حقيقة ثاني شحنة نفط إيرانية لأمريكا منذ عام 1991.. هل وصلت؟
ليست سوى تصريحات وتقارير متفرقة المصدر، فلا أمريكا أكدت رسميا استيرادها للنفط الإيراني ولا طهران لديها معلومات عن الصفقة.
فهل وصلت شحنة النفط الإيرانية الثانية لأمريكا منذ عام 1991؟.. سؤال لا أحد يعرف إجابته من الطرفين "المصدر أو المستورد" في طهران أو واشنطن.
السجلات الأمريكية
والمتداول عالميا أن بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت أنه تم تسجيل وصول شحنة حجمها 1.033 مليون برميل من النفط الخام الإيراني للشواطئ الأمريكية في مارس/آذار فيما تعد ثاني شحنة من النفط الإيراني إلى الولايات المتحدة منذ عام 1991.
- بالأرقام.. الهبوط حليف صادرات نفط إيران رغم ادعاءات زيادة الإنتاج
- 20 دقيقة تكشف وهن النظام في إيران.. أزمة محافظ البنك المركزي
وتم تسجيل الشحنة في بيانات إدارة معلومات الطاقة، الصادرة في أواخر الأسبوع الماضي، والتي تغطي الشهر الذي أعقب مصادرة السلطات الأمريكية ناقلة النفط أكيلياس التي كانت ترفع علم ليبيريا، والتي كانت تنقل نفطا خاما إيرانيا.
ولم تكشف إدارة معلومات الطاقة عن تفاصيل أخرى عن الشحنة الإيرانية ولم يتسن الاتصال بعد بالإدارة للتعليق على ذلك.
وأظهرت بيانات الشحن لريفينيتيف أيكون أن ناقلة النفط أكيلياس أفرغت شحنتها في ميناء جالفيستون الأمريكي على الخليج في مارس/ آذار.
وتوافقت المصادرة مع العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها واشنطن على طهران بسبب برنامجها النووي وتصنيف الولايات المتحدة لعدد من الجماعات الإيرانية كمنظمات إرهابية في استمرار للضغينة المستمرة منذ عشرات السنين بين البلدين، وترفض إيران الاتهامات الأمريكية بارتكاب مخالفات.
خارجية إيران تذكر كلينتون
من جهتها أوضحت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، أن إيران لم تصدر النفط إلى أمريكا منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
وجاءت تصريحات الخارجية الإيرانية، ردا على تقارير حول استيراد واشنطن شحنة من النفط الخام الإيراني مؤخرا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: "ليس لدينا في وزارة الخارجية معلومات عن بيع النفط الإيراني لأمريكا".
وذكر أن "طهران لم تصدر النفط لأمريكا منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون".
ولفت إلى أن "الحديث عن استيراد النفط الإيراني من قبل أمريكا ربما يعني موضوعا آخر، وليس لدينا في الخارجية تفاصيل بشأنه في الوقت الحالي ولا يمكن تقديم تعليق محدد عن الأمر".
لا معلومات في وزارة النفط
من جهتها أحجمت السلطات الإيرانية عن تأكيد صحة أنباء وتقارير حول استيراد الولايات المتحدة الأمريكية كمية نفط من إيران في مارس/ آذار الماضي تقدر بمليون برميل عبر دولة ثالثة.
وقال الناطق باسم وزارة النفط الإيرانية، كسروي نوري، في تصريحات السبت: "لا نؤكد التقارير عن استيراد أمريكا في مارس الماضي نفطا من إيران بمقدار مليون برميل، وليس لدينا معلومات دقيقة عن مثل هذه الادعاءات"، مؤكدا أن بلاده لم تقم بمثل هذا التصدير بشكل رسمي.
أضاف: "الادعاءات بأن الولايات المتحدة استوردت نفط من إيران لا تتوافق مع المنطق والعقل وليس من المنطق أن تستورد أمريكا النفط من دولة تفرض عليها العقوبات".
وتابع الناطق باسم وزارة النفط الإيرانية قائلا "ليس لدينا معلومات عما إذا كانت أمريكا قد استوردت النفط الإيراني عبر دولة ثالثة"، متسائلا "كيف تستورد أمريكا النفط من إيران؟ هل خرقت الولايات المتحدة عقوباتها التي فرضتها بنفسها وتستورد النفط من بلد تفرض عليه عقوبات!".
