آخر ليالي رمضان في تونس.. أجواء استثنائية بحلق الوادي
على امتداد شارع طوله 3 كيلومترات بمدينة حلق الوادي بضواحي العاصمة التونسية، تصطف مطاعم السمك يميناً ويساراً بواجهاتها المنمقة أشكالاً وألواناً بحرية متعددة.
يحجز التونسيون طاولات للإفطار للاستمتاع بتناول الأسماك والأجواء المحيطة الخاصة بشهر رمضان المبارك.
ويرافق السمك طبق تقليدي من "البريك" والذي تشتهر به هذه المدينة التي تفوح منها رائحة البحر والشاي بالنعناع وروائح الياسمين وتمتاز بجمال معمارها الأخاذ.
وأكلة "البريك" التي تصنع بعجين رقيق يتم حشوه بالبطاطا والبصل والبقدونس والتونة والبيض ويقلى في الزيت، اشتهر ببيعها اليهود التونسيون.
هذا الطبق يستقطب آلاف الزوار لمدينة حلق الوادي الواقعة بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس وهي مدينة ساحلية وتضم أكبر موانئ تونس.
واليهود التونسيون يمتلكون عدداً من مطاعم السمك التي تحتفي بالمسلمين الصائمين وتقدم لهم ألذ الأطباق والمشروبات.
ويرافق زمن الإفطار، موسيقى تراثية تونسية تداعب مسامع الزائرين للاستمتاع بالأطباق اللذيذة وبالجلسة الجميلة والهادئة.
وحلق الوادي، المدينة التي تعايشت فيها جميع الديانات من مسلمين ومسيحيين ويهود، تلونت عبر أكثر من 1100 سنة بألوان أكثر من دولة وظلت منارة تونسية لامعة.
وتعتبر المدينة ثاني أكبر تجمع لليهود في تونس بعد جزيرة جربة، ودأبوا على العيش فيها منذ القرن الخامس عشر ولا يزالون إلى اليوم رمزاً فارقاً وخصوصية لحلق الوادي.
كما تسكن حلق الوادي جالية لا بأس بها من الإيطاليين حتى أن المنطقة صارت تلقب بصقلية الصغيرة.
وفي آخر أيام شهر رمضان سارع التونسيون إلى زيارة حلق الوادي والتمتع بجمالها واحتساء الشاي بالنعناع والصنوبر الحلبي في المقاهي المطلة على البحر خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ما جعل عدد منهم ينزلون للشاطئ من أجل السباحة.
كما تزدهر مدينة حلق الوادي بسوقها بساحة النصر،الذي يقبل عليه التونسيون من أجل اقتناء ملابس عيد الفطر بأسعار مناسبة كما تضم ساحة كبيرة بالمدينة ألعاباً مخصصة للأطفال.
وفي إطار تشجيع مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المنتظمة بمدينة حلق الوادي لإحياء ليالي شهر رمضان، تم تنظيم سوق من المنتج إلى المستهلك للحلويات التونسية الذي تنظمه جمعية "نسمة حلق الوادي الثقافية" بالتعاون والشراكة مع بلدية حلق الوادي.
وعرض هذا السوق، منتجات وحلويات تقليدية تونسية من بينها"كعك الورقة والصمصة والبقلاوة" بصناعة منزلية من قبل حرفيات المنطقة وبأسعار في متناول الجميع.
وقال ممثل عن المجتمع المدني بمدينة حلق الوادي، نجيب الحداد، إن حلق الوادي تعد مدينة ورمزاً للتعايش بين التونسيين والأجانب بمختلف الأديان من مسلمين ومسيحيين ويهود، كما تمتاز بخصائص معمارية لا مثيل لها في مدينة تونسية أخرى باستثناء بعض العمارات الإيطالية الطابع في تونس العاصمة وبعض المباني الأوروبية.
وأضاف الحداد لـ"العين الاخبارية" أن مدينة حلق الوادي هي مدينة مفتوحة على الجميع وهي منارة للتنوع والتعدد منذ الأزل وهي ذات جمال وسحر خيالي رغم بساطتها.
وأضاف أن هذه المدينة تكون في شهر رمضان مقصداً لعديد التونسيين والأجانب وتزدهر كثيراً مع ارتفاع درجات الحرارة نظراً لجمال شواطئها ومقاهيها المطلة على البحر.
والمدينة محاطة بحصن كبير بناه الأغالبة في القرن الثالث الهجري على البحر لحماية شواطئ الدولة الأغلبية من هجوم العدو، ومازالت آثاره شاهدة على عظمته.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg جزيرة ام اند امز