فرصة وسط المعاناة.. هل يدفع الفيضان سفينة شولتز إلى النجاة؟
يسيطر الحديث عن سفينة الحكومة شبه الغارقة في الأزمات واستطلاعات الرأي، على الجدل السياسي بألمانيا، لكن فرصة نجاة غير معتادة تلوح بالأفق
فالمستشار أولاف شولتز (الاشتراكيين الديمقراطيين) الذي يعاني لجمع شتات تحالفه الثلاثي مع الخضر والديمقراطي الحر، وتجاوز الأزمات الداخلية في قضايا متشعبة، وجد فرصة "ثمينة في السياسة الألمانية" لإظهار قدرته على القيادة.
الفرصة هي الفيضانات التي ضربت أجزاء من ألمانيا وتثير مخاوف من حدوث خسائر بشرية في حال انهيار سدود عتيقة، ما استدعى تحركا عاجلا من المستشار، الذي طار إلى مواقع الفيضانات بمروحية.
وهناك ظهر شولتز في صورة لافتة للغاية، بدون ملابس رسمية أو رابطة عنق، وسط الناس المتضررين، بلا أي حواجز، وبوجه عابس لا يحمل أي علامات على الارتياح أو اعتياد المشهد، فهل يمنحه المشهد بوابة للعبور إلى قلوب الألمان؟
وكشف أحدث استطلاع أجرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية العامة "أي آر دي"، عن أن الدعم المشترك للأحزاب المشاركة في الحكومة انخفض إلى 33% مقارنة بـ52% في الانتخابات الأخيرة (2021).
المستشار زار اليوم، فردن نيدرزاكسن في ساكسونيا السفلى، التي غمرتها المياه جزئيا، يرتدي معطفا أزرق، وبنطالا من الجينز، وحذاء رياضيا، وتفقد السدود المثقلة تاريخيًا على نهر ألير، وهو أحد روافد نهر فيزر في شمال الولاية.
وجه شولتز كان جادا وقلقا، وجبهته مغطاة بخطوط قلق عميقة، حين كان يتفقد المواقع المتضررة ويتحدث إلى المسؤولين في المدينة والولاية.
أراد المستشار "الحصول على فكرة في الموقع"، حسبما ذكرت المستشارية في بيان سبق الرحلة، والثناء على رجال الإطفاء المتطوعين والمحترفين، حيث يقدم المتطوعون في المناطق المتضررة الدعم المعنوي للسكان.
المستشار كان ينفذ شعاره الرسمي "لن تسير لوحدك أبدا"، بزيارته للمناطق المتضررة، مدللا على قدرته على القيادة وقربه من الناس، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
وفي مؤتمر صحفي على هامش الزيارة، دعا شولتز إلى "تضامن" جميع المتضررين والمساعدين والمسؤولين، وكان "واثقًا" من أن الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات - بما في ذلك الجيش الألماني - يمكنها إبقاء الوضع تحت السيطرة و"إبقاء الخسائر في أدنى مستوى".
وكانت لحظات مثل كوارث الفيضانات والكوارث المناخية عموما، مؤثرة بشكل خاص في مسار السياسة الألمانية تاريخيا. وخلال عاصفة هامبورغ في عام 1962، قام السياسي المحلي بالولاية آنذاك، هيلموت شميدت بتنظيم المساعدة لعشرات الآلاف من سكان المدينة، حتى إنه نشر الجيش الألماني لهذا الغرض - ضد جميع قواعد ومواد القانون الأساسي، فأصبح بطل الفيضان ثم جلس على مقعد المستشار.
وفي 2002، استفاد المستشار جيرهارد شرودر (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) من "فيضان القرن" الذي حدث على نهر إلبه في عام 2002 قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الفيدرالية.
ومرتديًا سترة مطر خضراء داكنة وحذاء مطاطيًا، قدم شرودر نفسه على أنه "القادر على الفعل" وبعد يومين هزم منافسه في الاتحاد المسيحي إدموند ستويبر في السباق على المستشارية بأغلبية ضئيلة.
وحدثت أيضًا فيضانات في بافاريا وساكسونيا خلال الحملة الانتخابية لعام 2013. وسافرت المستشارة أنغيلا ميركل إلى مناطق الأزمات، ووعدت بتقديم 100 مليون يورو في هيئة مساعدات طارئة، ثم فازت في الانتخابات.