مشاهد إنسانية تأسر القلوب، رسمها رجال الأمن السعوديين خلال الحج، جسدت دورا مهما يقومون به، إلى جانب مهامهم في حفط أمن وسلامة الحجاج.
والتقطت الكاميرات مرات عدة لقطات عفوية لرجال الأمن مع ضيوف الرحمن، تضرب أروع الأمثلة في التفاني وخدمة الحجيج بحب وإخلاص.
وبرزت تلك المواقف بشكل خاص بين رجال الأمن من جانب والأطفال وكبار السن من جانب آخر، الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة.
ومع توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى مع بزوغ فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة لرمي جمرة العقبة اتباعاً لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، خطف الأنظار أحد رجال الأمن وهو يساعد طفلة على رمي الجمرات، قبل أن يطبع قبلة على جبينها بعد انتهائها من مهمتها.
أيضا كان لافتا الدور المهم الذي قام به رجال الأمن خلال وقوف الحجيج بعرفات في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وبادر رجال الأمن برش رذاذ الماء على ضيوف الرحمن لتخفيف درجة الحرارة.
وحرص بعضهم على حمل المظلات لكبار السن لمساعدتهم في الوقاية من حرارة الشمس، وتقديم الماء والعصائر لهم، ومساعدة المسعفين لمعالجة من أصيب بإجهاد حراري.
وكذلك حمل ومساعدة الأطفال في تلك الأجواء، دون أن تغيب عن وجوههم الابتسامة، مع الحرص في كثير من الأحيان على طبع قبلة على جبين الأطفال وكبار السن تعبيرا عن الحب والاحترام.
نجاح الخطط الأمنية
ونوه الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، بالجهود التي يبذلها منسوبو الجهات الأمنية والعسكرية المشاركون في مهمة حج هذا عام 1444هـ.
وأكد الأمير عبدالعزيز بن سعود، خلال لقائه، أعضاء اللجنة الأمنية بالحج وقيادات قوات أمن الحج في مقر وزارة الداخلية بمكة المكرمة، أمس، أن جهود الجهات الأمنية في الوزارة والجهات العسكرية في وزارة الحرس الوطني، ووزارة الدفاع، ورئاسة الاستخبارات العامة، ورئاسة أمن الدولة، أسهمت بفضل الله في نجاح مراحل الخطط الأمنية التي تم تنفيذها حيث لم يسجل -ولله الحمد- أي حالة قد تعكر صفو حجاج بيت الله الحرام.
ووجه بمواصلة الجهود الأمنية خلال الفترة المقبلة حتى يعود الحجاج إلى أوطانهم، وقد أتموا نسكهم بكل طمأنينة ويسر.
مهام كبيرة
شهد موسم الحج هذا العام عودة أعداد الحجاج لمستويات ما قبل جائحة كورونا، بعد أن سمحت السعودية بأداء فريضة الحج في العام الجاري، دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم، بعد 3 سنوات شهدت تقليص عدد الحجاج على خلفية انتشار الفيروس، ليصل عدد الحجاج هذا العام مليونا و845 ألف حاج.
ومع عودة أعداد الحجاج لمستويات ما قبل جائحة كورونا، يبذل رجال الأمن جهودا مضاعفة لتفويج الحجيج بين المشاعر ومتابعة أمنهم والحرص على سلامتهم.
ويتولى رجال الأمن إدارة وتنظيم حركة المركبات على الطرق المؤدية إلى عرفات ومزدلفة ومنى، ومتابعة ومساندة المشاة من الحجاج الذين يسيرون على الأقدام عبر الطرق المخصصة لهم، ومساندة تنظيم النقل في الرحلات الترددية، وتنظيم الحشود عند محطات قطار المشاعر في عرفات ومزدلفة ومنى، وإدارة وتنظيم حركة المشاة على الطرق المؤدية من مزدلفة إلى منى والطرق التي تربط مشعر منى بالمسجد الحرام ومنشأة الجمرات، وإدارة وتنظيم الحشود في المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وفي منشأة الجمرات لرمي الجمرات.
رمي جمرة العقبة
وتوافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى مع بزوغ فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، مهللين مكبرين، تملؤ قلوبهم الفرحة والسرور، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في "مزدلفة" تحفهم عناية الله تعالى ورعايته وهم يعيشون الأجواء الإيمانية، وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة التي هيأتها الحكومة السعودية ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بسلام آمنين.
وبعد وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا في رمي جمرة العقبة، اتباعاً لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ويأتي رمي الجمار تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم عليه السلام في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.
وبعد أن يفرغ الحجاج من رمي جمرة العقبة يشرع لهم في هذا اليوم أعمال النحر، حيث يبدأون بنحر هديهم، ثم بحلق رؤوسهم، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.
بعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله كثيرًا ويشكرونه أن منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث يبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.