هناك من يرى أن هذه التصريحات تهدف إلى التكسب الانتخابي، ولكسب الأصوات المؤيدة والمتطرفة من الإسرائيليين
يبدو أن حلم مشروع قيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات لن ينتهي، لا سيما بعد تصريح وتعهد نتنياهو في مؤتمر صحفي لحملته الانتخابية بضم غور الأردن وشمالي البحر الميت للسيادة الإسرائيلية إن هو انتُخب رئيساً لوزراء إسرائيل، فمن يظن أو يصدق إسرائيل التخلي عن فكرة حلم إسرائيل الكبرى فهو مجنون ولا يعي حقيقة المشروع الإسرائيلي، فهو بالنسبة لهم محال ولا يمكن التخيل بأن الشعب الصهيوني أن يتخلى عن حلمه هذا، فحلم إسرائيل الكبرى لم يمت ولن يموت، منذ أن بعث حاخامو القدس إلى السلطان عبدالحميد العثماني يطالبون من خلالها إقامة دولة يهودية تؤكد أطماع الصهيونية في دول الخليج والجزيرة العربية التي لن ولَم تنتهِ، فالخريطة تشمل الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وقسماً من مصر وشمالي الحجاز والمدينة المنورة، وهو تعبير له معانٍ توراتية وسياسية مختلفة على مدار الزمن للأرض التي تسمى بأرض الميعاد.
الواقع يقول إن إسرائيل لن تتوقف عن احتلال الدول العربية؛ لأنها تسير على خطط مدروسة مسبقاً لتحقيق خارطة الطريق للوصول للغاية المنشودة، فإسرائيل لها دور مهم جداً وغير معلن لكل ما يحدث في المنطقة، بعد أن كبلوا الشعوب العربية وأشغلوها بثورات ونزاعات وقتال مدروس وهجروها إلى بلدان شتى
فالواقع يقول إن إسرائيل لن تتوقف عن احتلال الدول العربية؛ لأنهم يسيرون على خطط مدروسة مسبقاً لتحقيق خارطة الطريق للوصول للغاية المنشودة، فإسرائيل لها دور مهم جداً وغير معلن لكل ما يحدث في المنطقة، بعد أن كبلوا الشعوب العربية وأشغلوها بثورات ونزاعات وقتال مدروس وهجروها إلى بلدان شتى، فالخراب العربي كشف لنا عملاء الصهاينة وأنهم مجرد أدوات تخدم المشروع الإسرائيلي على حساب الأوطان العربية حتى وإن أظهروا وتظاهروا بشعارات المقاومة؛ لأن قضية فلسطين تبقى هي الشعار العاطفي الأكثر قابلية للتسويق والتكسب الشعبي، حتى لو كان هذا الشعار من أجل المتاجرة وواقعه فارغاً وكاذباً، ليبقى الشعب الفلسطيني نفسه المتضرر من تصديق هذه الشعارات وترويجها.
فتركيا وإيران تعتبران وجهين لعملة واحدة مع إسرائيل، والتاريخ يؤكد العلاقات بينهما، وعلاقة اليهود بإيران أزلية، وبالتجربة نجد أن إيران حققت لإسرائيل كل شيء وتسعى للمزيد، وأنها مع أذنابها تمثل الساعد الأيمن، بينما تركيا وأتباعها الساعد الأيسر لها.
هناك من يرى أن هذه التصريحات تهدف إلى التكسب الانتخابي ولكسب الأصوات المؤيدة والمتطرفة من الإسرائيليين، وهناك من يرى أنها تصريحات واقعية في ظل الضعف والتشرذم العربي، فلم يعد يحسب للعرب وللمسلمين حساباً في الظل الصراع والهوان والانكسار الداخلي، أو أنها وسيلة مباشرة ومناسبة للضغط على السلطة الفلسطينية وبقية العرب المعارضين لمشروع "صفقة القرن" في ظل البرود والتجاهل الأوروبي، وفي ظل الدعم والتأييد الأمريكي غير المسبوق، بعد تلقي الوعد من إدارة ترامب بتسهيل ضم المستوطنات، وتأييد أي قرار بهذا الشأن، وهو التزام علني وتنفيد لـ"خطة ترامب" على ما يبدو، التي فتحت شهية اليمين الإسرائيلي لتنفيذ مشروعه لابتلاع أرض وحقوق الفلسطينيين لولا مقاومة المملكة وحلفائها لهذه الخطة.
لهذا تنبهت المملكة مع حلفائها لهذا الخطر وأعلنت إدانتها وشجبها ورفضها القاطع لما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، واعتبرته باطلاً وتصعيداً بالغ الخطورة بحق الشعب الفلسطيني، ويمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والأعراف الدولية، معتبرة أن من شأن هذا الإعلان تقويض ورفض أي جهود تسعى لإحلال سلام عادل ودائم؛ إذ لا سلام دون عودة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه غير منقوصة، داعية في الوقت نفسه إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لبحث هذا الموضوع، ووضع خطة بهدف مواجهة هذا الإعلان والتصدي له، واتخاذ ما يلزم من إجراءات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة