«حرب الجنرالات».. تجميد ترقية قائد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان
رشحت إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن الليفتنانت جنرال كريستوفر دوناهيو إلى الترقية لرتبة جنرال بأربعة نجوم، ولقيادة الجيش الأمريكي في أوروبا.
لكن السيناتور ماركواين مولين، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري من ولاية أوكلاهوما، جمد ترقية الجنرال الذي قاد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس/آب عام 2021، بعد شهور من وعود الرئيس المنتخب دونالد ترامب بإقالة أي ضابط رفيع المستوى على صلة بـ"عملية الانسحاب الفوضوية" من أفغانستان.
وقاد دوناهيو فرقا في وحدات العمليات الخاصة النخبوية مثل الفوج 75 Ranger، كما قاد مؤخرا عشرات الآلاف من الجنود في قاعدة فورت ليبرتي بولاية كارولينا الشمالية.
حرب على الجنرالات؟
ويرى بعض المسؤولين في البنتاغون أن هذا التجميد قد يمثل بداية لما يخشاه البعض من "حرب على الجنرالات" الذين لا يُظهرون الولاء الكافي لترامب، حسب موقع "ريسبونسيبل ستيت" الأمريكي.
وقد ناقش فريق الانتقال للرئيس المنتخب طريقة تنفيذ وعده في هذا الصدد، بيد أنه لم يتم الكشف عنها.
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة في ذلك الوقت الجنرال مارك إيه. ميلي، والقائد الأعلى في المنطقة الجنرال كينيث فرانك ماكنزي قد تقاعدا بعد الإجلاء، كما تقاعد أيضا الأدميرال بيتر فاسيلي الضابط في وحدة "القوات الخاصة" البحرية الذي قاد القوات في كابول خلال الأشهر الأخيرة من العمليات الأمريكية في أفغانستان.
ويعتبر العديد من كبار مسؤولي البنتاغون دوناهيو أحد أبرز القادة العسكريين في الجيش الأمريكي، ومن المعروف أنه كان يسعى دائما لتجنب السياسة في واشنطن، ومنذ مارس/آذار 2022 قاد دوناهيو فيلق القوات المحمولة جواً الثامن عشر، الذي يشرف على وحدات بارزة مثل الفرقة 82 المحمولة جواً، والفرقة 101 المحمولة جواً، والفرقة 10 الجبلية، والفرقة 3 مشاة.
كانت ترقية دوناهيو السابقة عندما كان قائدا للفرقة 82 المحمولة جواً، هي التي دفعته إلى دائرة الضوء بين الجمهوريين، فبعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول في أغسطس/آب 2021 وسيطرة طالبان على أفغانستان، أرسل البنتاغون دوناهيو، الذي كان آنذاك قائدا للفرقة 82، إلى مطار كابول لتأمين المنطقة وإجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
وقال المسؤولون العسكريون الأمريكيون إن دوناهيو كان آخر جندي أمريكي يظل على الأرض في أفغانستان، ونشرت صورة له وهو يستخدم الرؤية الليلية أثناء صعوده إلى طائرة شحن C-17، وأصبحت تلك الصورة واحدة من الأكثر شهرة، حيث باتت رمزا للحزن بالنسبة للعديد من الجنود الأمريكيين الذين خدموا في أفغانستان خلال 20 عاما من الحرب.
مسؤولية فوضى الانسحاب
ولطالما سعى الجمهوريون إلى تسليط الضوء على الفوضى التي شهدتها عملية الإجلاء، بما في ذلك من خلال تحقيق طويل أجرته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، لكنهم ترددوا في الاعتراف بأن ترامب وبايدن اتخذا خطوات لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، إذ وافق ترامب على مفاوضات السلام مع طالبان ووقع اتفاقا في فبراير/شباط 2020 ينص على سحب القوات الأمريكية بالكامل بحلول مايو/أيار 2021.
وفي التحقيق العسكري الأمريكي الذي أُجري بعد الإجلاء، عبّر العديد من الضباط العسكريين الكبار عن إحباطهم مما رأوه من ضعف في التخطيط لانسحاب القوات. وقالوا إن كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية فشلوا في فهم التقدم السريع لطالبان عبر المناطق الريفية في أفغانستان في ذلك الصيف، ورفضوا جهود القادة العسكريين للاستعداد بشكل أفضل لإجلاء موظفي السفارة والحلفاء الأفغان، مما عرض الجنود الأمريكيين لخطر أكبر.
وقال دوناهيو للمحققين بعد الإجلاء إنه علم بإرساله للمساعدة في الإجلاء في 16 أغسطس/آب 2021، بعد يوم من سقوط الحكومة في كابول.
في المقابل، سعى جيمس آدامز، المتحدث باسم البنتاغون، إلى تسليط الضوء على مؤهلات دوناهيو، بما في ذلك 30 عاما من الخدمة العسكرية، وقال "إن تعيينه يأتي في وقت حرج للغاية في أوروبا".
وتابع "نحث مجلس الشيوخ على المصادقة على تعيين جميع مرشحينا، تجميد ترقيات مرشحينا يضر بجاهزية قواتنا العسكرية".