ساحل حضرموت.. «رياح الفتنة» تجمع شمل القاعدة بالإخوان والحوثي

لم ينسَ تنظيم القاعدة هزيمته المدوية في حضرموت، فعاد بعد نحو 9 أعوام ينفخ في بوق الفتنة، ليجتمع شمل ثلاثي الخراب باليمن؛
التنظيم الإرهابي والحوثيون وجماعة الإخوان، بحسب مراقبين.
وأصدر تنظيم القاعدة مؤخرًا بيانًا مطولًا بشأن أحداث حضرموت التي تشهد تحركات مدعومة من تنظيم الإخوان ومليشيات الحوثي سويًا، لاسيما في ساحل المحافظة، بحسب السلطات الأمنية اليمنية.
تحريض
البيان، الذي حمل طابعًا تحريضيًا ودعوة صريحة لأبناء حضرموت واليمن لاستمرار القتال تحت غطاء ديني، كشف عن العقيدة المأزومة للتنظيم الإرهابي الذي عجز عن العودة لحضرموت من باب القوة، فلجأ لدغدغة مشاعر العامة في مسعى لتفجير الأوضاع.
وحاول تنظيم القاعدة، الذي تلقى هزيمة مدوية في 24 إبريل/نيسان 2016 على يد قوات النخبة الحضرمية بدعم من التحالف العربي، استغلال تظاهرات شعبية في ساحل حضرموت في محاولة لاستهداف المؤسسات الحكومية.
وأكدت اللجنة الأمنية العليا في ساحل حضرموت "وجود معلومات تفصيلية عن عناصر مندسة تابعة لتنظيمات إرهابية مثل القاعدة، بالإضافة إلى عناصر حوثية تسعى لإثارة الفوضى في ساحل حضرموت".
ووفقًا للجنة الأمنية، فقد قامت عناصر القاعدة ومليشيات الحوثي "بتوزيع مبالغ مالية لإحداث الفوضى وإقلاق السكينة العامة، بالإضافة إلى إطلاق النار على الأطقم العسكرية في ساحل حضرموت".
وكشفت اللجنة "عن تحقيق نجاح باهر في رصد تحركات عدد من القيادات البارزة في تنظيمي القاعدة والحوثيين"، مؤكدة أن العمل الاستخباراتي والأمني يسير بخطى ثابتة نحو تفكيك أي تهديدات أمنية قبل وقوعها.
خلط الأوراق
ويكشف التنظيم الإرهابي محاولته البائسة في خلط الأوراق في حضرموت ككل، حيث يحاول دعم التظاهرات في ساحل حضرموت ويتغاضى عنها في وادي وصحراء المحافظة، حيث الحراك الشعبي السلمي المناهض للإخوان.
وهذا ما أكده بيان تنظيم القاعدة الأخير الذي وصف "ما يجري في حضرموت بأنه انتفاضة شعبية ضد الظلم والطغيان الذي تمارسه الحكومة المعترف بها دوليًا"، في إشارة إلى التظاهرات في ساحل حضرموت.
واتهم البيان الحكومة وداعميها في التحالف بـ"الفساد، ومحاربة الدين، ونشر الكفر والانحلال، والسيطرة على ثروات البلاد"، مستشهدًا بما يحدث في سقطرى، في إشارة واضحة إلى دعمه تظاهرات ساحل حضرموت وغضه الطرف عن تظاهرات تريم المناهضة للإخوان.
ويرى مراقبون أن بيان تنظيم القاعدة، الذي حمل في مجمله "لهجة تعبئة وتحريض، مع تفسير الأحداث في حضرموت على أنها رد فعل طبيعي على الظلم والفساد"، يكشف عن أزمة زعيم التنظيم سعد العولقي الذي يحاول، على خطى الإخوان، ركوب موجة التظاهرات لاستهداف الخصوم.
وتضمن بيان تنظيم القاعدة "التحريض على أن إعداد السلاح والتدريب عليه من أهم الواجبات"، مسخرًا آيات قرآنية تحث على الإعداد للجهاد.
كما قلل البيان من خطوات الحكومة الشرعية الاقتصادية التي وصفها بـ"التخديرية"، مثل رفع سعر العملة المحلية جزئيًا أو تحسين بعض الخدمات، معتبرًا أن ذلك محاولة أمريكية لتهدئة الوضع.
وحث البيان على ما قال إنه "مواصلة مشوار التحرير" لحضرموت وبقية مدن اليمن لتحرير أسرى التنظيم وقطع "إمدادات النفط"، في تطابق واضح مع الخطاب الإخواني والحوثي بخصوص ملف حضرموت.
واحتوى البيان على المفاهيم ذاتها التي يستخدمها الحوثيون، من قبيل "سرقة الثروات" و"المنافقين" وغيرها من مفردات تكشف استغلال المليشيات للتنظيم في تأجيج الأوضاع في المناطق المحررة، بحسب مراقبين.
وهذا ما أكده الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد بكران، مشيرًا إلى أن "ما قاله تنظيم القاعدة في بيانه يتطابق تمامًا مع شعارات يرفعها الإخوان أو أدواتهم التي تتحرك في ساحل حضرموت".
وأوضح أن "خطاب بعض القيادات باسم حقوق حضرموت ومواجهة الفساد والتمرد وحمل السلاح على السلطة في حضرموت أصبح بالفعل يتطابق مع خطاب تنظيم القاعدة، في صورة باتت أكثر وضوحًا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز