تقرير.. الرجل الثاني في الدوري الإسباني.. الصداقة تحكم
"العين الرياضية" تسلط الضوء على دور الرجل الثاني في الأجهزة الفنية لثلاثي المقدمة بالدوري الإسباني ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد.
عاد الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد الإسباني، لقيادة تدريبات الفريق الملكي بمعكسره الإعدادي في العاصمة الكندية مونتريال، وذلك بعد فترة انقطاع بسبب وفاة شقيقه فريد زيدان.
وخلال فترة انقطاع زيدان، تولى الفرنسي ديفيد بيتوني، مساعد زيزو، مهمة تدريبات "الميرنجي" حتى عودته.
وتسلط "العين الرياضية" خلال هذا التقرير، الضوء على الرجل الثاني، أو المدرب المساعد بالأجهزة الفنية لأندية ثلاثي المقدمة بالدوري الإسباني، ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد.
الصداقة تحكم
تعود علاقة زيدان ومساعده بيتوني، الذي يكبره بـ7 أشهر فقط، إلى فترة وجودهما في ناشئي فريق كان الفرنسي، النادي الذي بدأ به الثنائي أيضاً مسيرتهما الاحترافية.
زيدان لعب لكان في الفترة بين عامي 1989 حتى 1992 ليزامل بيتوني بين عامي 1991 و1992، وتقاسم معه شقة وحيدة، حيث نشبت من وقتها الصداقة القوية بين الثنائي.
ورغم افتراق الثنائي كلاعبين بعد عام 1992، لم ينس زيدان صديقه القديم؛ ليقرر الاستعانة به كمساعد مع بداية توليه فريق الرديف "الكاستيا" لريال مدريد بين عامي 2014 و2016.
ورافق بيتوني زيدان في تجربته الأولى مع الفريق الأول لريال مدريد كمساعد أيضاً بين عامي 2016 و2018، قبل أن يعودا معاً في ولاية ثانية مع "الميرينجي" في عام 2019.
وتقول صحيفة "ماركا" المدريدية في تقرير سابق لها إن زيدان دائماً ما استعان بصديقه بيتوني في الجوانب الفنية والتكتيكية.
وتضيف أن بيتوني كان له دور كبير في توصل زيزو إلى الطريقة والأسلوب الأمثل للعب ريال مدريد في الولاية الأولى، التي نجح خلالها الفريق في التتويج بـ3 ألقاب لدوري أبطال أوروبا.
كذلك يثق زيدان ببيتوني ثقة كبيرة، إذ أوكل له مهمة تدريب الفريق الرديف لريال مدريد، حين تمت معاقبة الأول بسبب عدم حصوله على رخصة تدريبية من المستوى الثالث في ذلك التوقيت.
فالفيردي وأسبيازو
لا يذهب إرنستو فالفيردي، مدرب برشلونة لأي نادٍ إلا ويشترط اصطحاب مساعده جون أسبيازو، والمعد البدني خوسيه أنطونيو بوزانكو.
ويضع فالفيردي في الثنائي ثقة عمياء؛ بسبب عملهما معه على مدار السنوات الماضية، إذ يعتبر أسبيازو يده اليمنى ولا يتخلى عنه في أي تجربة.
أسبيازو (56 عاماً) والذي يكبر إرنستو فالفيردي مدرب البارسا بعام وحيد، تربطه علاقة صداقة قوية بفالفيردي، منذ أن تزامل الثنائي كلاعبين بفريق سيستاو الإسباني في موسم 1985-1986.
ومنذ عملهما معاً كمدرب ومساعد في أتلتيك بلباو بموسم 2002-2003، لم يفترق الثنائي فالفيردي وأسبيازو على مدار 17 عاماً متواصلاً، في رحلة طويلة شملت أندية إسبانيول، وأولمبياكوس اليوناني، وفياريال، وفالنسيا، وبرشلونة.
علاقة تكامل
يجلس أسبيازو مساعد فالفيرد دائماً في المقصورة أو مدرجات الملاعب لمتابعة المباريات وتدوين ملاحظاته، وربما يكون ذلك السبب لعدم ظهوره كثيراً إلى جوار فالفيردي على دكة بدلاء البارسا.
وفي فترة الاستراحة بين الشوطين، يلتقي أسبيازو مع فالفيردي ويتحدث معه، مانحاً إياه الملاحظات اللازمة والتغييرات التي يرى أن بإمكانها تغيير سير المباراة لصالح البارسا، ووفقاً لصحيفة "سبورت" الكتالونية، فإن أسبيازو كانت له بالفعل أيادٍ على قلب نتائج بعض الباريات الكبيرة لصالح برشلونة.
ورغم أن مسيرة أسبيزاو كلاعب كانت متواضعة مقارنة بالفيردي، إذ لعب لعدة أندية أبرزها أتلتيك بلباو (1979-1984) وديبورتيفو لاكورونيا (1978-1992) ، فإنه كان يحظة بإشادة مستمرة من مدربيه، إذ قال عنه المدرب الإسباني المخضرم أرسينيو إجليسياس إنه كان لاعباً مبدعاً ولديه رؤية عميقة للمباريات.
ويقول أنخل بيريرا، رئيس قسم لرياضة بصحيفة "إل كوريرو" الإسبانية عن أسبيازو: "لديه قدرة هائلة على قراءة المباريات، عندما تتحدث معه عن أحد اللقاءات تشعر أنك جاهل لأنه يرى ويلاحظ أشياء تمر دون أن يلاحظها أحد".
وإلى جانب قدرته على قراءة المباريات، تقول صحيفة سبورت إنه بات مكملاً مثالياً لفالفيردي على مستوى علاقة الأخير باللاعبين، إذ يعرف جيداً كيف يتعامل مع غرفة الملابس لما يتميز به من سمات شخصية مميزة وقدرة على التواصل.
ثنائي تاريخي للروخيبلانكوس
لعب خوان فيزكينو مساعد دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد لأكثر من ناد إسباني لكن فترته مع "الروخيبلانكوس" التي امتدت لـ8 أعوام بين عامي 1990 و1998 كانت الأبرز، إذ لعب خلالها 255 مباراة سجل فيها 22 هدفاً، وأهلته لتمثيل منتخب إسبانيا في 15 مباراة دولية
حين انضم سيميوني لأتلتيكو مدريد في عام 1994 كوّن ثنائياً ناجحاً في وسط ملعب "الروخيبلانكوس" مع فيزكينو، واستمرت الشراكة بينهما لمدة 3 أعوام وبالتحديد حتى رحيل سميوني لإنتر ميلان الإيطالي في عام 1997.
فيزكينو وسيميوني لعبا دوراً كبيراً في موسم 1995-1996 حين قادا أتلتيكو للتتويج بالثنائية المحلية (الدوري والكأس)، وكانت المرة الأخيرة التي يفوز فيها الفريق بلقب الليجا قبل أن يعود الثنائي، ليقوده فنياً لتحقيق اللقب في موسم 2013-2014.
عين سيميوني
فيزكينو يعد العين الأولى لسميوني في أتلتيكو مدريد، وصاحب الرأي الاستشاري الأول له، وهو ما وضح في المباريات التي كان يتعرض فيها سيموين للإيقاف، إذ كان يصطحب فيزكينو بجواره في المدرجات أثناء قيادته المباريات بدلاً من جلوسه على دكة البدلاء.
كما يعتمد سيميوني على مساعده في التدريبات، ودائماً ما يمنحه فرصة لقيادة بعض الوحدات التدريبية، وفقاً لما أكده بعض المدربين الذين عاشوا فترات معايشة داخل النادي المدريدي.