جلسة مجلس الأمن بشأن لبنان.. اتهامات لإسرائيل وتحذير من الانفجار الكبير
على وقع تفجيرات أجهزة «بيجر» وأجهزة اللاسلكي في حادثين منفصلين بلبنان، مما أدى إلى إصابة الآلاف ومقتل العشرات، التأم مجلس الأمن يوم الجمعة، في جلسة طارئة.
جلسة شهدت تصريحات لبنانية تصعيدية باتجاه إسرائيل ومطالب بمحاسبتها جراء هجماتها على لبنان، ودفاع أمريكي عن حليفتها العبرية بأن لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله.
وعلى الهجوم اللبناني، جاء الرد الإسرائيلي من قبل مندوب الدولة العبرية في الأمم المتحدة، الذي حمل حزب الله مسؤولية بدء التصعيد على الجبهة الشمالية، معلنًا عزم بلاده إعادة سكان الشمال إلى الشمال.
وفي انتظار الكلمة الإيرانية، جاء مندوب طهران حاملا في جعبته الكثير من التصريحات، التي دارت جميعها حول الإدانة واتهام إسرائيل بزعزعة استقرار الشرق الأوسط، دون التطرق إلى تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني، التي توعد فيها إسرائيل بمواجهة «رد ساحق من محور المقاومة».
فماذا قال أطراف التصعيد الحالي؟
وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، طالب مجلس الأمن بـ«إدانة الهجمات الإسرائيلية الإرهابية بصورة واضحة»، مناشدًا «أعضاء هذا المجلس بأن يقفوا على الجانب الصحيح من التاريخ، وأن يدافعوا عن العدالة والسلام».
وأمام جلسة مجلس الأمن، المخصصة للبحث في تفجيرات «بيجر» والتصعيد في لبنان، قال الوزير اللبناني: «إما أن يفرض مجلسكم على إسرائيل وقف عدوانها وتطبيق قراري المجلس 1701 و2735، ووقف حربها على كل الجبهات، وعودة النازحين إلى بلدانهم، وإما نكون شهود زور على الانفجار الكبير».
وتابع: «أطلقت صرختي من على هذا المنبر وأكررها للمرة الثالثة ونحن في خضم الصراع: أعطوا السلام فرصة... أعطوا السلام فرصة.. قبل فوات الأوان»، مضيفًا: الهجمات الإلكترونية الأخيرة ضد بلادنا فاقت التصور، ويجب محاسبة المسؤولين عنها».
وبحسب رئيس الدبلوماسية اللبنانية، فإن مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكد ضلوع إسرائيل في الهجمات على لبنان، مضيفًا: تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي في لبنان إرهاب وجريمة حرب».
وشدد على ضرورة إخضاع تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي للقانون الدولي، محذرًا من أن «ما تفعله إسرائيل سيؤدي إلى حرب إقليمية واسعة لم تشهدها المنطقة من قبل».
فـ«الشعب اللبناني يتعرض لإبادة وعقاب جماعي»، يقول الوزير اللبناني، مضيفًا: إسرائيل نفذت اليوم هجوما ضد أكثر منطقة اكتظاظا بالسكان في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأشار إلى أن «إسرائيل اعتادت على عدم محاسبتها على أفعالها ما شجعها على الاستخفاف بقرارات الشرعية الدولية»، إلا أنه أكد ضرورة «عدم السماح باستمرار إفلاتها من العقاب».
وردًا على تعهدات إسرائيل بإعادة سكانها إلى الشمال، قال وزير الخارجية اللبناني: سكان شمال إسرائيل لن يعودوا إلى منازلهم بقوة السلاح، مطالبًا مجلس الأمن بمساعدة الشعب اللبناني في تحقيق الأمن والاستقرار.
لكن ماذا قالت إسرائيل؟
قال مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن بلاده لم تسع للحرب من البداية، مضيفًا: حزب الله هو من بدأ قصف مستوطنات الشمال لدعم حركة حماس.
وبحسب المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، فإن «اعتداءات حزب الله تسببت في هروب سكان الشمال ليصبحوا لاجئين في بلادهم»، مستدركا بقوله: سنعيد الأمن إلى حدودنا الشمالية.
وفيما أشار إلى أن «حزب الله حول جنوب لبنان إلى منطقة حرب»، أكد أن بلاده «لا تسعى لاتساع النزاع في المنطقة لكننا سندافع عن نفسنا».
وطالب بـ«وضع حزب الله والحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب (..) إيران تسببت في الدمار والفوضى بلبنان»، مشيرًا إلى أن حزب الله لعبة في يد إيران ويجب محاسبة الطرفين».
ماذا قالت إيران؟
المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد عرفاني، اعتبر الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان «غير مسبوقة، وضد الإنسانية»، منددا بأقصى العبارات بتلك الهجمات.
وفيما أشار إلى أن: «سفيرنا لدى لبنان كان من بين المصابين جراء انفجار أجهزة البيجر»، اعتبر ذلك الاستهداف انتهاكا للقانون الدولي. واتهم إسرائيل بزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ماذا قالت أمريكا؟
دافع نائب المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن، روبرت وود، عن إسرائيل، مؤكدًا «حقها في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حزب الله اللبناني».
وبحسب الدبلوماسي الأمريكي، فإن «حزب الله استمر في مهاجمة إسرائيل بدعم من إيران»، مضيفًا: «نتوقع من كافة الأطراف الالتزام بالقانون الدولي».
وتعهد بمواصلة الولايات المتحدة السعي لتحقيق الحل الدبلوماسي على الجبهة اللبنانية، قائلا: «ما نزال نؤمن بالحل الدبلوماسي (..) لن ندخر جهدا لدعم التهدئة والحل السياسي».
aXA6IDM0LjIzOS4xNTAuMTY3IA== جزيرة ام اند امز