جاليليو جاليلي.. عالم فلك اعترف العالم بأفكاره بعد وفاته بـ350 عاما

الكنيسة تصف أراء جاليليو عام 1632 بالهرطقة، وتطالب بمحاكمته بسبب كتابه "حوار حول النظامين الرئيسيين في العالم"
جثا عالم الفلك والفيلسوف والفيزيائي الإيطالي الشهير جاليليو جاليلي على ركبتيه، وردد كلمات القسم التي أملتها عليه الكنيسة عام 1611 بعد اتهامها له بالهرطقة، واضعا وراءه كل ما آمن به طوال سنوات عمره، ومتراجعا عن أقواله العلمية وأبحاثه التي قضى عمرا فيها، قبل أن يحكم عليه بالحبس المنزلي، وهنا قال: "ياليتني أحرقت كل ما كتبت بيدي حتى لا أشهد يوم محاكمتي هذا".
وردد جاليليو القسم الذي جاء فيه:"أنا المدعو جاليليو جاليلي.. ابن فنشنزو جاليلي من سكان فلورنسه.. وأبلغ من العمر 70 عاما.. أقسم إنني آمنت بكل معتقدات الكنيسة الكاثوليكية الرسولية بروما.. وسأؤمن مستقبلا بكل تعاليمها.. وأعلن ندمي عن كل الأفكار والهرطقات التي أدليت بها مسبقا.. وعن كل ما اقترفته في حق الكنيسة.. وأقسم ألا أعود إلى مثل هذه الأفعال مرة أخرى...".
عُرف جاليليو بطلاقة اللسان وكثرة الجدال مع من يتعارض مع اكتشافاته العلمية، ولكن أخافته تجارب من كان قبله فوضع اكتشافاته تحت طائلة السرية بعيدا عن الكنيسة الكاثوليكية التي عاقبت "كوبرنيكوس" من قبله بالحرق بسبب نظريته حول مركزية الشمس وتعارض الفكرة مع فكر الكنيسة بأن الأرض هي محور الكون.
اعتقدت الكنيسة بحسب تفسيرها للإنجيل أن الأرض هي محور الكون، وأن الأجرام السماوية تدور حولها، وكانت تعتقد أن الفضاء يحوي 7 كواكب فقط مستشهدة بعدد أيام الأسبوع وعدد فتحات رأس الإنسان، وكانت تعاقب كل من يعارض تل الأفكار بالعقاب الشديد بدون رحمة.
وبدأ وصف آراء جاليليو بالهرطقة في البداية عندما استدعاه البابا المعتدل بولس الخامس، ونصحه بأن يكتفي بنسب أفكاره لـ"كوبرنيكس" دون تأييد صحتها ووعده بعدم التعرض فوافق جاليليو.
بعدها سافر جاليليو إلى فلورانس عام ١٩٢١ للحاكم "كوزيمو" الذي أعجب بآرائه ونظرياته، وهنا بدأ جاليليو يعلن عن أفكاره تحت مظلة الحرية والأمان إلى أن توفي حاكم فلورنس لتصبح الدولة تحت سيطرة الكنيسة، فعاد لحذره مرة أخرى.
بعد 10 سنوات، وفي عام 1632 قام جاليليو بنشر كتابه الشهير "حوار حول النظامين الرئيسيين في العالم" المعروف باسم "المحاورة" وكان مجرد نقاش، مما استثار غضب الكنيسة واتخذت من هذا الكتاب سببا لتوجهه اتهاماتها لجاليليو.
وفي 2 يونيو/حزيران لعام 1633 مثل جاليليو أمام محكمة التفتيش واتهم بالهرطقة وأجبروه على الاعتراف، فأدلى باعترافه وسط مخاوف بأن يصيبه ما أصاب الفلكي "نيكولاي كوبرنيكوس" الذي أحرق حتى الموت.
وحكم على جاليليو في نهاية المطاف بالإقامة الجبرية رأفة بصحته التي ازدادت سوءا، وقضى ما تبقى من حياته في منزله وفقد بصره،إلى أن توفي في 8 يناير عام 1642 مكبوتا ومقهورا.
بقي جاليليو مذنبا في نظر الكنيسة حتى عام 1992 حينما أعلنت الكنيسة اعترافها بصحة ما جاء به واعتذرت عن حكمها لينال حكما بالبراءة.
aXA6IDMuMTQ1LjAuNzcg
جزيرة ام اند امز