تقرير يستبعد تسرب كورونا من مختبر صيني لـ4 أسباب
استبعد 21 خبيرا من عدة بلدان حول العالم سيناريو تسرب فيروس كورونا المستجد من أحد معامل مدينة ووهان الصينية التي ظهر فيها لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وحظى هذا السيناريو باهتمام وسائل الإعلام ولم تنفه أو تؤكده منظمة الصحة العالمية.
وقال الخبراء في مراجعة نقدية نُشرت الإثنين في مجلة (سيل) أن السيناريو الأكثر احتمالية، هو أن هذا المرض الجديد الناشئ نقله حيوان مصاب بالفيروس إلى إنسان في سوق للحيوانات الحية في ووهان بالصين.
ويقول ستيفن جولدشتاين عالم الفيروسات التطوري بجامعة يوتا هيلث، وأحد المشاركين في كتابة هذه المراجعة النقدية في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة "إن منع الأوبئة في المستقبل يتطلب إرادة سياسية لقطع الطرق التي تدخل من خلالها هذه الفيروسات إلى البشر، والتركيز في الاتجاه الخاطئ سيمنع حدوث تلك الجهود".
حقيقة تسرب كورونا من مختبر صيني
ويرى جولدشتاين أن الحديث عن تسرب المختبر هو تفكير في الاتجاه الخاطئ لأربعة أسباب، أولها أن الخرائط التي تحدد المواقع الجغرافية للموجة الأولى من حالات (كوفيد -19) في ديسمبر/كانون الأول 2019، تكشف أنها ظهرت في البداية بالقرب من موقع سوق (هوانان) للمأكولات البحرية بالجملة في ووهان بالصين، بالإضافة إلى الأسواق الأخرى التي ورد أنها تمارس تجارة الحيوانات الحية.
وفي الأسابيع التالية، انتشرت الحالات جغرافيا للخارج، وتلت تلك الحالات وفيات مفرطة في يناير/كانون الثاني 2020 ، وهي علامة ثانية على كيفية انتشار الفيروس بين السكان، وبالمثل تم تحديد هذه الوفيات في البداية بالقرب من أسواق الحيوانات.
ويوضح جولدشتاين: "يخبرنا ذلك عن أين بدأ الوباء وأين بدأ الانتقال المكثف، ويشير هذا إلى أن الوباء بدأ في الأسواق في هذه المنطقة (سوق هوانان) وربما أسواق أخرى أيضًا".
ويشير جولدشتاين إلى السبب الثاني وهو أن معهد ووهان لعلم الفيروسات، والذي غالبًا ما يُشار إليه على أنه مصدر تسرب المختبر، تم تمييزه أيضًا على الخريطة، ولكنه بعيد عن أسواق الحيوانات الحية، ولم يتم العثور على أي من الحالات الأولى الموثقة أو الوفيات المفرطة في الأسبوع الأول من ظهور المرض بالقرب من المعهد، كما لم يتم الإبلاغ عن أي من الحالات الموثقة الأولى على أنها تتعلق بالموظفين في المختبر، ولا يوجد دليل على أن الباحثين في المعهد عملوا مع فيروس كورونا المستجد ولا مع فيروس وثيق الصلة.
أما السبب الثالث، فهو أن مرض (كوفيد -19) ليس أول مرض معد قائم على فيروس كورونا مرتبط بأسواق الحيوانات، حيث ارتبط تفشي مرض السارس في عامي 2002 و2003، وهو المرض الناجم عن أحد فيروسات كورونا، بالأسواق في الصين التي تبيع الحيوانات الحية، وبالإضافة لذلك عبرت 5 فيروسات أخرى شبيه بكورونا عن طريق الحيوانات إلى البشر في العشرين عامًا الماضية.
ويقول جولدشتاين: "بالاقتران مع ملاحظة أن غالبية الفيروسات لدى البشر من فيروسات كورونا وأنواع أخرى من الفيروسات، جاءت من حيوانات مصابة، فلن يكون من غير المستبعد أن يدخل فيروس كورونا المستجد إلى البشر بنفس الطريقة".
وناقش العلماء في مبررهم الرابع لرفض نظرية التسرب من المعمل، الحجة المتكررة التي تستند إليها هذه النظرية، وهي أن الفيروس يحمل رمزًا جينيًا قصيرًا محددًا يتم هندسته أحيانًا في منتجات معملية، يسمى موقع انقسام فوريين.
وللتحقيق، قام الباحثون سابقًا بتحليل التسلسلات الجينية من فيروسات كورونا متعددة ووجدوا أن الكود المعني شائع بينهم، وقرر مؤلفو هذه المراجعة أيضًا أن الشفرة المحددة في الفيروس غير كاملة، وبالتالي لن تؤدي وظيفتها بشكل جيد.