"يضر بأمنكم القومي".. رسالة مصرية للكونجرس الأمريكي بشأن الإخوان
كشف رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري عن محاولات أعضاء بالكونجرس الأمريكي لفتح أبوابهم أمام جماعة الإخوان الإرهابية.
وحذر البرلماني المصري في الوقت ذاته أعضاء الكونجرس بأن العمل مع الإخوان بشكل خاص، سيضر الأمن القومي للولايات المتحدة.
ومنذ بداية عهد الرئيس السابق باراك أوباما عام 2009، ارتأت الإدارة الأمريكية وجود شراكة سياسية مع تيار الإخوان بل ودعمه في الوصول لسدة الحكم في عدة دول عربية.
لكن سرعان ما انكشف الوجه القبيح للجماعة الإرهابية، وفشلت تجربة حكمهم في مصر وتونس، وأصبحت منبوذة شعبيا ومحاصرة دوليا.
مخالفة لميثاق الأمم المتحدة
واستنكر رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري طارق رضوان، محاولة عضو مجلس النواب الأمريكي توم مالينوفسكي، فتح أبواب الكونجرس أمام الإخوان.
وقال "رضوان" لـ"العين الإخبارية" إن النائب الأمريكي يحاول تشكيل مجموعة للتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، في مخالفة واضحة لميثاق الأمم المتحدة، حيث لا يحق لأية دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، في الشؤون الداخلية والخارجية لأي دولة أخرى.
وتابع: "ليس لنا الحق في التدخل الشأن الأمريكي تماما كما ليس لهم الحق في التدخل في الشأن المصري؛ لأن ذلك يعد انتهاكا لحق أصيل من حقوق الإنسان، إضافة إلى أن ذلك يمس الأمن القومي الداخلي".
القنوات الشرعية
وحرص النائب على تأكيد أنه "إذا كانت هناك علامات استفهام حول قضايا معينة في الداخل المصري، تتعلق بالملف الحقوقي أو غيره، فهناك قنوات شرعية، وهي البرلمان المصري وهو المعني بذلك، وليس من حق البرلمانات الغربية التواصل مع جماعات محظورة".
وأشار إلى أن "الكونجرس الأمريكي لم يقم بزيارة واحدة إلى مصر منذ 2016 وقمنا نحن بـ4 زيارات، لتوضيح الحقائق والرد على الادعاءات الكاذبة من الجماعة الإرهابية".
وبسؤاله عما إذا كان من الممكن تنظيم زيارة قريبة إلى الكونجرس الأمريكي لتوضيح الحقاق والرد على ادعاءات الإخوان، أجاب رضوان: "بالتأكيد، ونحن لا نغلق أي باب للتشاور والنقاش وعرض الرؤى".
واستدرك: "لكن مع التحديات الصحية التي تواجه العالم بسبب فيروس كورونا، يتعذر حاليا عقد هذه اللقاءات.. بعد زوال الأزمة سيكون هناك سلسلة من اللقاءات لعرض وتبادل الرؤى".
الأمن القومي الأمريكي
رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري، قال في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "كبرلمانيين نمثل الشعب المصري بجميع طبقاته وطوائفه، قررنا أن نطلق مبادرات إلى الكابيتول لتذكير أعضاء الكونجرس، أمثال مالينوفسكي، بأن العمل مع الإسلاميين بشكل عام، والإخوان بشكل خاص، سيضر الأمن القومي للولايات المتحدة".
وتابع: "هدفه (النائب الأمريكي) تمكين الجماعة الإسلامية العنيفة في مصر لإعادة لعبتها المخادعة القديمة على الرأي العام، وصناع القرار الأمريكيين من خلال التظاهر بأنهم مجموعة من النشطاء السياسيين أو العاملين في المجتمع المدني للترويج لأجندتهم".
وتتواصل محاولات تنظيم الإخوان الدولي البائسة لتشويه صورة مصر عبر تنفيذ مخطط نشر الأكاذيب وبث السموم ضد القاهرة.
وأبرز رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، دور الإخواني محمد سلطان عضو الجماعة والسجين السابق، خلال السنوات الماضية، ومعه مجموعات من الإخوان داخل الولايات المتحدة من أجل فتح دوائر تواصل لهم داخل الكونجرس الأمريكي.
وأقام سلطان وبإيعاز من قيادات الإخوان، في وقت سابق دعوى قضائية ضد رئيس وزراء مصر الأسبق حازم الببلاوي، وهو أحد المديرين التنفيذيين السابقين في صندوق النقد الدولي، ومقره واشنطن.
كانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت في وقت سابق إن الدعوى القضائية التي رفعت مؤخرا أمام محكمة منطقة واشنطن العاصمة زعمت مسؤولية الببلاوي المباشرة عن سبب أسباب حبس سلطان ومعاملته في السجن"، ورأس الببلاوي الحكومة المصرية في الفترة بين شهر يوليو/تموز 2013 ومارس/آذار 2014.
يذكر أن سلطان قد تم حبسه في أغسطس/آب عام 2013 خلال عملية فض اعتصام رابعة العدوية الذي نظمته الإخوان للمطالبة بعودة الرئيس (الراحل) محمد مرسي إلى السلطة.
تحركات الإخوان المشبوهة
عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري طارق الخولي، نبه إلى أنه منذ ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 دأب تنظيم الإخوان في التحرك على المستوى الخارجي على شقين؛ الأول عبر وسائل معادية لنشر ادعاءات وأكاذيب الإخوان المزيفة.
وواصل: "يتمثل الشق الثاني في تحركات وفود إخوانية بدعم من أنقرة داخل محافل دولية مختلفة مثل الكونجرس الأمريكي، والبرلمان الأوروبي، ومجلس العموم البريطاني، من أجل تصدير صورة عن سلمية الجماعة وأنها بعيدة عن العنف، بشكل يخالف تماما لحقيقتها".
وكان السناتور الأمريكي تيد كروز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قد أعاد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تقديم مشروع قانون لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية.
ويحث مشروع قانون "كروز" وزارة الخارجية الأمريكية على استخدام سلطتها القانونية لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية أجنبية.
وشدد السيناتور الأمريكي عبر موقعه الخاص على ضرورة محاسبة جماعة الإخوان على تمويلها ودعمها للإرهاب.
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، فرع تنظيم داعش الإرهابي في سيناء بمصر وحركة مرتبطة بتنظيم الإخوان على قائمة الإرهاب العالمي.