اكتشافات طبية ثورية.. هل ينتهي عصر «الإنسولين» و«قصور القلب»؟
لا يمر يوم دون أن يسجل العلماء اكتشافا طبيا قد يغير حياة الملايين، لكن الأيام الماضية شهدت ظهور "أكثر الابتكارات ثورية هذا العام".
ونجح الباحثون، خلال الأسبوع الأخير من يوليو/تموز 2024، في تحقيق نتائج واعدة خلال عدد من الدراسات البحثية والسريرية، من أبرزها:
1- عقار يلغي حقن الإنسولين
كشفت دراسة سريرية جديدة، أجرتها جامعة كارديف، عن عقار شائع أثبت فاعليته في علاج المراحل المبكرة من مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال والمراهقين.
ووجد فريق البحث أن عقار "أوستيكينوماب"، وهو علاج مناعي يستخدم لعلاج الصدفية منذ عام 2009، فعال في الحفاظ على قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين لدى مرضى السكري من النوع الأول.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Nature Medicine"، رؤى جديدة في تحديد الخلايا المناعية المعنية (خلايا Th17) التي تسبب مرض السكري النوع الأول، كما أثبتت أيضا دور العلاجات المناعية في الحد من تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين.
وقالت الباحثة دانييلا تاتوفيتش: "يحدث مرض السكري من النوع الأول عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم التي تنتج الإنسولين ويدمرها، ما يؤدي إلى استخدام المرضى لحقن الإنسولين. ويعمل الباحثون الآن على تطوير طرق لإبطاء أو إيقاف هجوم الجهاز المناعي، ما قد يمنع أو يقلل من الحاجة إلى الإنسولين".
2- التنبؤ بخطر صحي يظهر بأواخر العمر
حقق فريق من علماء المركز الطبي لجامعة تكساس الجنوبية الغربية اكتشافا رائعا يمكنه التنبؤ بخطر صحي يتطور عادة في أواخر العمر.
وكشف تحليل عينات الدم المأخوذة من آلاف المشاركين، عن 18 بروتينا مرتبطا بقصور القلب والوهن، ما قد يؤدي إلى استراتيجيات جديدة للتنبؤ بالمخاطر وعلاج الأعراض.
يتميز قصور القلب بعدم قدرة القلب على مواكبة متطلبات الجسم، أما أعراض الوهن فتتمثل في فقدان عام للوظيفة البدنية مع فقدان الوزن غير المقصود والإرهاق البدني وانخفاض النشاط البدني.
استخدم فريق البحث، في الدراسة التي نُشرت في مجلة "JAMA Cardiology"، بقيادة بيانات من دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات (ARIC)، التي تهدف إلى استكشاف العوامل التي تؤثر على خطر تصلب الشرايين لدى المشاركين.
وبحث الفريق عن حالات دخول المستشفى بسبب قصور القلب لدى 10630 مشاركا قدموا عينات دم في دراسة ARIC. ثم قارنوا 5000 بروتين موجود في عينات الدم المشاركين الذين عانوا من قصور القلب وأولئك الذين لم يعانوا منه، ليتبين أن 83 بروتينا يرتبط بقصور القلب الذي حدث في منتصف وأواخر العمر.
وبعد البحث عن البروتينات لدى المشاركين الذين أصيبوا بالوهن في أواخر العمر، توصل الفريق إلى ارتباط 18 بروتينا بكل من قصور القلب والوهن معا.
3- التنبؤ بخطر العقم دون اختبار السائل المنوي
يعتبر تحليل السائل المنوي ضروريا لتشخيص العقم عند الذكور، ولكنه غير متاح بسهولة في جميع المراكز الطبية بخلاف تلك المتخصصة في علاج العقم.
وطور فريق من العلماء بجامعة توهو اليابانية نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه التنبؤ بخطر العقم الذكوري دون الحاجة إلى تحليل السائل المنوي، حيث يبحث عن الهرمونات في عينة الدم التي تشير إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي.
وقال العلماء، في الدراسة التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، إن معدل دقة النموذج بلغ زهاء 74٪، كما تنبأ بانعدام الحيوانات المنوية غير الانسدادي بدقة 100% (على وجه الخصوص)، وهو الشكل الأكثر شدة من العقم عند الذكور.
واستند النموذج إلى بيانات من 3662 مريضا خضعوا لاختبارات السائل المنوي والهرمونات لكشف العقم بين عامي 2011 و2020.
وبلغت دقة النموذج حوالي 58٪ باستخدام بيانات 188 مريضا في عام 2021، بينما كانت الدقة حوالي 68٪ باستخدام بيانات 166 مريضا في عام 2022.
4- اكتشاف فريد في أدمغة المكفوفين
اكتشف علماء الأعصاب في جامعة "Georgetown" نمطا فريدا في أدمغة الأشخاص المكفوفين، إذ وجدوا أن جزء الدماغ الذي يتلقى المعلومات البصرية ويعالجها لدى الأشخاص المبصرين، يطور نمط اتصال غير عادي لدى المكفوفين.
وعرف العلماء، لعقود من الزمن، أن القشرة البصرية لدى الأشخاص المولودين مكفوفين تستجيب لعدد لا يحصى من المحفزات، بما في ذلك اللمس والشم وتحديد موقع الصوت واستدعاء الذاكرة والاستجابة للغة.
وأوضحت الدراسة، التي نشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن هذا النمط في القشرة البصرية الأولية، فريد من نوعه لكل شخص، مثل بصمة الإصبع.
وقالت قائدة الدراسة، لينيا أمارال: "أظهرت القشرة البصرية لدى الأشخاص المولودين مكفوفين استقرارا ملحوظا في أنماط اتصالها بمرور الوقت. ووجدت دراستنا أن هذه الأنماط لم تتغير بشكل كبير بناء على المهمة المطروحة، سواء كان المشاركون يحددون الأصوات أو الأشكال أو يستريحون ببساطة. وبدلا من ذلك، كانت أنماط الاتصال فريدة لكل شخص، وظلت مستقرة على مدار فترة الدراسة التي استمرت عامين".
5- فضلات القطط تعالج أمراضا عصبية مميتة
كشف دراسة جديدة عن فائدة علاجية رائدة قد يقدمها طفيلي شائع موجود في فضلات القطط، إذ أوضح باحثون من جامعة غلاسكو أن هذا الطفيلي يمكن أن يصبح عامل تغيير في علاج الاضطرابات العصبية مثل ألزهايمر وباركنسون.
ويقدم النهج المبتكر، الذي يتضمن سلالة معدلة من طفيلي Toxoplasma gondii، طريقة جديدة لتوصيل البروتينات العلاجية مباشرة إلى الدماغ، خاصة أن توصيل العلاجات المستهدفة عبر حاجز الدم في الدماغ وإلى الخلايا العصبية المحددة، يشكل تحديا طويل الأمد في مجال الرعاية الصحية العصبية.
وأظهر طفيلي Toxoplasma gondii، الذي يرتبط غالبا ببراز القطط، قدرة ملحوظة على عبور هذا الحاجز، حيث ينتقل بشكل طبيعي من الجهاز الهضمي إلى الدماغ، ليفرز البروتينات في الخلايا العصبية.
ونجح الباحثون، في الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Microbiology، في تسخير هذه السمة من خلال هندسة سلالة من Toxoplasma gondii لتوصيل البروتينات العلاجية.
وفي حين أن هذا النهج ثوري، إلا أنه لا يزال على بعد سنوات من التطبيق العملي.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز