«ابتكار مفتاح سري» يضاعف قوة أدوية السرطان ويمنع إصابة الخلايا السليمة
ابتكر باحثون تقنية تعتمد على "مفتاح حساس للكالسيوم" يجعل الأجسام المضادة المحملة بالأدوية أكثر قدرة على اختراق الخلايا السرطانية.
و نشرت نتائج هذه الخطوة التي قد تغير مستقبل العلاجات الموجهة للسرطان في دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس".

وتعتمد العديد من العلاجات المناعية الحديثة على استراتيجية "حصان طروادة"؛ حيث ترتبط الأجسام المضادة بمستقبلات على سطح الخلايا السرطانية لتتسلل إلى داخلها وتُطلق مادة شديدة السمية داخل حجرة تُسمى الليسوسوم ، المكان الذي يُعد "منطقة القتل" داخل الخلية.
لكن في كثير من الأحيان، تلتصق تلك الأجسام المضادة بقوة بالسطح الخارجي للخلايا ولا تتمكن من التوغل إلى الداخل، مما يقلل فعاليتها العلاجية.
التقنية الجديدة التي أعدها الفريق البحثي بقيادة البروفيسورة صوفيا هوبر من المعهد الملكي للتكنولوجيا في السويد ، بالتعاون مع جامعتي ستانفورد الأمريكية وأوميو السويدية، تتجاوز هذه العقبة من خلال تصميم بروتين دوائي يستشعر مستويات الكالسيوم في اتجاهين:
أولا: خارج الخلايا: حيث ترتفع نسبة الكالسيوم، يرتبط البروتين بقوة بمستقبلات الخلايا السرطانية.
ثانيا: داخل الخلايا: تنخفض نسبة الكالسيوم تدريجيا، فيحدث "فك ارتباط تلقائي" يسمح للمستقبل بالعودة لسطح الخلية، بينما يتابع البروتين رحلته محملا بالدواء نحو الليسوسوم ليُفعل آلية القتل.
وتقول هوبر: "مفتاح الكالسيوم جزء من تصميم الدواء نفسه، إنه يشعر بمستوى الكالسيوم ويغيّر قوة ارتباطه تلقائيًا".

نتائج واعدة على الخلايا السرطانية
أجريت التجارب على خلايا سرطانية بشرية باستخدام سمّ دوائي قوي يُسمى " DM1"، ووفقًا للباحثتين مالين يونشون ومارِت مولر من المعهد الملكي للتكنولوجيا في السويد ، فقد أظهرت النتائج قوة علاجية لافتة، حيث احتاج العلماء إلى تركيز شديد الانخفاض من الدواء لقتل نصف عدد الخلايا التي تُكثر من إنتاج مستقبلات " EGFR "
ولم يُظهر العلاج أي تأثير على الخلايا السليمة أو التي تمتلك مستويات منخفضة من تلك المستقبلات.
وقالت يونشون: "الدواء الانتقائي لا يقتل إلا الخلايا السرطانية عالية التعبير لمستقبلات "EGFR"، ويترك الخلايا السليمة دون مساس، وهذا ما يجعل نافذته العلاجية قوية ويقلل مخاطر الآثار الجانبية".
خطوة نحو علاجات أكثر أمانا
ويأمل الفريق أن تمهد هذه النتائج الطريق لتطوير جيل جديد من مضادات السرطان، يمنح المرضى علاجا فعالا دون الحاجة لجرعات عالية أو تعرض نسيج الجسم السليم للضرر.