"علم أم تعلم أمة".. مبادرة مصرية لمحو الجهل والفقر والأمية
المبادرة التي ستعمل على نطاق شمال الصعيد من الفيوم وبني سويف والمنيا كمرحلة أولى، تهدف إلى تعليم السيدات القراءة والكتابة
"الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق".. تحمل ياسمين عبدالعزيز، مدرسة بكلية الفنون التطبيقية جامعة بني سويف، هذا الشعار على محمل الجد، من خلال تأسيسها لمبادرة تحقق ذلك الشعار؛ وهي "علم أم تعلم أمة".
فعن بداية فكرة المبادرة، قالت ياسمين في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "بدأت الفكرة بعد مقابلتي لفتاة في عمر الـ18 عاما في بني سويف، وتعرفت على مشكلتها بأنها تزوجت وأنجبت ثم انفصلت ورفضها الأهل بعد الطلاق فاتجهت الفتاة لجهات غير مشروعة للإنفاق على طفلتها، فهنا عرضت عليها تعليمها حرفة يدوية وولدت معها الفكرة".
وأضافت: "ولأن الأم هي مصدر تربية الأجيال القادمة، فإن كانت صالحة ونجحت في تعلم كيفية تربية ابنها تربية سليمة، فسيبدأ بعد ذلك كل شيء يتحسن للأفضل".
وتابعت: "في 9 فبراير/شباط قررت حفاظا على هؤلاء الأطفال تأسيس مباردة (علم تعلم أمة)، وقمت بتقديم الفكرة إلى وزارة الشباب والرياضة، بعد التعرف على حالات أخرى يطمحن في أمل أن يكونّ فردا نافعا في المجتمع، ولكنهن يرغبن بالعمل من منازلهن".
تهدف المبادرة التي ستعمل على نطاق شمال الصعيد من الفيوم وبني سويف والمنيا كمرحلة أولى، إلى تعليم السيدات القراءة والكتابة، ومحاربة الجهل والفقر، ومحو الأمية السلوكية.
وأوضحت الفتاة الثلاثينية: "لتحقيق أهداف المبادرة، لا بد من البدء من المصدر الرئيسي وهي المرأة، فبعض السيدات ترفض التعليم بسبب عدم تمكنها من ترك أطفالها في المنزل بمفردهم، ولذلك ستعمل المبادرة على تحقيق تمكين مادي للمرأة بتوفير مورد مالي لها يساعدها في تطوير نفسها من منزلها".
وحتى تتحقق أهداف المبادرة كاملة، توزع المهام بين 10 من الأعضاء و50 متطوعا، وتوضح مؤسسة المبادرة: "تضم المبادرة فريقا متكاملا من أعضاء هيئة التدريس بكلية الفنون التطبيقية بجامعة بني سويف وطلبة وأطباء نفسيين، وكذلك متطوعين سيقومون بتعليم الفتيات والسيدات على الإرشاد السلوكي والنفسي والتربوي، بالإضافة إلى الحرف اليدوية".
وعن كيفية تحقيق التمكين المالي، قالت: "سيتم تعليم السيدات حرفة يدوية ويتم تسويقها على المعارض المختلفة وبيعها، ثم إعادة نسبة الأرباح لها، وبعد متابعة السيدة ورصد نجاحها تتم مساعدتها في تطوير مشروعها".
أما الحرف المتاح تعليمها لهؤلاء السيدات، "فسيتم تعليمهن حرفا يدوية بين السجاد والكليم وصناعة الحلي والمعادن والمعلقات ووان بيس هاند ميد".
تنافس مباردة "علم أم تعلم أمة" ضمن 55 مبادرة أخرى في برنامج "إيدك معانا" التابع لوزارة الشباب والرياضة، وحصلت على المركز الثاني في التصويت الإلكتروني، مع مواصلة التنافس، لكنهم في انتظار النتيجة الرسمية لتقديم الدعم اللوجيستي والحكومي.
وعمن ستشملهم المبادرة، قالت ياسمين: "تهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على الأمهات المعيلة من 18 إلى 35 عاما، وذلك لتسليط الضوء على المرأة فهي أساس التربية".
وتابعت: "تعمل المبادرة وفق خطة تهدف إلى تحقيق عالم أفضل لـ100 سيدة في المرحلة الأولى، سيبدأ العمل فيها من محافظة الفيوم، ويجرى العمل حاليا على تجميع الحالات".
وعن كيفية جمع الحالات، "يتم النزول إلى مراكز الشباب للتواصل مع أهل المنطقة، وكذلك التواصل مع عمدة القرية الذي بدوره يتيح لنا الأماكن التي نستطيع فيها أن ندرب الأمهات، ففي الفيوم أخبرنا عمدة القرية بأن لديه ألف سيدة يحتجن إلى المساعدة".
وعن الدعم الذي تحتاجه المبادرة قالت: "أولا نحتاج إلى الدعم المعنوي بقبول المبادرة ودعم حكومي لطمأنة الأهالي حتى نستطيع العمل على الأرض بشكل آمن".
وفي حال عدم توفيق المبادرة في مسابقة وزارة الشباب والرياضة، أوضحت ياسمين: "المبادرة مستمرة، لن تتوقف عن رصد الحالات والبدء فورا بعد تجميعهن وسيتم البحث عن مصادر أخرى للدعم".
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg جزيرة ام اند امز