5 سيناريوهات أمام نتنياهو بعد تكليفه بتشكيل الحكومة
نتنياهو يخشى أن تسرع التطورات في تقديم لائحة اتهام ضده بتهم الفساد ويصارع من أجل حصانة عبر رئاسة الحكومة.
التكليف الذي تلقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، من الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين بتشكيل الحكومة كان السادس في حياته السياسية ولكنه الأكثر أهمية.
نجح نتنياهو في 4 تكليفات وأخفق في الخامس، ولكنه ينظر إلى التكليف الجديد باعتباره الأخير، ما بين بقائه في الحكم أو إمكانية الدخول إلى قفص الاتهام بشبهات الفساد التي تحوم حوله منذ سنوات عدة.
الاعتقاد السائد هو أن مخاوف مواجهة لائحة اتهام ستقود سيناريوهات التحرك لنتنياهو في الأسابيع القليلة المقبلة التي سيكون أخطرها نجاح خصمه زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي بيني جانتس بتشكيل الحكومة.
فمع انتهاء عطلة رأس السنة العبرية، بداية الأسبوع المقبل، من المقرر أن تبدأ جلسات استماع لنتنياهو مع المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت.
وكان ماندلبليت أعلن في شباط/فبراير الماضي أنه يميل لتوجيه لائحة اتهام بتلقي الرشوة وإساءة الثقة والاحتيال في 3 ملفات حققت الشرطة الإسرائيلية مع نتنياهو حولها وخلصت إلى أن ثمة ما يكفي من الأدلة والقرائن لتوجيه لائحة اتهام ضده.
ولكن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أعلن أنه سيحسم الموقف بشأن توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو بعد جلسات استماع يستمع خلالها من نتنياهو، أو من ينوب عنه، عن موقفه حيالها.
وتسود ترجيحات إسرائيلية بأن نتنياهو سيقاتل حتى الرمق الأخير لمنع إدانته ولكنه يأمل بأن يكون منصب رئاسة الحكومة حصانة له.
واليوم الخميس طلب نتنياهو من الجهاز القضائي بث جلسات الاستماع معه على الهواء مباشرة "لضمان العدل والحقيقة".
ويريد نتنياهو بذلك أن يدافع عن نفسه على الهواء بعد اتهامات سابقة له للإعلام الإسرائيلي بالانحياز ضده.
ووفقا للقانون الإسرائيلي فإن أمام نتنياهو مهلة تستمر 28 يوما لتشكيل الحكومة ويمكن تمديدها لفترة 14 يوما إضافية بقرار من الرئيس الإسرائيلي.
وترصد "العين الإخبارية" 5 سيناريوهات محتملة أمام نتنياهو:
السيناريو الأول:
أن ينجح بالحصول على تأييد 61 عضوا على الأقل في الكنيست لصالح حكومة يشكلها وتكون حكومته الخامسة.
وحتى الآن فإن لدى نتنياهو دعم 55 عضو كنيست من اليمين الإسرائيلي، ولكنها غير كافية لنيل ثقة البرلمان ما يدفع الخبراء للتوقع بأن المهمة التي ألقاها الرئيس الإسرائيلي على كاهله أمس كانت صعبة للغاية.
ومع ذلك فقد قال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة، إن "ثمة احتمالا ضعيفا ولكن لا يمكن الاستهانة به لأن ينجح نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة".
وأضاف عودة، في حوار مع المواطنين العرب على شبكة التواصل الاجتماعي، "عندما يكون (نتنياهو) أمام تشكيل حكومة أو الذهاب إلى السجن فإنه سيفعل كل شيء ممكن من أجل تشكيل الحكومة".
وتوجه الأنظار في هذا الصدد إلى زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيغدور ليبرمان الذي يمتلك 8 مقاعد في الكنيست ويمكنه إنقاذ نتنياهو.
