شعاب مرجانية تصمد حتى 2100 أمام تغير المناخ.. ما السر؟ (حوار)
تدعم الشعاب المرجانية سبل عيش نحو مليار شخص في جميع أنحاء العالم، من توفير الغذاء إلى جذب السياحة وحماية السواحل من العواصف.
هذه النظم البيئية مهددة بشكل متزايد بمرض "الابيضاض" بسبب موجات الحرارة البحرية الأكثر تواتراً وشدة.
ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة البحر لفترات طويلة إلى درجة مئوية واحدة فقط فوق متوسط الصيف، إلى ابيضاض الشعاب المرجانية وموت جماعي لها.
ومع ذلك تبدو الشعاب المرجانية شمال البحر الأحمر في السعودية محصنة تماماً ضد هذه العتبة الحرارية، وفقاً لما كشفه باحثون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في دراسة نشرتها مؤخراً دورية "فورنتيرز إن مارين ساينس".
ما السر في ذلك، وكيف يمكن الاستفادة من هذا الاكتشاف؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها مايكل فوكس، عالم البيئة البحرية في "كاوست"، والباحث المشارك بالدراسة.
كيف جاءت فكرة الدراسة؟
جاءت فكرة الدراسة من اعتقاد سائد بأن الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر قد اكتسبت درجة حرارة عالية منذ حوالي 7 آلاف عام بعد مرورها عبر حاجز حراري 32 درجة مئوية، وبفضل "ذاكرتها التطورية"، يمكن أن تتحمل الإجهاد الحراري حتى 32 درجة مئوية، ولكن كان من الصعب تأكيد ذلك بدون بيانات متسقة.
وما الصعوبة في ذلك؟
الافتقار إلى ملاحظات التبييض في جميع أنحاء البحر الأحمر حد من فهم أوسع لكيفية استجابة الشعاب المرجانية في المنطقة لتغير المناخ، ولكن باستخدام منصة علم المواطن "ريف شيك" ، جمعنا بيانات تبيض المرجان على مدار العشرين عاما الماضية على طول الساحل المصري، وقارنا ذلك بدرجات حرارة سطح البحر المستشعرة عن بعد من الأربعين سنة الماضية، مما أكد أن التبييض في البحر الأحمر يحدث عادة عند 32 درجة مئوية.
معنى ذلك أن الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر تعيش في بيئة لم تصل فيها درجة الحرارة لهذه العتبة؟
بالفعل، تعيش الشعاب المرجانية شمال البحر الأحمر في درجات حرارة تتراوح بين 25 و28 درجة مئوية ولم تتعرض لتبييض جماعي، في حين أن الشعاب المرجانية في وسط وجنوب البحر الأحمر، حيث تبلغ الحرارة بالفعل 30-32 درجة مئوية، تعاني من التبييض.
وإلى أي مدى سيستمر هذا الحال شمال البحر الأحمر؟
استخدمنا نماذج المناخ العالمي للتنبؤ بدرجات حرارة البحر الأحمر المستقبلية في ظل سيناريوهات مختلفة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفي أكثر السيناريوهات تطرفًا، سترتفع درجة حرارة المنطقة الشمالية بمقدار 2.5 درجة مئوية بحلول عام 2100، ولكن حتى لو ارتفعت درجة الحرارة ووصلت إلى 32 درجة، فسوف تتحمل هذه العتبة الحرارية.
لماذا؟
لأننا أظهرنا بالفعل أن الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر لديها حاجز من 4 إلى 7 درجات مئوية ضد تغير المناخ، لذلك قد تكون آخر الصامدين بحلول نهاية القرن.
وماذا يفيد هذا الاكتشاف؟
نأمل في الكشف عن الأسرار الجينية والفسيولوجية المفيدة التي استمرت لمدة 7000 عام، واعطت هذه الشعاب المرجانية القدرة على الاحتفاظ بالسمات التطورية التي تمكّنها من تحمل الإجهاد الحراري.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA==
جزيرة ام اند امز