الإنسان والعقل.. أخطر أزمة عربية في 100 عام
الإنسان العربي الجديد ولادته وشروط تحقّقه محور ندوة مشتركة بين مؤسّسة الفكر العربي ومركز الأهرام حاضر فيها عدد كبير من المفكرين العرب.
قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن علاقة الإنسان والعقب تمثل أخطر أزمة تواجه الأمة العربية خلال قرن من الزمان، فيما قال البروفيسور هنري العَويط، المدير العام لمؤسسة الفكر العربي، إن فشل الأحزاب الدينية في العالم العربي قاد إلى الحاجة لما أسماه بـ"إنسان عربي جديد".
وأضاف البروفيسور هنري العَويط، في مناقشته لكتاب "أفق" السنوي، خلال ندوة نظّمتها مؤسّسة الفكر العربي، بالشراكة مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في القاهرة بعنوان "نحو إنسانٍ عربيّ جديد"، أن الكتاب يجيب عن 3 أسئلة رئيسية هي: هل نحن فعلا بحاجة إلى ولادة إنسانٍ عربي جديد ولماذا؟ من هو هذا الإنسان العربي الجديد؟ ما السبل والأدوات والآليات المفضية إلى إعداد هذا الإنسان الجديد وتأهيله؟ مؤكدا أن الدعوة إلى تحقيق هذا التجديد تستمد ضرورتها وحتميتها من فشل الأحزاب القائمة على أساس ديني والأنظمة الدكتاتورية على امتداد العقود الماضية، ومما يعصف بعالمنا من أزمات وحروب وانقسامات.
من جانبه، أكد الدكتور وحيد عبدالمجيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على أهمية التعاون بين المركز ومؤسّسة الفكر العربي، والذي يعد ثمرة الندوة التي تتناول أفكار كتاب "أفق" السنوي، فضلا عن مد الجسور بين المؤسّسات الثقافية العربية، بما يسهم في بناء الإنسان، والتي بات الجّاد منها قليل.
وأوضح عبدالمجيد، أن الأزمة العربية الراهنة هي الأخطر منذ قرن من الزمن، وهي تتمثل في وجود فجوة معرفية وعلمية كبيرة، وأن أغلب سكان الأرض أكثر تقدما من سكان المنطقة العربية، وردم هذه الهوة يأتي بالإرادة والعمل الدقيق، منتقدا مشروعات النهضة العربية التي بدأت منذ نحو نصف قرن، ومؤكدا أنه لم يعد مقبولا تكرار تجارب النهضة التي لم تنجز شيئا ملموسا في بناء الإنسان العربي الجديد.
وتضمّنت الندوة جلستين افتتاحية وختامية، وخمس جلسات امتدّت على مدى يومين: "الإنسان العربي الجديد: بين شروط التأسيس وإمكانات التحقّق"، "الهويّة والثقافة بين الجمود والتجدّد"، "مجتمع المعرفة والإنسان العربي الجديد"، "تجديد الخطاب الديني"، "تجديد النظام التربوي والتعليمي"، وذلك بحضور نُخبة من المفكّرين والمثقّفين العرب.