حتى الآن يقول ليبرمان إنه متمسك بالموقف الذي حال دون تمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة في شهر مايو/أيار الماضي وهو اشتراط الانضمام إلى الحكومة بالمصادقة على مشروع قانون التجنيد الذي يلزم المتدينين اليهود بالخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي.
وترفض الأحزاب الدينية اليهودية، الشريكة لنتنياهو، هذا الطلب وتهدد بعدم الانضمام إلى الحكومة في حال الموافقة عليه.
وليس من الواضح إذا ما كان نتنياهو سيتمكن من التوصل إلى حل وسط بين الموقفين أو أن يغري ليبرمان بمكاسب أخرى للانضمام إلى حكومته.
السيناريو الثاني:
أن يسارع نتنياهو إلى إعادة التكليف إلى الرئيس الإسرائيلي قبل انتهاء المهلة القانونية الممنوحة له.
في هذه الحالة فإن الرئيس الإسرائيلي سيكلف جانتس بتشكيل الحكومة في غضون 28 يوما، وفي ضوء عدم وجود 61 صوتا لصالحه فإنه من المرجح أن يفشل في مهمته.
في هذه الحالة فإن القانون ينص على أن الأمور تعود إلى الكنيست الذي يمكنه الطلب من الرئيس الإسرائيلي تكليف عضو كنيست بتشكيل الحكومة أو الذهاب إلى الانتخابات مجددا.
ويأمل نتنياهو بأنه في هذه الحالة ستكون الفرصة سانحة لإقناع أعضاء كنيست جدد بالانضمام إلى حكومته من أجل تجنب الانتخابات.
السيناريو الثالث:
على الرغم من التصريحات المتضاربة ينجح نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية مع "أزرق أبيض" يجري خلالها التناوب بينه وبين جانتس على رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء، إن "لنتنياهو فرصة أفضل لتشكيل الحكومة كونه حصل على تأييد 55 نائبا حتى يمنح القائم بأعمال رئيس الوزراء صلاحية موسعة".
وأضاف "ستكون للقائم بالأعمال صلاحيات فعلية في اللحظة التي يتعذر فيها على رئيس الوزراء أداء مهامه"، في إشارة إلى إمكانية إدانة نتنياهو بتهم الفساد.
لكن جانتس قال، في بيان، إن حزبه "لن يجلس في حكومة واحدة يرأسها شخص مسلطة على رقبته شبهات خطيرة قد تقود إلى تقديم لائحة اتهام ضده"، في إشارة إلى نتنياهو.
ومع ذلك فقد استدرك بالقول إن حزبه "ملتزم مع ذلك بفكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال التفاوض مع حزب "الليكود" من أجل التوصل إلى تفاهمات حول القضايا الجوهرية التي تهم المجتمع الإسرائيلي".
ويأمل جانتس بأن تؤدي إدانة نتنياهو إلى تنحيته عن رئاسة "الليكود" وأن يتم استبداله من قبل شخصية أخرى في الحزب.
السيناريو الرابع:
وهو الأسوأ بالنسبة لنتنياهو، وبموجبه فإن نتنياهو يعيد التكليف إلى الرئيس الإسرائيلي ريفلين الذي بدوره يكلف جانتس بمهمة تشكيل الحكومة في غضون 28 يوما.
وعلى الرغم من التقديرات بأن مهمته شبه مستحيلة فإن جانتس قد ينجح بتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة تضم العديد من الأحزاب ولا تقتصر على الأحزاب الوسطية.
وتبدو هذه الإمكانية واردة على الرغم من صعوبتها.
السيناريو الخامس:
أن تفشل كل جهود نتنياهو وجانتس بتشكيل حكومة أو تشكيل حكومة وحدة وطنية وعندها لا يكون هناك مناص من إجراء انتخابات.
ويبدأ الكنيست الإسرائيلي بالتحضير للانتخابات التي ستجري على الأرجح في الشهر الأول من العام المقبل.