تحقيق إسرائيلي يفضح «تعذيبا وحشيا» لفلسطيني في «سديه تيمان»

كشفت لائحة اتهام قدمتها النيابة العسكرية الإسرائيلية ضد 5 جنود احتياط عملية تعذيب قاسية تعرض لها سجين فلسطيني في معتقل "سديه تيمان".
الحادثة وقعت بتاريخ 5 يوليو/تموز 2024، أثناء خدمة المتهمين في منشأة الاعتقال، التي تحدثت تقارير عن انتهاكات جسيمة داخلها، حيث تم تكليفهم بإجراء تفتيش على السجين الفلسطيني، الذي لم يتم حتى الآن نشر اسمه وتم الاكتفاء بتعريفه بأول أحرف من اسمه وهي "س.ع".
وتم الكشف عن عملية التعذيب في مقطع فيديو نشرته محطة تلفزة إسرائيلية، بعد محاولة النيابة العسكرية استجواب الجنود قبل عدة أشهر.
ومنذ ذلك الحين يواجه المجتمع الإسرائيلي انقساما بين مؤيد لمعاقبة الجنود ورافض لأي عقاب بداعي أن المعتقل من قطاع غزة.
وشغل المتهمون من وحدة "قوة 100" أدوارًا مختلفة، من قائد فريق، ومترجم، وحارس، ومفتشين جسديين للمعتقلين.
تعذيب وحشي
وفي مساء يوم الحادثة، تم نقل مجموعة من المعتقلين من سجن "عوفر" (قرب رام الله) إلى "سديه تيمان" (جنوب إسرائيل)، وكان من بينهم السجين "س.ع".
وفي تمام الساعة 22:26، توجه أفراد "القوة 100" إلى إحدى مناطق الاعتقال وأجروا تفتيشًا سريعًا على أحد المعتقلين.
وبعد ذلك، قام اثنان من المتهمين بحمل السجين س.ع من فراشه واقتياده إلى منطقة التفتيش، وهو لا يزال مقيد اليدين والقدمين ومعصوب العينين.
وبحسب للائحة الاتهام، فإنه "بعد اقتياده إلى منطقة التفتيش قام المتهمون بتنفيذ الاعتداء عليه".
وقالت اللائحة إن "المتهمين استخدموا العنف الشديد ضد المعتقل، بما في ذلك طعنه في مؤخرته بواسطة جسم حاد، مما أدى إلى اختراق بالقرب من فتحة الشرج"، مضيفة: "كما تسببت أفعالهم في إصابات خطيرة للمعتقل، من بينها كسور في الأضلاع، ثقب في الرئة، وتمزق داخلي في المستقيم".
وحسب لائحة الاتهام، فإن "الجنود نفذوا إجراءات غير اعتيادية في المنشأة، بما في ذلك عمليات تفتيش قاسية".
وقالت: "خلال عملية التفتيش، قام جنديان من المتهمين الخمسة بدفع المعتقل نحو الحائط ورفع يديه المقيدتين للأعلى، بينما وقف الآخرون بالقرب منه. بعد ذلك، سقط المعتقل على الأرض وهو يتلوى من الألم، فيما وقف المتهمون حوله واعتدوا عليه بشتى الطرق".
وأضافت أن المتهمين "قاموا على مدار 15 دقيقة بركله، والدوس عليه، والوقوف فوق جسده، وضربه ودفعه باستخدام هراوات، وسحله على الأرض، واستخدام مسدس الصعق الكهربائي على رأسه".
وتابعت: "فقد المعتقل غطاء عينيه أثناء الاعتداء، ليقوم أحد الجنود بعد ذلك بطعنه في مؤخرته بجسم حاد، مما تسبب له في تمزق داخلي خطير، وأجبروه على وضع الهراوة في فمه، وسط صرخاته من الألم".
وأردفت: "بعد الحادث، قام اثنان من المتهمين بإعادة المعتقل إلى فراشه، محاولين إخفاء نزيفه بوضع قميصه فوق جرحه".
وأشارت لائحة الاتهام إلى أنه "بعد نحو ساعة، اشتكى المعتقل من صعوبة في التنفس وصداع شديد، ليلاحظ طاقم السجن لاحقًا نزيفًا حادًا في ملابسه، ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "تم جمع أدلة واسعة خلال التحقيق، شملت توثيقًا طبيًا شاملاً، بالإضافة إلى تسجيلات مصورة من كاميرات المراقبة داخل المنشأة".
وتم تقديم لائحة اتهام ضد الجنود الخمسة بتهمة ارتكاب جرائم اعتداء قاسية في ظروف مشددة والتعذيب في ظروف مشددة ضد معتقل أمني.
aXA6IDE4LjIyMi4yNTMuMTE4IA==
جزيرة ام اند امز