انطلاق أعمال "دورة استثنائية" لمؤتمر ميونخ للأمن
انطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، مساء اليوم الجمعة، في دورة استثنائية تدور مناقشاتها عبر الإنترنت دون جلسات سرية أو مظاهرات.
ومنذ قليل، افتتح رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية والخليفة المحتمل للمستشارة أنجيلا ميركل، ماركوس زودر وقائع المؤتمر.
ويشارك في الدورة الاستثائية للمؤتمر كلٌ من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وميركل، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، والمبعوث الرئاسي الخاص للمناخ ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في الموقع الإلكتروني للمؤتمر.
وينقسم برنامج المؤتمر، اليوم، إلى بيانات قصيرة من مجموعة من القادة، وجلسة أسئلة وأجوبة مع رئيس مؤتمر ميونخ للأمن فولفجانج إيشينجر، ومساهمات مسجلة مسبقا من مجموعة مختارة من الرموز الشابة.
ورغم افتقاد أهم مؤتمر أمني في العالم، لغالبية الأحداث التي يتميز بها هذه المرة، إلا أنه لم يفقد أهميته، وتعلق المتابعين بمحتواه وخطابات المشاركين فيه، وشغف الباحثين بما يصدر عنه من تقارير ورؤى لواقع السياسة وطبيعة التهديدات الأمنية العالمية.
ويمنح مؤتمر ميونخ للأمن، التحالف العابر للأطلسي، الأولوية في جدول أعمال دورته الاستثنائية هذا العام رغم تحديات زمن كورونا الأمنية والصحية.
يأتي ذلك في ظل التجديد الذي طرأ على القيادة الأمريكية والآمال المعلقة على واشنطن لإزالة الغبار عن العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وتركز الدورة الاستثنائية التي انطلقت منذ قليل، على الأسئلة المتعلقة بكيفية تعزيز وتجديد التحالف العابر للأطلسي بعد تراجعه الكبير في سنوات حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكالمعتاد، يستضيف فندق "باينرشه هوف" في ميونخ وقائع مؤتمر ميونخ للأمن، لكن بإجراءات وتنظيم مختلف، إذ تجري وقائعه بدون مشاركين، ويعرض المنظمون فقط كلمات المشاركين وجلسة النقاش الرئيسية في شاشات كبيرة في قاعة المؤتمر الخالية.
ويلقي المشاركون خطاباتهم كل من مكانه، دون أن ينتقل أحد إلى ميونخ، وتبث مباشرة في قاعة الفندق عبر الإنترنت، ويشاهدها الخبراء والمسؤولون والصحفيون في العالم عبر تقنية البث المباشر على صفحات مؤتمر ميونخ على مواقع التواصل الاجتماعي وموقعه الرسمي.
ووفق موقعه الرسمي، كان هناك قرار بتأجيل مؤتمر ميونخ إلى وقت لاحق هذا العام بسبب الوضع الوبائي الراهن في العالم.
لكن إدارة المؤتمر رأت عكس ذلك، وفضلت عقد دورة استثنائية افتراضية في نفس المكان، ونفس الموعد، لتزويد صانع القرار حول العالم برؤى وتحليلات قوية لواقع السياسة والأمن، على أمل انعقاد المؤتمر بصورته العادية في الأشهر المقبلة من العام الجاري.
ويملك مؤتمر ميونخ، أهم مؤتمر أمني في العالم، تاريخا كبيرا يمتد لخمسين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة اللقاءات الدبلوماسية السرية.