بعد 8 سنوات من الانقطاع.. عودة الروح لمهرجان بغداد الدولي للمسرح
من جديد تضرب ستائر العروض في خشبات العراق على وقع مهرجان بغداد الدولي الثاني، بمشاركة فرق أجنبية وعربية، بعد انقطاع دام نحو 8 سنوات.
وتستمر فعاليات مهرجان بغداد الدولي لمدة 6 أيام، تتضمن 14 عرضاً مسرحياً وحلقات فنية تعنى في الأدب والفلكلور والموسيقى، فضلاً عن ندوات نقاشية وبحثية.
ووسط حضور رسمي فني كبير، افتتح مهرجان بغداد الثاني على المسرح الوطني، السبت، بأداء مبهر لمدرسة الموسيقى والباليه، أعقبها عمل لفرقة البصرة للفنون الشعبية، ومن ثم عرض أزياء مزج التراث العراقي بالأسلوب الحديث.
ويشارك في المهرجان فرق مسرحية من ألمانيا وبولندا ومصر وتونس وعمان والأردن وسوريا، إلى جانب العراق، في عروض تتوزع على خشبات الرشيد والرافدين والوطني.
الفنانة المسرحية الرائدة، عواطف نعيم، تعد انطلاق مهرجان بغداد الدولي "خطوة مباركة باعتبار أن المسرح دليل العافية لما يمثله انعكاسا للبيئة وتجلياً لمشاهده اليومية المعاشة".
وتوضح نعيم خلال حديثها لـ"العين الإخبارية"، أن "إقامة المهرجان جاء برغبة من أبناء المسرح العراقي، الذين أصروا على أن يكون هنالك كرنفالاً دولياً يليق بالبلاد وفنها ومسيرتها الطويلة الممتدة على طوال عقود".
وتغبط الأفراح والمسرات الأكاديمية والمسرحية عواطف نعيم، بعد أن تزامن انطلاق مهرجان بغداد الدولي بنسخته الثانية مع افتتاح مسرح الرشيد بعد إغلاق دام نحو 18 عاماً.
وبشأن مستوى التفاعل الجماهيري والفني مع المهرجان، أوضحت نعيم أن الإقبال والمشاركة التي تحققت خلال الايام الأولى من الانطلاق كانت بمستوى عال وكبير.
وكان العراق احتضن عام 1985 مهرجان بغداد العربي للمسرح الأول، غير أنه تعطل على الانعقاد مرة أخرى.
وبعد نحو 3 عقود، جاء مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الأولى، قبيل عام من أحداث غزو تنظيم داعش الإرهابي لمدن العراق.
الفنان المسرحي، ميمون الخالدي، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، يرى في انطلاق فعاليات بغداد للمسرح وهو يحتضن أعمالاً وعروضا أجنبية وعربية، شعلة ضوء تذكر الناس بالحياة، باعتبار أن المسرح وصفاً لكل ذلك".
من جانبها تؤكد الفنانة العراقية سهى سالم، لـ"العين الإخبارية"، أن المهرجان "خطوة مهمة لتلاقح الثقافة والفن والأجيال، وأيضا تبادل الأفكار وكل ما هو جديد".
وتستدرك بالقول: "هو عملية انتعاش لأهم الظواهر الجديدة للفن في السينما والمسرح والفنون، فضلاً عن كونه فرصة للاحتفاء بالسير الذاتية والفنية للكثير من المبدعين".
فيما يرى الفنان محمود أبوالعباس، في إقامة مهرجان دولي على أرض بغداد، فرصة لإزاحة الصورة السيئة عن البلاد، وأن العراق مكان لا يصلح للعيش أو الحياة.
وكان العراق أنهى قبل أيام احتضان مهرجان بابل الدولي، بعد انقطاع دام أكثر من 25 عاماً، شارك فيه فنانون عرب بينهم هاني شاكر ونوال الزغبي وشمس الكويتية، فضلاً عن فرق فنية من جنسيات مختلفة.