وتابع "إيران لا تعرف مصادر هذه الأخبار، ونحن في وزارة النفط ليس لدينا أي تقارير عن عمليات تصدير النفط هذه، وعلى من نشر مثل هذه الأخبار أن يقول كيف استوردت أمريكا النفط من إيران".
وأضاف كسروي نوري "من نشر هذه الأخبار عليه تقديم وثائق تثبت ذلك"، قائلا: "إيران لا تستطيع تأكيد مثل هذه التقارير لأنه ليس لديها تقارير رسمية عن عمليات بيع وتصدير كهذه".
الحقيقة الوحيدة
الحقيقة الوحيدة في القصة هي أن الهبوط حليفا لصادرات إيران النفطية، في وقت تبحث فيه البلاد عن تسويق نفطها الراكد منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وخلصت 3 تقييمات إلى أن صادرات النفط الإيرانية، الباحثة عن اتجاه صعودي تزامنا مع محادثات لإعادة إحياء اتفاق 2015 النووي، آخذة في الانخفاض.
وبسبب محدودية عدد الدول التي تستورد النفط من إيران امتثالا للعقوبات الأمريكية المفروضة على نفط طهران منذ نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، فإن تراجع الطلب جاء من جانب الصين المستورد شبه الوحيد لنفط إيران.
وقال مصدر تجاري في 14 مايو/ أيار إن بترو لوجستكس، التي تتتبع تدفقات النفط، أبلغت عملاءها بأن صادرات الخام الإيرانية انخفضت لبعض الوقت إلى الصفر في مايو، من حوالي 703 آلاف برميل يوميا في أبريل/ نيسان.
وقالت بترو لوجستكس التي مقرها جنيف لرويترز منتصف مايو الحالي، إن الرقم يجري تحديثه مع ظهور مزيد من المعلومات.
وما تزال أرقام إنتاج إيران النفطي عند متوسط مليوني برميل يوميا أو أكثر قليلا، بفعل العقوبات المفروضة، الأمر الذي أدخل البلاد في أزمة مالية ونقدية واقتصادية، وارتفعت خلالها حدة الفقر والبطالة، وانهيار في أسعار الصرف.
وأخفت الحكومة الإيرانية للشهر 30 على التوالي، أرقام وبيانات صادرات النفط الخاصة بها عن المؤسسات الدولية، في الوقت الذي تواصل فيه هذه الصناعة الانهيار بفعل العقوبات.
من قلب طهران
وأظهرت معطيات تقرير رسمي صادر عن المبادرة المشتركة للبيانات النفطية (جودي) أن طهران أخفت بيانات صادراتها من الخام، خلال مارس/آذار الماضي، بالتزامن مع تراجع حاد في أرقام إنتاج النفط الخام.
وجاء في أرقام (جودي)، أن طهران لم تقدم بيانات صادراتها النفطية للمنظمة منذ أغسطس/آب 2018 حتى مارس الماضي.
وعرقلت العقوبات الأمريكية صادرات طهران من النفط الخام، بعد تخارج العديد من الشركات العاملة في صناعة النفط والمشتقات البتروكيماوية، وشركات نقل الخام؛ أبرزها شركة ميرسك تانكرز الدنماركية المتخصصة في نقل شحنات الخام وتوتال الفرنسية.
وفي يوليو/تموز 2018، كانت آخر مرة تعلن فيها إيران حجم صادراتها النفطية للمبادرة المشتركة للبيانات النفطية (جودي)، إذ صدرت في ذلك الشهر 2.168 مليون برميل يوميا من النفط الخام.
ومطلع مايو الحالي قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إن إنتاج إيران النفطي سجل 2.3 مليون برميل يوميا خلال أبريل/نيسان الماضي، إذ تعود زيادة الإنتاج لزيادة الطلب المحلي.
وفي سبتمبر/أيلول 2020، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إجمالي الخسائر الناجمة عن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة منذ عام 2018 بلغ 150 مليار دولار.
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA==
جزيرة ام اند امز