أبرزها كورونا والاقتصاد.. 5 تحديات تواجه مستشار ألمانيا
تواجه حكومة المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز، نحو 5 تحديات رئيسة من المتوقع أن تضعها أمام ضغوطات شعبية ودولية غير مسبوقة.
وفي تحليل لصحيفة "الفينانشيال تايمز" البريطانية أشارت إلى أن الحكومة الألمانية الجديدة تواجه تجربة سياسية غير مسبوقة، وأن الأحزاب السياسية الثلاثة المتحالفة لتشكيل الحكومة: الاشتراكي الديمقراطي، والخضر، والديمقراطي الحر، لم يسبق لها الحكم سويا عبر ائتلاف حكومي مشترك.
وبحسب الصحيفة تواجه الحكومة مجموعة من القضايا العاجلة، أبرزها الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات بفيروس كورونا. وستشكل طريقة تعاملهم مع هذه التحديات حكم التاريخ على تحالفهم.
1 – مواجهة كورونا
تتولى حكومة أولاف شولتز المسؤولية في وقت تعاني فيه ألمانيا من موجة رابعة لفيروس كورونا، تجاوزت قوتها الموجات الثلاث السابقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن معدلات العدوى شهدت ارتفاعا كبيرا، في وقت تعاني فيه المستشفيات من الوصول إلى حدود القدرة الاستيعابية.
وأوضحت أنه في ظل تراجع معدلات التطعيم في ألمانيا كثيرا، بالمقارنة بدول أوروبية أخرى مثل: إسبانيا، والدنمارك، وبلجيكا، فإن المستشار الألماني الجديد مطالب بتطبيق التطعيم الإلزامي على الجميع.
وأيضا حتى هؤلاء الراغبون في الحصول على اللقاح يواجهون مشكلات، أبرزها الطوابير الطويلة أمام مراكز التطعيم، وشكوى الأطباء من نقص الجرعات، بحسب الصحيفة.
2 - الاقتصاد
تواجه حكومة أولاف شولتز توقعات اقتصادية أكثر قتامة عما كانت عليه قبل فوزه في انتخابات سبتمبر/ أيلول، إذ أظهرت البيانات الصادرة يوم الاثنين الماضي تراجعا كبيرا في معدلات الطلبات الواردة للمصانع، بصورة تجاوزت توقعات المحللين.
كما تواجه الصناعة أزمة نقص المواد الخام والمنتجات؛ ما أدى إلى صعوبات في عمليات التسليم، ومشكلات في صناعة السيارات.
وذكرت الصحيفة أن مستوى التضخم ارتفع إلى 6 بالمائة الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أوائل التسعينيات، مشيرة إلى أن الخبراء يعتقدون أن ألمانيا قد تستغرق وقتا أطول للعودة إلى مستويات النمو الاقتصادي السابقة للوباء، مقارنة بمنطقة اليورو بشكل عام.
3 - المناخ
تبدو الحكومة الألمانية الجديدة واضحة في طموحها لمكافحة التغير المناخي. حيث تسعى لتكثيف استخدام الطاقة المتجددة، والتخلص من استخدام الفحم في إنتاج الطاقة بحلول عام 2030، والتخلص التدريجي من سيارات البنزين والديزل وتوفير 15 مليون سيارة كهربائية على طرق ألمانيا بحلول نهاية العقد.
لكن بعض الخبراء يشككون في قدرة الحكومة على تحقيق هذا الهدف، وفي قدرتها على توفير بدائل لتوليد الكهرباء بمجرد إغلاق جميع محطات الفحم والطاقة النووية.
وأضافت فينانشيال تايمز "سوف تكون الحكومة الألمانية الجديدة في حاجة ماسة لبناء الآلاف من توربينات الرياح الجديدة، والألواح الشمسية، وشبكات كهرباء جديدة واسعة النطاق، ومجموعة من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز."
4 – تحديات السياسة الخارجية:
قبل أيام من تولي الحكومة الألمانية الجديدة مهام منصبها رسميا، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن حلفاءه الأوروبيين من احتمالات قيام روسيا بغزو أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا ودولا أخرى في الاتحاد الأوروبي تتعامل مع هذا التهديد على محمل الجد، ومن المتوقع أن تفرض عقوبات صارمة جديدة على روسيا حال غزو أوكرانيا.
لكن هذا سيكون أحد أبرز الاختبارات المبكرة لتماسك الائتلاف الحاكم الجديد في ألمانيا، إذ يميل البعض في الحزب الديمقراطي الاشتراكي إلى التساهل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما يطالب آخرون في حزب الخضر بمواقف متشددة ضد سياساته.
5 - تطوير البنية التحتية
وذكرت الصحيفة أن رئيس الحكومة الألمانية الجديد أولاف شولتز وعد الشهر الماضي بتنفيذ أضخم تحديث صناعي لألمانيا خلال أكثر من 100 عام، ويبدو أن تحالفه عازم على استثمار المليارات في تطوير الاقتصاد الصديق للبيئة وتحديث بنيته التحتية.
واختتمت تقريرها بالقول إن ”الحزب الديمقراطي الحر أصر على أنه سيلتزم أيضا بالقواعد المالية الصارمة للبلاد، ولا سيما سقف الاقتراض الجديد، أو ما يسمى بقيود الديون، وبالتالي فإن تجاوز تلك الخلافات سيكون أحد أكبر التحديات التي تواجه الائتلاف الجديد“.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg جزيرة ام اند امز