بدء المهمة العلمية لـ"البعثة الفضائية 69".. 3 انفرادات إماراتية جديدة
على طريق مساهمتها في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية وبناء مستقبل أفضل، سطرت دولة الإمارات بأناملها إنجازًا جديدًا، عزز من مكانتها وريادتها عربيًا ودوليًا.
فبمشاركة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي يخوض أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، بدأت البعثة الـ69 الموجودة على متن محطة الفضاء الدولية مهمتها العلمية.
يأتي ذلك عقب انفصال المركبة "سويوز إم إس - 22" في 28 مارس/آذار الماضي، لتشكل محطة تاريخية جديدة لدولة الإمارات والعالم العربي، فيما من المقرر أن يتابع تفاصيل هذه المهمة هزاع المنصوري المسؤول عن متابعتها من محطة المراقبة الأرضية.
تلك الخطوة تعزز مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء، وتبرز ثقة العالم في كفاءاتها، وتؤكد من جديد على دورها في سبر أغوار الفضاء، مما يضع العالم خطوة على طريق التقدم العلمي.
انفرادات جديدة
وببدء تلك المهمة العلمية بمشاركة النيادي في محطة الفضاء الدولية، وبمتابعة هزاع المنصوري من الأرض، تسجل دولة الإمارات 3 انفرادات جديدة ترصدها "العين الإخبارية"، في السطور التالية:
أول مهمة علمية طويلة الأمد
ببدء المهمة العلمية لـ"البعثة 69" على متن محطة الفضاء الدولية بمشاركة سلطان النيادي، فإن دولة الإمارات باتت أول دولة عربية تشارك في مهمة علمية خلال مهمة فضائية طويلة الأمد.
ويجري النيادي وزملاؤه رواد الفضاء خلال البعثة 69، عدة تجارب فيما يلي أبرزها:
- دراسة كيفية احتراق المواد في بيئة الجاذبية الصغرى بهدف الحفاظ على سلامة المركبة.
- تجربة إحراق وإخماد الوقود الصلب، والتي تركز على قابلية الاشتعال للمواد التي قد يتم استخدامها في المهمات المقبلة.
- اختبار أداة لمراقبة الجهاز المناعي في المدار.
- دراسة جهاز المناعة، والتي ستسهم في تقديم أداة لمراقبة الجهاز المناعي بشكل مباشر على متن محطة الفضاء الدولية، وعلى الأرض كذلك.
- اختبار عينات للأحياء الدقيقة التي يتم إحضارها من الأرض.
- استكمال العمل على الطباعة ثلاثية الأبعاد لنسيج عضلة القلب، بهدف مراقبة عمل القلب في بيئة الجاذبية الصغرى، حيث سيتم دراسة تطوير أنسجة القلب – 2، بهدف اختبار هذه الأنسجة وقدرتها على تفادي النتائج السلبية لأمراض القلب.
وكان سلطان النيادي قد بدأ العمل على تجربة شملت استخدام آلة طباعة الأعضاء BioFabrication Facility، لاختبار قدرتها على طباعة نسيج غضروف الركبة لمعالجة الإصابات في الفضاء، والأماكن البعيدة على الأرض، كما قام بتصوير الرقبة، والكتف، وشرايين القدم باستخدام جهاز Ultrasound 2 الطبي.
أول عربي يتابع بعثة فضائية
الانفراد الثاني لدولة الإمارات من خلال المهمة العلمية لـ"البعثة 69"، يتمثل في مشاركة أول عربي مسؤول عن متابعة بعثة إلى محطة الفضاء الدولية.
مهام هزاع المنصوري:
- متابعة تفاصيل هذه المهمة من محطة المراقبة الأرضية.
- تنسيق وإنجاز مهام رواد الفضاء المتواجدين على متن المحطة.
- تطوير وإدارة ومتابعة تطبيق عمليات المهمة والتواصل بين الفرق.
- التأكد من أن المهمة الفضائية تسير بشكل جيد، وفقا للخطة المقررة.
- سيكون المسؤول الأول عن نقل المعلومات بين فريق المهمة على الأرض، ورواد الفضاء.
وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال هزاع المنصوري: "فخور بتكليفي بمسؤولية تسهيل تبادل المعلومات بين فريق المهمة على الأرض، ورواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية"، مضيفًا: "لن يتوقف دوري عند هذا الحد، بل يشمل أيضًا فهم ومعرفة التحديات التي يواجهها طاقم المهمة، والإنجازات التي يحققونها على متن المحطة، وهي الأمور التي بدأت في التركيز عليها بالفعل".
وأضاف أن "جهودنا الجماعية تركز على دعم مهمة البعثة 69، وتعزيز مجال استكشاف الإنسان للفضاء".
رائدان بالأرض والفضاء لأول مرة
الانفراد الثالث لدولة الإمارات، يتمثل في كونها باتت أول دولة عربية تشارك برائدي فضاء في مهمة واحدة، أحدهما بمحطة الفضاء الدولية يشارك في التجارب العلمية، والآخر على الأرض يقوم بتنسيق وإدارة مهام رواد الفضاء المتواجدين على متن المحطة وسيكون المسؤول الأول عن نقل المعلومات بين فريق المهمة على الأرض، ورواد الفضاء.
وحول ذلك، قال المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء سالم حميد المري، إن "مهمة البعثة 69 تشكل إنجازًا مميزاً لدولة الإمارات والعالم العربي؛ ففضلًا عن كونها أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، تشهد مشاركة أول عربي مسؤول عن متابعة بعثة إلى محطة الفضاء الدولية".
