"هي لنا دار".. سر شعار اليوم الوطني السعودي الـ91
تحت شعار "هي لنا دار " تحتفل السعودية بيومها الوطني الـ91، الذي يوافق 23 سبتمبر/أيلول من كل عام.
وينقسم الشعار إلى جزأين، الأول لفظي ويحمل عبارة "هي لنا دار"، والآخر فني، وقد صمم على شكل خريطة المملكة العربية السعودية، ووضع عليها الشعار اللفظي "هي لنا دار" بخط الثلث، ليمتزجا معا وسط مجموعة من الألوان هي الأخضر والأزرق والأحمر والأصفر والبرتقالي.
لكن ما سر اختيار ذلك الشعار؟ ولماذا كتب بخط الثلث؟ وما هي دلالة الألوان المستخدمة به؟
يحمل الشعار العديد من الدلالات والمعاني والأبعاد، تربط تلك المناسبة التاريخية بإنجازات الحاضر وطموحات المستقبل في إطار رؤية المملكة 2030.
ويوافق اليوم الوطني، ذكرى اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية، للمرة الأولى في التاريخ، وتوحيد رؤيتها تحت راية الإسلام وشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" يوم الخميس 23 سبتمبر/أيلول 1932، الموافق 21 جمادى الأولى 1351هـ.
ويستذكر السعوديون هذا اليوم وهم يعيشون واقعًا جديداً حافلاً بالمشروعات التنموية الضخمة التي تقف شاهدًا على تقدم ورقي المملكة أسوة بمصاف الدول المتقدمة.
ثقافة "الأنسنة"
واستلهمت هوية اليوم الوطني الـ91 من ثقافة "الأنسنة" التي تنعكس بوضوح على المشاريع الضخمة، التي راهنت عليها المملكة في رؤيتها الطموحة 2030، التي تحظى بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ويقودها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، وفي مقدمتها مشاريع البحر الأحمر ونيوم وذا لاين، ومبادرة السعودية الخضراء، ومترو الرياض، والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة، ومشروع القدية، والقمر الصناعي شاهين سات، وبرنامج تطوير الدرعية التاريخية.
تلك المشاريع التي تستهدف المواطن السعودي باعتباره أعظم ما تملكه المملكة، تم استلهامها في هوية اليوم الوطني هذا العام.
وصممت العناصر الأساسية للهوية من هذه المشاريع، التي تعدّ مصدر إلهام لكل فنان معاصر، واكتملت هذه المجموعة بإضافة عنصر الإنسان، الذي له دور فعال في تحقيق الرؤية وتحديد الملامح لمستقبل واعد لا حدود لإمكانياته.
بلاغة لغوية
أما الشعار اللفظي فاستلهم من وصف القصائد والأغاني الشعبية للوطن بالدار، حيث وصف الشعراء الوطن بالدار في عدة قصائد أشهرها أغنية "فوق هام السحاب"، والتي جاء فيها "حنا هلك (نحن أهلك) يا دارنا برد وهجير حنا هلك يا دارنا وخيرك كتير"، وكذلك في قصائد العرضة "يا دار لنــا.. حقــك علينــا.. والســلايل فــي يدينــا.. يــا دار لا هنــت ولا هــان راعيــك.. حــب وكرامــة دارنــا اليــوم نحميك".
وجاء استلهام شعار "هي لنا دار" من ثقافة وتراث المملكة، مع ما يحمله من بلاغة لغوية، ليعبر عن مشـاعر الاعتـزاز والانتمـاء.
هــذه البلاغــة اللغويــة في اختيار الشعار تجعــل كلمــة الــدار لهــا معنــى معنــوي يتم استشعاره كل مــرة مــع مــا تقدمــه المملكــة العربيــــة السعوديــــة لتكــون لنــا دار، خاصة بعد دخول العالم المنحدر الصعب مع جائحة كورونا "كوفيد-19"، حيث أثبتت قدرتها وقوتها على اكمال المشاريع القائمة، وإطلاق الأخرى الضخمة، دافعة بأبنائها نحو الفرص والإمكانات من استمرار النمو والحفاظ على جودة الحياة الكريمة.
الألوان تتكلم
كما استلهم الشعار الفني من خريطة المملكة، كونها تمثل الحاضن الأكبر للجميع من خلال تسخير الإمكانيات التي تساهم في تحقيق النمو والازدهار.
أيضا فإن استخدام الخريطة في الشعار يعيد التذكير في الوقت نفسه بذكرى توحيد المملكة.
وتم كتابة عبارة "هي لنا دار" بخط الثلث العربي المكتوب به عبارة التوحيد على العلم السعودي.
وجاءت الألوان التي تكون الهوية من مجموعة منتقاة يعكس كل منها معنى مرتبط بالمملكة، فاللون الأخضر يعبر عن الطموح والأمان والنمو، والأزرق الولاء والحكمة، والبرتقالي النجاح، والأحمر العزيمة، والأصفر التفاؤل.
رسائل معبرة
وبالتالي يتكامل الشعار اللفظي والفني مع الألوان المستخدمة في توجيه رسائل تعبر عن الاعتزاز والفخر بتلك المناسبة الوطنية والانتماء والولاء للوطن والقيادة التي حافظت على منجزات الماضي وتخطو بثبات في إطار رؤية 2030 لتحقيق مشروعات تنموية طموحة تستهدف تحقيق الخير والنماء والازدهار للوطن والمواطن.
رسائل تجعل من يقيمون على أرض المملكة من مواطنين ومقيمين يشعرون بالانتماء إلى الدار التي فتحت أبوابها وجعلت لهم كيانا من خلاله يتعلمون ويعلمون ويحققون ويساهمون جميعا في حماية وبناء وازدهار المملكة.
وتأتي الاحتفالات باليوم الوطني هذا العام والمملكة تعيش واقعاً جديداً حافلاً بالمشروعات التنموية الضخمة في مختلف المجالات التي تقف شاهداً على تقدمها ورقيها أسوة بالدول المتقدمة.
وتضمنت برامج رؤية 2030 إطلاق مشروعات كبرى لتسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيرها.