وثيقة سرية: اليمين المتطرف بألمانيا يتدرب على سيناريو الحرب الأهلية
الوثيقة أكدت حدوث تغييرات في هياكل وأساليب تنظيمات اليمين المتطرف في الآونة الأخيرة في إطار محاولة هذه التنظيمات إعادة تنظيم نفسها.
كشفت وثيقة سرية لهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ألمانيا أن تنظيمات اليمين المتطرف تعيد تنظيم نفسها وتتدرب على سيناريو الحرب الأهلية.
ونقلت صحيفة "دي فيلت" الألمانية الخاصة، الأحد، عن الوثيقة التي اطلعت عليها بشكل حصري أن "خطر تنظيمات اليمين المتطرف يزداد بشكل كبير في البلاد".
وأضافت الوثيقة: "حدثت تغييرات في هياكل وأساليب تنظيمات اليمين المتطرف في الآونة الأخيرة في إطار محاولة هذه التنظيمات إعادة تنظيم نفسها"، مؤكدة أن بعض الأفراد والتنظيمات الذين كانوا في السابق على الهامش، برزوا كلاعبين رئيسيين في الآونة الأخيرة.
وجردت السلطات الألمانية 332 ناشطا في حركة مواطني الرايخ اليمينية المتطرفة بولاية بادن فورتمبرغ، جنوب غربي البلاد، من أسلحتهم المرخصة، في إطار حملة لنزع سلاحهم.
وتأتي الخطوة الألمانية في إطار الجهود الدولية للحيلولة دون سقوط ضحايا جدد على أيد اليمين المتطرف في أعقاب هجوم إرهابي على مسجدين في مدينة كرايستشيرش أودى بحياة 50 شخصا.
ويبلغ عدد نشطاء مواطني الرايخ في ولاية بادن فورتمبرغ 3500 شخص، فيما تخضع الحركة لرقابة هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" لأنها تهدد النظام السياسي في البلاد، بحسب شتوربل.
والتحق العديد من النشطاء بالتنظيمات اليمينية المتطرفة في الأشهر الأخيرة، فيما ينشط البعض الآخر فيها منذ سنوات، حيث إن معظم نشطاء هذه التنظيمات رجال في الثلاثين من العمر وعدد كبير منهم غير معروف للسلطات، بحسب ما ذكرته الوثيقة.
وقالت الصحيفة: "عملية مراقبة هؤلاء الأفراد غير المعروفين، صعبة للغاية.. هناك دلائل على أن اليمين المتطرف يتدرب على سيناريو الحرب الأهلية".
ولفتت إلى أن "البيئة غير المتجانسة لليمين المتطرف في ألمانيا تضم نشطاء يمينين متطرفين، وأشخاصا يسعون لإنهاء كل أشكال الحضارة وتقويض النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك جنودا بالجيش وضباط شرطة".
الوثيقة أوضحت أيضاً أن مثل هذه الشبكات الفضفاضة والمتداخلة تعكس الوضع الراهن لليمين المتطرف في ألمانيا، لافتة إلى أن التواصل وتبادل الأفكار بين المجموعات الأصغر والتنظيمات الكبيرة والأفراد يجري في الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الاتصال.
وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه، الأحد، أن حزب البديل لأجل ألمانيا "يميني متطرف"، يتصدر نوايا التصويت في ولايات ألمانيا الشرقية، متفوقا على الاتحاد المسيحي "يمين وسط" الذي تنحدر منه المستشارة أنجيلا ميركل.
يأتي نشر هذا الاستطلاع قبل أشهر من الانتخابات المحلية المهمة في ولايات تورينغن وبراندنبورغ وساكسونيا، شرقي ألمانيا، المقررة الخريف المقبل.
ويعكس الإنترنت مخاطر كبيرة فيما يتعلق بالتطرف والتجنيد ونشر نظريات المؤامرة والبروباجندا، بحسب الوثيقة، التي أضافت: "أما بالنسبة لوكالات الاستخبارات، فإنه لابد من مراقبة اتصالات اليمين المتطرف التي تجري عبر الإنترنت".
وتقدر السلطات عدد الألمان المنخرطين في اليمين المتطرف بـ١٨ ألف شخص، يملك عدد كبير منهم أسلحة مرخصة، وتعد حركات الهوية، ومواطني الرايخ، والنازيين الجدد، أبرز تنظيمات اليمين المتطرف في ألمانيا، التي لا تعترف بالنظام القائم، وتعترف فقط بالنظام النازي الذي سقط بنهاية الحرب العالمية الثانية في ١٩٤٥.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز