مؤتمر الترجمة الدولي يستعرض صورة الإمارات في الترجمات التاريخية
شهدت جلسات مؤتمر الترجمة الدولي الثاني الذي يعقده الأرشيف والمكتبة الوطنية في الإمارات مجموعة من الأطروحات والأوراق البحثية والدراسات الأكاديمية.
واستطاعت الأطروحات والأوراق البحثية والدراسات الأكاديمية التي شهدتها جلسات المؤتمر الذي يعقده الأرشيف والمكتبة الوطنية تحت شعار "الترجمة وحفظ ذاكرة الوطن: صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي" في اليوم الرابع أن تستحضر أهمية الترجمة في تاريخ الإمارات؛ إذ سلطت الأضواء على ما كتبه الرحالة السير ويلفرد ثيسيجر عن الإمارات التي زارها والتقى فيها القائد الخالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-.
كما استطاعت أن تستحضر جوانب من صورة الإمارات في عيون الرحالة الأوربيين، وإلى جانب ذلك كله ناقشت أيضاً التحديات والإشكاليات التي تواجهها الترجمة والترجمة الآلية في الوقت الراهن، وأهمية الترجمة في إثراء الثقافات.
3 جلسات علمية متتالية تضمنت 18 بحثاً من أهم وأحدث الدراسات المتعلقة بشتى فروع الترجمة وتشابكاتها مع العلوم والمعارف الأخرى، والتي تسلط الضوء على صورة الإمارات في الثقافات الأخرى وفي النصوص الأجنبية المترجمة عن مختلف اللغات.
وفي اليوم الرابع، استهل المؤتمر أعماله بالجلسة الأولى، وهي بعنوان (الإمارات في عيون الآخرين: قضايا في الترجمة والفكر) وقد ترأستها الدكتورة عائشة بالخير، مستشار البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وفي هذه الجلسة قدم الأستاذ الدكتور يحيى محمد محمود أحمد من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات بحثاً بعنوان "السير ويلفرد ثيسيجر.. وترجمته للتراث البدوي الإماراتي في منتصف القرن العشرين".
واستعرضت الدكتورة سمر منير -من كلية الألسن بجامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية- "الرؤية الألمانية للإمارات: صورة المرأة الإماراتية بين الماضي والحاضر. إطلالة على كتاب "المرأة في الإمارات العربية المتحدة بين التقاليد والحداثة: إمارة دبي نموذجاً".
وقدمت الدكتورة يُمنى عزمي عبد الرحمن، من قسم اللغة الإسبانية بكلية الألسن في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، دراسة بعنوان: "صورة الإمارات في الأدب الإسباني: التنوع الثقافي والصراع العاطفي في "رسائل من دبي" لأسونتا لوبيز" واختتمت الجلسة الأولى ببحث الدكتور حسني مليطات من الجامعة العربية الأمريكية في رام الله – فلسطين المنجز الترجمي الإماراتي: دور مشروع كلمة للترجمة في تنمية الثقافة العربية"
تحديات الترجمة الآلية
أما الجلسة الثانية والتي حملت عنوان: (تحديات الترجمة الآلية والتشابكات الثقافية بين اللغات المختلفة) فقد ترأسها عبداللطيف الصيادي خبير البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وقد بدأت بدراسة مشتركة بعنوان "دور الفضاء الدلالي في حلّ مشكلات الترجمة الآلية: بناء وتوصيف لنموذج تقني تطبيقي جديد" ألقاها كل من: الأستاذ الدكتور لعبيدي بوعبدالله، والدكتور هيثم زينهم مرسي من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وقدم المترجم الدكتور عماد خلف من الشارقة بحثاً بعنوان "الترجمة الآلية بين العربية والفارسية: دراسة تحليلية ومعايير لترجمة أكثر جودة".
وقدمت الدكتورة إلهام محمود محمد بدر، من جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية، أطروحة بعنوان "الترجمة الآلية ودورها في رقمنة اللغة العربية: تحسين جودة الترجمة الآلية من العبرية إلى العربية. الألفاظ الدخيلة من اليديشية للعبرية نموذجاً".
