محاولة جديدة لتتبع انبعاثات الميثان على المريخ
هبطت المركبة "كيوريوسيتي"، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا على سطح المريخ في أغسطس/آب 2012.
وكشفت تحقيقات المركبة أن المريخ كان يومًا ما كوكبًا يحتمل أن يكون صالحًا للسكن، وكانت إحدى أكثر ملاحظات كيوريوسيتي إثارة هي وجود كميات كبيرة بشكل غير عادي من الميثان في الغلاف الجوي للمريخ.
وعلى مدى السنوات السبع الماضية، أنشأت كيوريوسيتي إشارة خلفية للميثان تبلغ حوالي 0.41 جزء في المليار من حيث الحجم، ويمكن أن تؤدي هذه الارتفاعات الدورية إلى زيادة الميثان في الغلاف الجوي إلى ما يصل إلى 21 جزءا في المليار.
وخلال دراسة جديدة نشرت في العدد الأخير من دورية "علوم الأرض والفضاء"، لاحظ باحثون من قسم علوم الجيولوجيا والكواكب بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن ارتفاعات الميثان هذه يمكن أن "يكون لها آثار عميقة على الجيولوجيا وعلم الأحياء الفلكي".
وعلى الأرض، جميع انبعاثات الميثان تقريبًا لها أصول بيولوجية، من انتفاخ البطن إلى تحلل المواد النباتية، وعلى المريخ، يمكن أن يكون الميثان بصمة حيوية محتملة، فهي أثر كيميائي قد يكون ناتج عن الحياة.
وللتحقق من مصدر انبعاثات غاز الميثان، استخدم الباحثون طريقة تسمى "تحليل المسار الخلفي"، وتتضمن هذه الطريقة استخدام نماذج تستند إلى ما يعرفه العلماء عن الغلاف الجوي للمريخ لتتبع جزء من الهواء إلى الوراء في الوقت المناسب من لحظة قياسه.
ودرس الباحثون جميع أحداث ارتفاع الميثان السبعة التي تم اكتشافها حتى الآن واستخدموا نموذج المناخ العالمي الحالي للمريخ لمحاكاة كيفية نقل الرياح للميثان المنتشر حول الكوكب.
ومن خلال محاكاة المسار العكسي لكل ارتفاع من غاز الميثان على أساس أنماط الرياح من مواسم وأوقات مختلفة من اليوم، وجد المؤلفون أن الارتفاعات قد نشأت على الأرجح من نفس المنطقة العامة: الجزء الشمالي الغربي من فوهة غيل، وهي فوهة بركان كبيرة، والتي يعتقد العلماء أنها كانت تحتوي على المياه السائلة، حيث تستكشف كيوريوسيتي حاليًا.
ومع ذلك، فإن اكتشافات كيوريوسيتي للميثان على سطح المريخ كانت موضع تساؤل من قبل الخبراء، فعلى سبيل المثال، لم تكتشف المركبة الفضائية الأوروبية-الروسية (TGO)، التي كانت تحقق في مدار الكوكب الأحمر منذ أواخر عام 2016، نفس كمية الميثان في الغلاف الجوي للمريخ التي اكتشفها كيوريوسيتي في السطح.
ولاحظ الباحثون أنه يمكن أن تكون هناك آلية جيولوجية لعزل الميثان بسرعة من الغلاف الجوي أو آلية جوية تحجزه بالقرب من السطح، ويجب إجراء مزيد من البحث للتأكد من أن هذا هو المكان الذي ينشأ فيه الميثان، ويجب على كيوريوسيتي مواصلة إجراء قياسات لوفرة الميثان المحيطة لالتقاط المزيد من أحداث ارتفاع الميثان.