مدن ساحلية قد تختفي عام 2050 بسبب الفحم
ارتفاع مستوى البحر، وغرق مدن بأكملها، بحلول ٢٠٥٠، ما لم يتم وقف العمل بالفحم، حسب تقرير أممي.
حذر تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة من دمار العديد من المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم بمقدار 1.3 متر من ارتفاع مستوى سطح البحر هذا القرن، ما لم يتم القضاء عمليا على الكهرباء المولدة بالفحم بحلول عام 2050.
وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية، نقلا عن التقرير الذي أعدته جامعة ملبورن الأسترالية، لصالح الهيئة الدولية أن التقرير يؤكد ما ورد في تقارير سابقة من أن ارتفاع مستوى سطح البحر أمر لا مفر منه، ويتطلب الحل السريع.
ولكن، على جانب أكثر إيجابية، أكد التقرير أن معظم هذه الزيادة يمكن تجنبها إذا كان العالم يفي بالتزامه المتفق عليه في باريس للحفاظ على مستويات الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين.
وكشف تقرير لجامعة ماساتشوستس، العام الماضي، أن القارة القطبية الجنوبية يمكن أن تسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر الهائل في وقت سابق بكثير من المتوقع، مما يشير إلى أن انهيار الصفائح الجليدية سيحدث مبكرا لتقع عملية جديدة تتفكك فيها منحدرات الجليد الضخمة.
ولكن التقرير الجديد بحث فقط تأثير القارة القطبية الجنوبية على ارتفاع مستوى سطح البحر، متجاهلا الأسباب الأخرى، ولم يفحص تفاصيل التدابير التي يتعين على المجتمع اتخاذها لتجنب تلك الآثار.
ووجد الباحثون في ملبورن أنه إذا لم يتم القيام بأي شيء للحد من تلوث الكربون، فإن مستويات البحار العالمية سترتفع بنسبة تقدر بنحو 1.32 متر، وهو أكثر من 50% مما كان يعتقد سابقا.
وأظهر تقريرهم أن التعهدات الحالية للحد من انبعاثات الكربون التي وضعتها الحكومات كجزء من اتفاق باريس بحلول عام ٢٠٣٠ ضعيفة جدا؛ لأنها تتطلب نسبا كبيرة جدا لخفض الانبعاثات بين عام 2030 و2050 لتجنب وقوع تلك المشكلات في القارة القطبية الجنوبية.
وتمكن الباحثون من دراسة الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتجنب ارتفاع مستوى سطح البحر.
وهذه السيناريوهات تشير إلى أن الفحم يمكن أن يشكل 5% فقط من مزيج الطاقة في العالم بحلول عام ٢٠٥٠ إذا كان ارتفاع مستوى سطح البحر سيقتصر على حوالي نصف متر.
وبالمثل، اقترحت تلك السيناريوهات أن يكون سعر الكربون العالمي أكثر من 100 دولار أمريكي للطن، حيث إن مستوى سطح البحر سيرتفع بمقدار ٦٥ سم بحلول عام 2100.