ثاني سفينة مساعدات خلال شهر.. الإمارات تكثف دعمها لغزة

تسابق الإمارات الزمن لتقديم الدعم لأهل غزة، لتخفيف معاناة مئات آلاف العائلات المتضررة من الحرب، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
جهود إنسانية تتواصل في إطار عملية "الفارس الشهم 3"، التي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والتي أكملت أكثر من 600 يوم من العطاء الإنساني المستمر لدعم الشعب الفلسطيني، منذ إطلاقها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ضمن أحدث تلك الجهود، وصلت اليوم الأربعاء سفينة مساعدات إنسانية إماراتية تحمل على متنها 2500 طن من المساعدات المتنوعة لدعم سكان غزة تمهيدًا لنقل حمولتها إلى داخل القطاع، فيما تعد ثاني سفينة مساعدات إماراتية يتم إرسالها لدعم أهل غزة خلال أقل من شهر.
وما بين السفينتين، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، دفعة جديدة من الدعم الطبي الطارئ للمرافق الصحية في قطاع غزة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وذلك للحد من الأوضاع الصحية الكارثية التي يمر بها قطاع غزة، وتفاقم أزمة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
16 سفينة مساعدات
ووصلت سفينة مساعدات إنسانية إماراتية، اليوم الأربعاء، تحمل على متنها مواد إغاثية متنوعة لدعم سكان غزة تمهيدًا لنقل حمولتها إلى داخل القطاع، وذلك في إطار عملية "الفارس الشهم 3".
وتحمل السفينة التي رست في ميناء أشدود 2500 طن من المساعدات المتنوعة، تشمل الطرود الغذائية وطرود الطفل، وتضم مواد أساسية مثل الطحين، والتمر، والحليب، والشاي، إلى جانب الطرود التي تحتوي على المواد الغذائية الأساسية، لمساندة السكان والتخفيف من معاناتهم وتعزيز صمودهم في وجه الظروف القاسية، والمجاعة التي تهدد حياتهم.
يأتي وصول هذه السفينة بعد أقل من شهر، من وصول سفينة مساعدات إماراتية لدعم سكان غزة يوم 12 يونيو/ حزيران الماضي.
وبلغت حمولة السفينة 2100 طن من المواد الإغاثية المتنوعة، شملت، كميات كبيرة من الطحين، بالإضافة إلى طرود أخرى ومستلزمات مخصصة للأطفال والنساء، إلى جانب مساعدات لسد احتياجات إنسانية مُلحّة، بهدف تخفيف حدة الأزمة المعيشية التي يعاني منها سكان قطاع غزة.
وقبل السفينتين الأخيرتين، أرسلت الإمارات 14 سفينة مساعدات، منها 7 سفن عبر ميناء العريش و7 سفن أخرى عبر قبرص، لضمان تدفق الإمدادات عبر مختلف المنافذ.
تأتي هذه المساعدات استجابةً للحاجة الملحّة والواقع المأساوي الذي يعيشه أهالي غزة، حيث تتفاقم معاناة مئات آلاف العائلات النازحة والمتضررة من الحرب، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وانعدام مقومات الحياة الأساسية.
دعم تكيات الطعام
على صعيد الدعم الغذائي، تواصل عملية "الفارس الشهم 3" دعمها لتكيات الطعام والمخابز البدائية عبر السوق المحلي، مستهدفةً مخيمات ومراكز الإيواء في جنوب غزة، سعياً إلى توفير الحد الأدنى من الأمن الغذائي للأسر المتضررة والتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الإنسانية القاسية.
دعم طبي
أيضا على صعيد الدعم الإنساني المتواصل لأهل غزة، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر عملية "الفارس الشهم 3"، دفعة جديدة من الدعم الطبي الطارئ للمرافق الصحية في قطاع غزة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، يوم 25 يونيو/حزيران الماضي وذلك للحد من الأوضاع الصحية الكارثية التي يمر بها قطاع غزة، وتفاقم أزمة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وشمل الدعم، الذي جرى تسليمه من خلال المستشفى الميداني الإماراتي جنوب القطاع، كميات كبيرة من الأدوية الأساسية، والمستهلكات الطبية العاجلة، ومواد خاصة بعلاج الأطفال، إلى جانب توفير 150 سريراً طبياً مجهزاً، و6 خيام ميدانية مخصصة لإنشاء وحدات طبية مؤقتة، بهدف التخفيف من الضغط الهائل على المستشفيات التي تعاني أضرارا جسيمة أو توقفا كاملا عن العمل.
يأتي هذا التدخل الإنساني في وقت تواجه فيه المنظومة الصحية في غزة انهياراً شبه كامل، نتيجة استمرار الأزمة، وتضرر البنية التحتية للمؤسسات الطبية، وتوقف الإمدادات الدوائية، ما جعل آلاف المرضى، بمن فيهم الأطفال والجرحى والمصابون بالأمراض المزمنة، عرضة للخطر.