وفي سياق متصل، قدم الدكتور عاطف عباس عبدالحميد أحمد، استشاري تكنولوجيا المعلومات والأرشفة الإلكترونية بالإمارات دراسة مبتكرة بعنوان: "معالجة الأخطاء اللغوية في الترجمة الآلية: دراسة تطبيقية على موقع ترجمة جوجل".
وعلى الصعيد نفسه، قدمت الدكتورة شهيرة زرناجي من جامعة محمد خيضر في بسكرة بالجزائر مقاربة نقدية تحليلية بعنوان: "مخاطر الترجمة الآلية وانزلاقاتها- الترجمة العربية لرواية (السيدة دالاواي) لفرجينيا وولف أنموذجاً" واختتم الدكتور العربي الحضراوي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط بالمغرب فعاليات هذه الجلسة ببحث عنوانه "البعد المعرفي والتكنولوجي لترجمة المصطلح العلمي داخل الدراسات الأدبية".
الترجمة والإبداع
الجلسة الثالثة والأخيرة من فعاليات رابع أيام المؤتمر كانت بعنوان (الترجمة والإبداع في عصر ما بعد العولمة: طموحات كبيرة ونظريات جديدة) ويترأسها الدكتور هزاع النقبي، رئيس قسم الأرشيف الحكومي بالأرشيف والمكتبة الوطنية.
استهلت الجلسة ببحث الدكتور ماهر الشربيني -من قسم اللغة اليابانية بجامعة القاهرة في جمهورية مصر العربية- بعنوان: "إشكاليات ترجمة أسماء الأعلام عن اللغة اليابانية" تلاه بحث الدكتور أحمد عبد المنعم عقيلي، أستاذ الأدب الحديث وعضو اتحاد كتاب الإمارات، بعنوان: "الترجمة وأثرها المهم في الحركة الثقافية وفي تعليم اللغة العربية".
ثم قدمت الدكتور ة ناهد علي عواد الطنانى، من جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية، بحثاً بعنوان: "ترجمة أدب الطفل في العالم العربي بوابة الانفتاح على الثقافات الأخرى في زمن العولمة".
وناقشت دراسة الدكتور العميد عبد السلام عيساوي، من جامعة منوبة في تونس، السؤال الكبير: "لم تتعثّر ترجمة المصطلحات؟" .
ثم قدم الدكتور محمَّد حلمي عبدالوهَّاب من المعهد الألماني للأبحاث بالقاهرة في جمهورية مصر العربية أطروحة بعنوان: "التَّرجمة والإبداع والعولمة: تحديات صناعة التّرجمة في القرن الحادي والعشرين".
واختتم البروفيسور طارق شما من جامعة بنجهامتون في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية فعاليات هذه الجلسة بدراسة تحت عنوان " التأصيل شرطاً للإبداع: نظرية الترجمة عند طه عبدالرحمن".
ويعقد المؤتمر في الفترة من 9 إلى 13 مايو 2022، بحضور أكثر من 70 باحثاً من 25 دولة من جميع أرجاء العالم، من أجل تعزيز الدور الحضاري الذي يضطلع به الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ ذاكرة الوطن، وحرصاً على تدعيم الروابط الوثيقة بين المجتمع الإماراتي والأرشيف والمكتبة الوطنية ك منارة للبحث الأكاديمي المتطور ورافد محوري من روافد المعرفة في مجال الترجمة والنشر، وفي إطار الجهود الحثيثة الرامية لترجمة ونشر البحوث والأطروحات والكتب التي تناولت تاريخ الإمارات وتراثها بجميع اللغات العالمية الكبرى على مدار العصور، وسعياً لترجمة الإنجازات والإرث الحضاري للإمارات في الماضي والحاضر من أجل مد جسور التواصل مع الثقافات و الحضارات الأخرى في شتى أرجاء العالم.