مفاجأة علمية.. المذنبات جلبت المياه إلى الأرض
في تطور مثير، اكتشف باحثون أن المياه الموجودة على مذنب " 67P/تشوريوموف-جيراسيمنكو" تحمل توقيعا جزيئيا مشابها للمياه في محيطات الأرض، مما يعيد إحياء الفرضية القديمة بأن مذنبات عائلة المشتري قد ساهمت في توصيل المياه إلى الأرض.
واكتشف المذنب عام 1969 من قبل الفلكيين السوفيتيين كليمنتين تشوريوموف وسفيتلانا جيراسيمنكو، ويدور حول الشمس في مدار بيضاوي يمتد بين مداري كوكبي المشتري والمريخ، ويكمل دورة واحدة حول الشمس كل حوالي 6.5 سنوات.
واشتهر المذنب بشكل خاص بسبب بعثة وكالة الفضاء الأوروبية "روزيتا" التي انطلقت في عام 2004 ونجحت في الوصول إليه في عام 2014، وكانت هذه البعثة أول محاولة لإنزال مسبار على سطح مذنب، وهو مسبار "فيلة" الذي هبط على سطح المذنب لدراسة تركيبه الكيميائي والفيزيائي، وساعدت البيانات التي تم جمعها الباحثين في اقتراح دور المذنبات في جلب المياه إلى الأرض.
وتلعب المياه دورا حاسما في نشوء الحياة وتطورها على الأرض، ورغم أن بعض المياه كانت موجودة في الغاز والغبار الذي تشكل منه كوكبنا قبل 4.6 مليار سنة، إلا أن معظمها تبخر بسبب قرب الأرض من حرارة الشمس الشديدة، هذه الحقيقة أثارت تساؤلات كبيرة لدى العلماء حول كيفية تحول الأرض إلى كوكب غني بالمياه السائلة.
وقادت الباحثة كاثلين مانت، عالمة الكواكب في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، دراسة نشرت في "ساينس أدفانسيس"، تؤكد على وجود صلة قوية بين المياه على مذنب " 67P " ومياه الأرض، وجاءت هذه النتيجة بعد مراجعة شاملة لقياسات من بعثة "روزيتا".
وعلى الرغم من اكتشاف تركيزات عالية من الديوتيريوم في الماء الموجود على المذنب، وهو ما كان مفاجأة للعلماء، وجدت مانت وفريقها أن التأثيرات المرتبطة بالغبار المحيط بالمذنب قد أدت إلى قياسات غير دقيقة في السابق.
والنتائج الجديدة تشير إلى أن المذنبات قد تكون لعبت دورا أكبر في إيصال المياه إلى الأرض مما كان يُعتقد سابقًا، مما يفتح آفاقا جديدة لدراسة تاريخ النظام الشمسي وتشكيل المياه فيه.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjIwMyA=
جزيرة ام اند امز