استفتاءات الانفصال.. "لوهانسك" تبدأ رحلة تفكيك أوكرانيا
في أول خطوة رسمية بعد أحاديث ترددت خلال الآونة الأخيرة، تسعى إدارة منطقة لوهانسك، شرق أوكرانيا، إلى إجراء استفتاء للانضمام إلى روسيا، بعد تصريحات مماثلة من الإدارات التي عينتها موسكو في كل من خيرسون وزابوريجيا.
وبحسب "رويترز"، أقر الانفصاليون الذين عيّنتهم روسيا لإدارة منطقة لوهانسك الشعبية في أوكرانيا اليوم الثلاثاء قانونا بشأن إجراء استفتاء للانضمام إلى روسيا، ونشر القانون على موقع الجمهورية الانفصالية على الإنترنت، لكنه لم يأت على ذكر موعد إجراء التصويت.
كانت خيرسون المطلة على البحر الأسود أول مدينة أوكرانية رئيسية تسقط في أيدي القوات الروسية، وقد لعبت دورًا حاسمًا في سيطرة تلك القوات على مناطق جنوب أوكرانيا، فيما تمكنت من السيطرة على كامل منطقة لوهانسك في مطلع يوليو/تموز الماضي بعد معارك ضارية في شرق البلاد.
وفي أغسطس/آب الماضي، أصدرت السلطات الموالية لموسكو في منطقة زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا، قرارا بالاستعداد لإجراء استفتاء للانضمام إلى روسيا.
واليوم الثلاثاء، نقلت وكالة الإعلام الروسية للأنباء عن مسؤول محلي نصبته روسيا قوله إنه قد يجري استفتاء في الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من إقليم زابوريجيا الأوكراني، لضمه إلى روسيا في الأيام المقبلة.
ويأتي هذا الإعلان عن الاستفتاء بعد تصريحات مؤخرا للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال فيها إنه "إذا مضت موسكو في إجراء استفتاءات في المناطق التي تسيطر عليها قوات موالية لها، فلن تكون هناك أي محادثات مع أوكرانيا أو حلفائها الدوليين".
وأضاف: "إذا استمر المحتلون في المضي على طريق الاستفتاءات الزائفة، فإنهم سيغلقون أمام أنفسهم أية فرصة لإجراء محادثات مع أوكرانيا والعالم الحر، وهو ما سيحتاجه الجانب الروسي بوضوح في مرحلة ما".
تغير مسار التاريخ الروسي
من جانبه، قال ديمتري ميدفيديف، الذي شغل منصب الرئيس في روسيا من عام 2008 إلى 2012 ويشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن مثل هذه الاستفتاءات ستغير مسار التاريخ الروسي وتتيح للكرملين المزيد من الخيارات للدفاع عما قال إنه سيصبح أرضا روسية.
وقال ميدفيديف في منشور على تليغرام: "التعدي على الأراضي الروسية جريمة تسمح باستخدام جميع قوات الدفاع عن النفس".
وأضاف أن "هذا هو سبب الخوف من هذه الاستفتاءات في كييف والغرب".
تقسيم أوكرانيا
وبحسب مراقبين، فإن موسكو تعمل على روسنة مناطق الشرق والجنوب عبر تغيير الهوية والديمغرافية السياسية والاجتماعية في تلك المناطق بهدف إنشاء بيئة مؤيدة لروسيا بالكامل، ومن ثم بسط سيطرتها على الساحل الأوكراني، وهو أمر ليس بالصعب في بعض المدن التي تعتبر تاريخيًّا جزءًا من روسيا، على غرار نموذج الاستفتاء الذي تم بموجبه ضم شبه جزيرة القرم لروسيا في عام 2014.
واعتبروا أن تقسيم أوكرانيا وإضعافها هما أحد أهداف العملية العسكرية ولوهانسك لن تكون الأخيرة، والخطوة المقبلة ستكون خيرسون وزابارويجيا افيما تضع روسيا عينها على أوديسا التي تعد العاصمة الساحلية لأوكرانيا، وتسهم بنحو 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، كما تمثل مكانة رمزية لروسيا كونها أحد أهم الموانئ في فترة الإمبراطورية الروسية.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز