ثورة علمية في الظل.. 10 اكتشافات في 2025 قد تعيد تشكيل العالم
رغم أن عالم العلوم لا يتوقف عن الدوران، فإن كثيرا من أعظم الاكتشافات لا تحظى دائما بالاهتمام الإعلامي الذي تستحقه.
وفي عام 2025، خرجت من المختبرات ومراكز الأبحاث حول العالم مجموعة من الابتكارات "الهادئة"، التي لم تتصدر الصفحات الأولى، لكنها تحمل تأثيرات عميقة قد تعيد تشكيل مستقبل البشرية، من الطب والطاقة إلى المواد المتقدمة والاستدامة الكوكبية.
وفيما يلي أبرز عشرة إنجازات علمية شكلت بصمت، ملامح الثورة القادمة:
أولا: رقاقة ذكاء اصطناعي نانوية للألياف الضوئية
نجح باحثون في تطوير أول رقاقة ذكاء اصطناعي على مقياس النانو، أصغر من حبة الملح، يمكن تثبيتها مباشرة على طرف الألياف الضوئية. وتعتمد هذه الرقاقة على ما يُعرف بـ "الشبكات العصبية الانعراجية"، حيث تُجرى عمليات المعالجة الحسابية عبر تفاعل الضوء نفسه مع أسطح دقيقة التصميم، دون الحاجة إلى مكونات إلكترونية أو طاقة كهربائية تُذكر.
ويمثل هذا الابتكار قفزة نوعية في تقنيات التصوير الطبي داخل الجسم، كما يفتح آفاقا جديدة لشبكات الاتصال الكمي منخفضة الطاقة.
ثانيا: بلاستيك حيوي قابل للتحلل من مخلفات الحبوب
في مواجهة أزمة التلوث البلاستيكي، طور باحثون بجامعة كولومبيا البريطانية مادة بلاستيكية جديدة قابلة للتحلل بالكامل، صُنعت من مخلفات زراعية مثل قش القمح وأعشاب الحبوب.
وتتميز هذه المادة، المعروفة باسم "غراستيك"، بالقوة والمرونة والشفافية، ما يجعلها بديلا واقعيا للبلاستيك التقليدي المستخدم في التغليف، مع توفير مصدر دخل إضافي للمزارعين.
ثالثا: اكتشاف فئة جديدة من الأجسام المضادة ضد الملاريا
كشف علماء في مطلع 2025 عن نوع جديد من الأجسام المضادة في دم الإنسان، قادر على استهداف طفيلي الملاريا بلازموديوم فالسيباروم بطريقة غير مسبوقة.
ويمتاز هذا الاكتشاف بقدرته على ضرب بنية داخلية مستقرة للطفيلي، بدلا من البروتينات السطحية المتغيرة، ما قد يمهد الطريق لتطوير لقاح فعال طويل الأمد ضد أحد أخطر الأمراض المعدية في العالم.
رابعا: ذكاء اصطناعي يحقق محادثة بشرية كاملة
أثار نموذج لغوي متقدم، يُشار إليه باسم " GPT-4.5"، جدلا واسعا بعدما أظهرت اختبارات أنه قادر على خوض محادثات نصية لا يمكن تمييزها عن البشر في كثير من الحالات.
ولم يقتصر التطور على الطلاقة اللغوية، بل شمل فهم السياق، واستمرارية الذاكرة، والتعبير عن الشك وعدم اليقين، ما يعزز دور الذكاء الاصطناعي كشريك معرفي في مجالات مثل التعليم والطب والقانون.
خامسا: علاج جيني موجه للصرع المقاوم للأدوية
أعلن باحثون من كلية لندن الجامعية عن تقدم مهم في علاج الصرع البؤري المقاوم للأدوية، عبر علاج جيني يستهدف السبب الجذري للمرض.
ويعتمد العلاج على إيصال جين " LGI1 " مباشرة إلى مناطق الدماغ المتضررة باستخدام ناقل فيروسي آمن، ما أعاد التوازن الكهربائي للخلايا العصبية في النماذج قبل السريرية.
سادسا: مستقبِل جديد يعيد بناء العظام
تمكن علماء من جامعة لايبزيغ من تحديد مستقبل خلوي يُعرف باسم "GPR133" يلعب دورا محوريا في تحفيز تكوين العظام.
وعند تنشيط هذا المستقبل بمركب دوائي جديد، لوحظت زيادة ملحوظة في كثافة وقوة العظام، بل وعكس أعراض هشاشة العظام في نماذج حيوانية، ما قد يحدث نقلة نوعية في علاج الشيخوخة العظمية.
سابعا: جزيء حلقي يستهدف التليف العضوي
اكتشف باحثون في معهد ماكس بلانك للكيمياء الحيوية جزىء حلقي قادر على تعطيل الخلايا المسؤولة عن التليف المرضي في الأعضاء الحيوية، مثل الرئتين والكبد والقلب.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة واعدة نحو علاجات دقيقة لأمراض التليف المزمنة، التي تشكل سببا رئيسيا للوفيات عالميا.
ثامنا: التهوية المعوية: أكسجين عبر الأمعاء
في تجربة رائدة، أثبت باحثون يابانيون إمكانية رفع مستويات الأكسجين في الدم عبر امتصاصه من الجهاز الهضمي باستخدام سائل غني بالأكسجين.
وقد تمثل هذه التقنية مستقبلا خيارا إسعافيا للمرضى الذين يعانون من فشل تنفسي حاد، عندما تصبح الرئتان عاجزتين عن أداء وظيفتهما.
تاسعا: مادة منخفضة الطاقة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون
طوّر علماء من جامعة كوبنهاغن مادة جديدة تُعرف باسم "BAETA"، مصنوعة من زجاجات بلاستيكية مُعاد تدويرها، قادرة على التقاط ثاني أكسيد الكربون بكفاءة عالية وبطاقة منخفضة.
وإذا جرى تطبيقها على نطاق واسع، فقد تسهم هذه المادة في خفض تكلفة تقنيات إزالة الكربون من الهواء ومكافحة تغيّر المناخ.
عاشرا: حالة كمومية جديدة للإلكترونات
في إنجاز لافت في فيزياء الكم، رصد علماء حالة جديدة تتحرك فيها الإلكترونات كسائل فوضوي بدلا من سلوكها التقليدي كجسيمات أو بلورات.
وقد يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام تطوير إلكترونيات فائقة الكفاءة، وتقنيات جديدة في الحوسبة الكمية ونقل الطاقة.
قد لا تكون هذه الابتكارات قد تصدرت العناوين العريضة، لكنها تكشف أن ثورة علمية حقيقية تتشكل بهدوء داخل المختبرات. ومع نضج هذه الاكتشافات، قد يجد العالم نفسه قريبا أمام تحولات جذرية في الصحة والطاقة والتكنولوجيا، بدأت جميعها بخطوات صغيرة في عام 2025.