمثل دولة الإمارات، وحلقة وصل لتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الإمارات ودول العالم".
وكشفت الوزارة عن مجموعة من الإنجازات المرتبطة بتطوير منظومة الابتعاث خلال الفترة الماضية، أبرزها تحقيق قفزة نوعية في أعداد الطلبة الإماراتيين المبتعثين إلى الجامعات العالمية المصنفة ضمن المراتب 1-50 دولياً، إذ كشفت الإحصائيات الجديدة الصادرة عن الوزارة زيادة النسبة من 12% في 2016 إلى 27% في 2018، وكذلك زيادة نسبة الطلبة المبتعثين إلى الجامعات المصنفة في المراتب بين 51-100 من 18% في 2016 إلى 36% في 2018.
معايير متقدمة لترشح الطلبة
وسعياً من وزارة التربية والتعليم الإماراتية إلى توفير كل سبل النجاح أمام الطلبة وضمان استفادتهم المثلى من فرصة الابتعاث، عملت الوزارة على تطوير شروط القبول للبعثات بالنسبة للطبة في مجالات عدة أبرزها رفع الدرجة المطلوبة للابتعاث من 80% إلى 90% لطلبة الدراسات الجامعية، مع إدخال أداء امتحان "إمسات" كشرط أساسي للتقديم على بعثة دراسية، كما غيّرت الدرجة المطلوبة لطلبة الدراسات العليا في آخر مؤهل دراسي من جيد إلى جيد جداً.
أفضل الجامعات العالمية في متناول طلبة الإمارات
أما بالنسبة لمحور الجامعات، فقد طورت الوزارة آلية اختيار الجامعات لتصبح بناءً على تصنيف QS العالمي لتصنيف الجامعات بحيث يتم الابتعاث إلى أفضل 200 جامعة في العالم عوضاً عن التصنيفات المحلية المعمول بها في الدول المحددة الابتعاث التي كانت معتمدة سابقاً، كما بات يتم تحديد دول الابتعاث بناءً على عدد جامعات الدولة المصنفة ضمن أفضل 200 جامعة في العالم بتصنيف QS بحيث يتم الابتعاث للدول التي لديها 3 جامعات وأكثر ضمن هذه القائمة.
التخصصات الهندسية والطبية في صدارة الابتعاث
وفي محور التخصصات، طورت وزارة التربية والتعليم الإماراتية آلية متقدمة يتم فيها اختيار التخصصات بناءً على التصنيفات العالمية، إذ يتم الابتعاث لأفضل 200 جامعة في كل تخصص، كما عدلت الوزارة خطة الابتعاث من كونها مرتبطة بدول الابتعاث إلى خطة متكاملة حسب التخصصات والدرجات العلمية ومتطلبات المرحلة المستقبلية للإمارات لتصبح بنسبة 30% في العلوم الطبية، و30% في الهندسة والتكنولوجيا، و20% في العلوم الطبيعية، و10% في العلوم الاجتماعية والإدارية، و10% في الفنون والعلوم الإنسانية.
وبينت إحصائيات الوزارة وصول نسبة طلاب الدراسات العليا إلى نحو 25% في 2018 وستعمل خطة الابتعاث الجديدة على زيادة نسبة الطلبة المبتعثين لبرامج الماجستير والدكتوراه بحيث تصل إلى 40-50% في المستقبل، وتشجيع وتقديم الدعم للطلبة الراغبين في الحصول على بعثة لمتابعة تحصيلهم الأكاديمي ما بعد الدراسة الجامعية.
وقال الدكتور محمد إبراهيم المعلا وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي: "تهدف الوزارة من خلال تطوير منظومة الابتعاث للطلبة في جميع التخصصات إلى رفع جودة مخرجات العملية التعليمية، والاستثمار في الطلبة الإماراتيين وضمان حصولهم على فرص للدراسة والتحصيل ضمن أفضل الجامعات العالمية، وذلك لتحفيزهم على التميز والريادة في مجالاتهم واختصاصاتهم، وفتح الأبواب أمامهم للنهل من مصادر المعرفة بالشكل الذي يجعلهم قادرين على التأقلم والاستفادة من التغييرات المتسارعة في كل القطاعات محلياً وعالمياً".
وأضاف المعلا: "تشكل المنظومة الجديدة للابتعاث فرصة ذهبية للطلبة للاستفادة من المميزات التي تقدمها ضمن نخبة من الجامعات العالمية وفي مجموعة من الاختصاصات الحيوية والموائمة لمتطلبات سوق العمل محلياً وعالمياً، حيث تستند هذه المنظومة على منهجيات معمقة وممارسات عالمية تستهدف عملية تقييم وتطوير مستمرة للجامعات والتخصصات ومعايير القبول؛ ما يضمن الاستفادة المثلى في التحصيل الأكاديمي والخبرة العملية، وفي الوقت نفسه تعمل على توجيه مسارات الطلبة المبتعثين نحو القطاعات الحيوية التي تواكب متطلبات العصر وتلبي طموحاتهم وتطلعاتهم".
الابتعاث بالأرقام
وأعلنت الوزارة ابتعاث 404 طلاب في عام 2018، منها 304 في البكالوريوس، و82 في الماجستير، و18 في الدكتوراه، كان منها 186 في التخصصات الهندسية، و30 في التخصصات الطبية، وعلاوة على ذلك، تم تقديم 53 منحة داخلية للطلبة من أصحاب الهمم.
جوائز تحفيزية
وفي السياق نفسه، وبهدف تكريم الطلبة الإماراتيين المبتعثين المتميزين، أطلقت الوزارة جائزة الطالب المبتعث المتميز بهدف تحفيز الطلبة الإماراتيين المبتعثين على الارتقاء بمستواهم الأكاديمي والتشجيع على السلوكيات المتميزة وتقديم صورة مشرفة عن الإمارات، وفي الوقت نفسه رفع القدرات التنافسية لهم، وتحفيز واستقطاب الطلبة لاستكمال دراستهم الجامعية والدراسات العليا، إذ بإمكان الطلبة المبتعثين خارج الإمارات للدراسة في جميع الدرجات العلمية التقدم للجائزة التي تستند معاييرها على احتساب 40% من التقييم بناءً على نتائج الأنشطة والإنجازات والعمل التطوعي، وما يعادل 60% على الأداء الأكاديمي.
تسهيلات مبتكرة لدعم الطلبة المبتعثين
الوزارة تقدم مجموعة من الخدمات المتعلقة بالابتعاث عبر الموقع الإلكتروني www.moe.gov.ae التي تم تصنيفها لخدمة الطلبة الراغبين في الابتعاث والطلبة المستمرين، إذ تتيح البوابة الإلكترونية للطلبة التعرف على الجامعات والبرامج المحددة من قبل الوزارة للابتعاث، ومتطلبات الحصول على بعثة دراسية، كما يمكن للطلبة التسجيل الإلكتروني لطلب الحصول على البعثة.
أما بالنسبة للطلبة المستمرين، فيتيح لهم الموقع إجراء الخدمات بطريقة ذاتية، وتسهيل إجراء المعاملات بطريقة بسيطة وميسرة، إذ تمَّ مؤخراً إطلاق برنامج إلكتروني يوفر 16 خدمة إلكترونية للطلبة المبتعثين، وذلك في إطار سعي الوزارة الدائم نحو توفير خدمات ذات جودة عالية للطلبة والجمهور وتحقيق أعلى معدلات الكفاءة الحكومية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNy4yMzEg جزيرة ام اند امز