وتعمل عملية "الفارس الشهم 3" على دعم القطاع الصحي في غزة كأحد المحاور الأساسية في تدخلها الإنساني، استناداً إلى التوجيهات الصادرة عن القيادة الإماراتية، التي تؤكد التزام الإمارات بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والتخفيف من معاناته الإنسانية، لا سيما في القطاع الصحي الذي يعد من أكثر القطاعات تأثراً بالأزمة الراهنة.
ويُعد هذا الدعم الطبي الجديد امتداداً لسلسلة من المبادرات الإماراتية المستمرة عبر عملية "الفارس الشهم 3".
ضمن أحدث تلك المبادرات، أجرت عملية "الفارس الشهم 3" يونيو/حزيران الماضي إجلاءً طبياً لطفل من سكان غزة تعرّض لإصابات بالغة تمثّلت بحروق من الدرجة الثانية والثالثة في مناطق متعددة من جسده، وذلك لتلقي العلاج والرعاية الطبية المتقدمة في مستشفيات دولة الإمارات، وذلك في إطار جهودها للتخفيف من معاناة سكان غزة جراء الحرب المتواصلة في القطاع.
ويروي الطفل حاتم عوض، البالغ من العمر ثلاث سنوات، قصة مأساوية تُمثل معاناة آلاف الأطفال في غزة؛ حيث أدت غارة جوية على منطقته إلى إصابته بحروق شديدة من الدرجتين الثانية والثالثة في أنحاء متعددة من جسده، ولم تتوقف فاجعته عند هذا الحد، بل امتدت لتفقده عائلته بأكملها، تاركة إياه وحيدا يصارع آلامه الجسدية والنفسية العميقة.
يأتي هذا فيما تواصل الإمارات تنفيذ مبادرتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من المصابين وعلاج 1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.
وفي إطار تنفيذ المبادرتين، قامت دولة الإمارات 14 مايو/أيار الماضي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بتنفيذ رحلة إجلاء جديدة قادمة من مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبوسالم، ضمت 101 من المرضى برفقة 87 فردا من عائلاتهم.
وبتلك الدفعة يصل العدد الإجمالي إلى 2634 مريضاً ومرافقاً، ما يعكس حرص دولة الإمارات على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين.
مبادرات تجسد حرص الإمارات على دعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، من خلال علاج الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وذلك بعد التدهور الكبير الذي أصاب القطاع الصحي وعدم قدرته على تلبية الحد الأدنى من الرعاية الصحية اللازمة للمصابين، وكذلك من خلال عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية.
وتوفر مستشفيات الإمارات، أعلى مستويات الرعاية الصحية للأطفال المصابين ومرضى السرطان، وذلك تجسيدا لتوجيهات القيادة الإماراتية.
وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.
ملحمة إنسانية
جهود إماراتية تتواصل ضمن ملحمة سياسية وإنسانية يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لدعم غزة والقضية الفلسطينية.
وبلغ إجمالي المساعدات المقدمة خلال 500 يوم من إطلاق عملية "الفارس الشهم3 " أكثر من 65,000 طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، بقيمة تتجاوز 1.2 مليار دولار تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت.
ويتزايد إجمالي المساعدات التي تم إرسالها عن طريق الأرقام مع احتساب المساعدات التي تم إرسالها في المئة يوم الماضية.
وأقامت دولة الإمارات في إطار عملية "الفارس الشهم 3" العديد من المبادرات تضمنت إنشاء مستشفيين ميدانيين الأول داخل قطاع غزة تعامل مع 51,853 حالة، مقدما خدمات علاجية متكاملة، والآخر مستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش تعامل مع 10370 حالة.. كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات كما تم دعم المستشفيات المحلية بـ1200 طن من المعدات والمستلزمات الطبية.
وفي إطار الجهود لتأمين الاحتياجات الأساسية، تم إنشاء 6 محطات تحلية تنتج مليوني غالون مياه يوميا يجري ضخها إلى قطاع غزة، لتوفير مياه الشرب النقية للمتضررين،إضافة إلى 12 صهريج مياه لضمان إمدادات المياه للمرافق الطبية والمخيمات، كما تم تشغيل 21 مخبزًا ميدانيًا لإنتاج الخبز يوميا، إضافة إلى 50 تكية خيرية تعمل على تقديم الوجبات الساخنة يوميا للعائلات المتضررة.
وتتصدر دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعما لسكان قطاع غزة منذ بداية الأزمة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبنسبة تجاوزت 40% من مجمل المساعدات المقدمة.