وأشار إلى أن "تولي هزاع المنصوري هذه المسؤولية يشكل دليلاً جديداً على تميُّزه وإمكانياته الكبيرة، ويمهد الطريق أمام رواد فضاء جدد من العالم العربي للانضمام إلى مسيرة استكشاف الفضاء".
وأضاف: "فخورون بأن يتعاون سلطان وهزاع في إجراء تجارب علمية تدعم مجال استكشاف الفضاء، ودراسة بيئة الجاذبية الصغرى".
ثمار نجاح المهمة
نجاح المهمة العلمية في تحقيق أهدافها سيثمر عن فوائد عدة لدولة الإمارات؛ أبرزها:
- تعزيز مسيرة استكشاف الفضاء الإماراتية.
- يمهد الطريق لمهمات الفضاء البشرية في المستقبل.
- يمهد الطريق أمام رواد فضاء جدد من العالم العربي للانضمام إلى مسيرة استكشاف الفضاء.
- تطوير الخبرات الإماراتية وتعزيز الثقة فيهم وتكليفهم بمهام إضافية جديدة.
وتستمر مهمة البعثة 69 لمدة 6 أشهر، ويضم طاقم رواد الفضاء إلى جانب سلطان النيادي، فرانك روبيو، وديميتري بيتيلين، وسيرجي بروكوبييف، وستيفن بوين، ووارين هوبيرغ، وأندري فيدياييف.
6 انفرادات سابقة
وكان النيادي قد وصل في الثالث من مارس/آذار الماضي رفقة فريق مهمة crew-6 إلى محطة الفضاء الدولية على متن المركبة "سبيس إكس دراغون إنديفور"، لخوض أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب تمتد لستة أشهر.
ومنذ وصوله، نجح النيادي، عبر مشاركته جزءا من يومياته في الفضاء، من خلال حسابه في موقع "تويتر"، في استقطاب اهتمام ملايين العرب حول العالم للاهتمام بهذا القطاع المهم.
ومع بدء المهمة تم تحقيق 6 انفرادات وهي :
أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب:
يقضي سلطان النيادي 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، لتكون أطول مدة يقضيها رائد فضاء عربي في مهمة فضائية، وتتيح المدة الطويلة للمهمة فرصة لبدء نشاط طويل الأمد ومستدام من البحث العلمي والتجارب في الفضاء، في نقلة نوعية لمهمات الفضاء البشرية في دولة الإمارات والمنطقة.
أول مهمة طويلة الأمد من قبل دولة غير شريكة في محطة الفضاء الدولية.
تعد محطة الفضاء الدولية مشروعا علميا مشتركا بين 5 وكالات فضائية، هي الأمريكية والأوروبية والروسية واليابانية والكندية، وتعتبر المشروع العلمي والتكنولوجي الأكثر تطورا والأعلى تكلفة على الإطلاق في تاريخ استكشاف الفضاء بتكلفة تتجاوز 150 مليار دولار.
وستكون الإمارات أول دولة غير شريكة في محطة الفضاء الدولية تجري بها مهمة طويلة الأمد، في خطوة تؤكد أنها عضو فعال في استكشاف الفضاء، وجزء مهم من المجتمع العالمي في بحوث علوم الفضاء واستثمار تلك البحوث في خدمة الإنسانية.
أول دولة عربية ترسل رواد فضاء في مهمتين إلى محطة الفضاء الدولية.
وتعد هذه ثاني مهمة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، بعد إطلاق أول مهمة إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019، بعد أن حققت في 26 سبتمبر/أيلول 2019 إنجازًا تاريخيًا بوصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول إماراتي وعربي تحط قدماه على تلك المحطة منذ إنشائها في عام 1998.
أول دولة عربية يصل علمها إلى محطة الفضاء الدولية مرتين
فإلى جانب سلطان النيادي حاليا، سبق أن حمل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري علم بلاده إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019.
أكثر الدول العربية إجراء للتجارب والأبحاث العلمية على محطة الفضاء الدولية بـ35 تجربة.
وخلال 4000 ساعة على متن محطة الفضاء الدولية سيجري سلطان النيادي أكثر من 19 تجربة بحثية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا"، تشمل مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم "ما فوق الجينات"، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.
وسبق أن قضى هزاع المنصوري 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، في رحلة تاريخية أجرى خلالها 16 تجربة علمية.
النيادي أول رائد فضاء عربي يقضي شهر رمضان كاملا في الفضاء.
وسبق أن صام الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يعد أول رائد فضاء عربي ومسلم، والذي يشغل حاليا منصب المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، آخر يوم في شهر رمضان بالفضاء خلال رحلته التي بدأت 29 رمضان عام 1985، ليكون أول عربي ومسلم يصوم في الفضاء، فيما أصبح النيادي أول رائد فضاء عربي يقضي شهر رمضان "كاملا" في الفضاء.
ويعد الصيام في الفضاء تحديا كبيرا، لأكثر من سبب، لعل أبرزها أن رواد الفضاء سيشاهدون في اليوم الاعتيادي للأرض المقدر بـ"24" ساعة 16 مرة شروقا للشمس و 16 مرة غروبا، وهو ما يفرض تحديا حول توقيت صيام وصلاة رائد الفضاء.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg
جزيرة ام اند امز