سلالة دلتا بلس من كورونا.. الأعراض وسرعة الانتشار
حيرت السلالات الناتجة عن فيروس كورونا المستجد العلماء والخبراء والعالم بأسره لسرعة انتشارها واختلاف أعراضها.
سلالات متعددة ومتحورات مختلفة فمن ألفا إلى لامدا وبيتا إلى دلتا ثم دلتا بلس، تابع العالم بشغف مخاطرها وتأثيرها على الصحة العامة.
ما هو متحور كورونا دلتا بلس؟
وتعتبر سلالتي دلتا ودلتا بلس من أكثر السلالات التي شغلت العالم لسرعة انتشارهما، حيث تم رصد هذه السلالة في أكثر من 90 دولة حول العالم، مع تأكد تفشيها في الولايات المتحدة والصين وإفريقيا والدول الأسكندنافية ومنطقة المحيط الهادئ.
متحور دلتا بلس في مصر
وتأهبت جمهورية مصر العربية لسلالة دلتا بلس من خلال تكثيف حملات التطعيم وحث المواطنين على الالتزام بالإجراءات الاحترازية الهامة لمنع تفشي هذه السلالة.
وتسعى وزارة الصحة المصرية إلى تطعيم أكبر قدر ممكن من المواطنين بلقاح كورونا خلال الفترة المقبلة، تحسباً لتفشي الفيروس بشكل أكبر بعد الإعلان عن دخول الموجة الرابعة وثبوت تواجد متحور "دلتا" في البلاد.
وأعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان المصرية، الإثنين، أنه تم اكتشاف أول حالة مصابة بمتحور "دلتا" بمصر في منتصف يوليو/تموز الماضي، لسيدة، وحالتها لم تستدع دخول المستشفى، مشيرة إلى ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا خلال الأيام الماضية.
تاريخ ظهور سلالة دلتا بلس
أدرجت الهند في 23 يونيو/حزيران الماضي تحور دلتا بلس، وهو من أشكال سلالة دلتا الحالية، من بين السلالات المثيرة للقلق.
وقد تم وصفها لأول مرة من قبل هيئة الصحة العامة في إنجلترا بأنها مماثلة لدلتا ولكن مع طفرة إضافية (كي 417 إن) في سبايك البروتين الذي يمكن الفيروس من ربط نفسه بالخلايا المصابة.
وتقول وزارة الصحة الهندية إن سلالة دلتا بلس تنتشر بسهولة أكبر، وترتبط بسهولة أكبر بخلايا الرئة، ويحتمل أن تكون مقاومة لنوع من العلاج يسمى العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة.
لكن علماء الفيروسات البارزين يقولون إنه لا توجد بيانات كافية لدعم هذه الاستنتاجات ولم تصنفها منظمة الصحة العالمية على أنها مصدر قلق أو اهتمام.
أعراض دلتا بلس متحور كورونا
أظهرت الدراسات أن سلالة دلتا مرتبطة بأعراض مختلفة مقارنة بالسلالات السابقة لفيروس كورونا.
وأعراض كوفيد-19 الكلاسيكية المقرة من قبل خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا هي السعال المستمر والحمى وفقدان حاسة الشم أو التذوق.
ويقول البروفيسور تيم سبيكتور، الذي يدرس أعراض كوفيد من خلال تطبيق زوي كوفيد، إنه على الرغم من أن الحمى لا تزال شائعة جدا في سلالة دلتا، إلا أن فقدان حاسة الشم لم يعد من بين أبرز 10 أعراض لها.
ويعد الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف من أكثر الأعراض المرتبطة بالعدوى بهذه السلالة في بريطانيا.
ويوضح البروفيسور سبيكتور أن ذلك يجعل الفيروس يبدو وكأنه "نزلة برد شديدة" بالنسبة للشباب، ما يزيد من خطر حملهم للفيروس دون أن يدركوا ليواصلوا نقل العدوى لأشخاص آخرين.
سرعة انتشار سلالة دلتا بلس
ذكرت تقارير صحية بأن معدل العدوى بسلالة دلتا بلس أعلى بحوالي 60 % من معدل عدوى بسلالة ألفا، والتي لديها بالفعل معدل عدوى أعلى بنسبة 50% مقارنة بالسلالة الأصلية لفيروس كورونا.
وتسببت سلالة دلتا بالفعل في موجة ثانية قاتلة من الإصابات في الهند في أبريل/نيسان ومايو/آيار الماضيين، وأصبحت أيضا السلالة المهيمنة في بريطانيا.
دلتا بلس واللقاحات
أظهرت الدراسات أن اللقاحات المتوفرة مازالت فعالة ضد السلالات الجديدة لفيروس كورونا المستجد، لكن فعاليتها تقل ضد السلالات الأحدث مقارنة بالسلالة الأصلية لفيروس كورونا، خاصة بعد جرعة واحدة فقط من اللقاح، وفقا لما أورده موقع "بي بي سي عربي " البريطاني.
ففي دراسة أجرتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا، قدمت جرعة واحدة من لقاح فايزر أو أسترازينيكا 33% فقط من الحماية ضد سلالة دلتا، مقارنة بـ 50% ضد سلالة ألفا. ومع ذلك، ارتفعت هذه المعدلات بعد الجرعة الثانية إلى 88% للقاح فايزر، و 60% للقاح أسترازينيكا.
وأكدت دراسة منفصلة أجرتها جامعة أكسفورد أن لقاحي فايزر وأسترازينيكا كانا فعالين ضد سلالتي دلتا وكابا اللتين تم رصدهما في الهند.
وأشار الباحثون في مجلة سيل إلى السلالتين برمز النسب المشترك بينهما، قائلين: "لا يوجد دليل على عدوى واسعة النطاق، ما يشير إلى أن الجيل الحالي من اللقاحات سيوفر الحماية ضد سلالة بي1.617".
ولكن نظرا لأن اللقاحات ليست فعالة بنسبة 100% فإن السلالات ستؤدي أيضا إلى حالات دخول المستشفيات وحتى الوفيات بين الأشخاص الذين تم تلقيحهم، كما تقول المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) خاصة بين الأشخاص الذين أخذوا جرعة واحدة فقط من اللقاح.
دلتا بلس والأطفال
كشفت مصادر مسؤولة باللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة المصرية، أن متحور "دلتا بلس" هو أسرع في الانتشار، والفئات الأكثر عرضة للإصابة به هم الأطفال، على عكس الفيروس ذاته، وأيضا المتحورات الأخرى التي كانت تستهدف الفئة العمرية فوق الـ18 سنة، مضيفة أن التطعيمات تعتبر عاملا أساسيا لمواجهة أي موجة مرتقبة أو أي متحورات للفيروس.
ونظرًا لأن العديد من الأطفال غير محصنين فإنهم يظلون عرضة للإصابة بالفيروس بما في ذلك المتغير الأشد، خاصة بعد عودة كثيرين منهم إلى ممارسة أنشطتهم الاجتماعية والمشاركة في معسكرات أو العودة للمدرسة.
ويؤكد الخبراء أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية، مثلهم مثل البالغين، يكونون أكثر عرضة لخطر المضاعفات.
صحيح أن أغلب الأطفال نجوا من المضاعفات الخطيرة للفيروس التاجي طوال الوباء، لكن مؤخرا كانت هناك تقارير حديثة عن دخول الأطفال إلى وحدة العناية المركزة بسبب كورونا، وتم تشخيص المزيد من الأطفال بـCOVID-19.