رعب العقارب يضرب وسط المغرب.. دراسة تكشف أسرار الوفيات (خاص)
كشفت دراسة ميدانية حديثة عن الحجم الحقيقي لظاهرة التسمم بلدغات العقارب في ثلاث محافظات بوسط المغرب.
وأكدت الدراسة التي تنشرها في يناير دورية " توكسكون " في يناير المقبل، وحصلت العين الإخبارية على نسخة منها، أن العقارب ما تزال تمثل السبب الأول لحالات التسمم الحاد في البلاد، وتهدد حياة الأطفال وسكان المناطق الريفية بشكل خاص.

وأُجريت الدراسة بين عامي 2021 و2024 في محافظات بني ملال، الفقيه بن صالح، وخريبكة بهدف جمع بيانات وبائية دقيقة عن كل حالة لسعة عقرب، إلى جانب تنفيذ حملات ميدانية لحصر الأنواع المنتشرة في المنطقة. كما اعتمد الباحثون أدوات التحليل الإحصائي ونظم المعلومات الجغرافية لرسم خرائط توضح توزيع العقارب في كل محافظة.
نتائج صادمة
سجلت الدراسة 2206 حالة لسعة عقرب خلال فترة البحث، بينها 41 حالة وفاة، وبرزت محافظة الفقيه بن صالح باعتبارها الأكثر عرضة للخطر، حيث سُجلت فيها نحو نصف الوفيات (48.78%).
وتشير البيانات إلى أن البالغين أكثر عرضة للسعات (63.7%)، غير أن الأطفال هم الأكثر عرضة للوفاة بنسبة وصلت إلى 76% من إجمالي الوفيات، كما لوحظ ارتباط قوي بين ارتفاع عدد الأطفال الملدوغين وزيادة الحالات الخطرة من التسمم.
كما كشفت الدراسة أن أكثر من نصف اللسعات تحدث داخل المنازل (53%) أو في محيطها القريب (28%)، وأن اليدين والقدمين هما الأكثر تعرضا للسعات.
وبينت النتائج أيضا أن الاعتماد على العلاجات التقليدية ما يزال شائعا في المناطق الريفية، وبشكل قد يؤخر التدخل الطبي اللازم.

أربعة أنواع من العقارب الخطرة
خلال المسح الميداني، جرى توثيق انتشار أربعة أنواع من العقارب في المحافظات الثلاث، من بينها الأنواع المعروفة بسمّيتها العالية مثل " أندروكتونوس موريتانيكوس".
وخلصت الدراسة إلى أن لدغات العقارب تمثل مشكلة صحية عامة خطيرة في وسط المغرب، مع تأكيد خاص على محافظة الفقيه بن صالح التي ثبت أنها منطقة عالية الخطورة.
ودعا الباحثون إلى إطلاق حملات توعية واسعة ورفع الوعي الصحي، خصوصا في القرى والمناطق النائية، بهدف تقليل عدد الضحايا وتعزيز ثقافة التوجه السريع للمرافق الصحية عند التعرض للسعات.
وأكد الفريق العلمي أن تعزيز التوعية وتطوير برامج وقاية فعالة يمكن أن يحدان بشكل كبير من هذا الخطر المستمر.